شبكة طريق الحرير الإخبارية/
كانت المدن الأذربيجانية في العصور الوسطى تنقسم إلى أحياء بها ساحة مركزية، حيث كان يقع فيها مسجد وكتاب لحفظ القرآن وتدريس العلوم الشرعية، وحمام وسوق. كانت هذه المساجد بتصميم مستطيل الشكل تتميز ببساطتها وتشبه إلى حد ما مسكنا أكثر من كونها مسجدا ومكانا للعبادة. وفارقها الوحيد عن المساكن هو ما يشبه بمآذن منخفضة مزينة بهلال على سطح المساجد. ولكن من الداخل تم تصميم المساجد وفقا للتقاليد الإسلامية تماما. كانت هناك أماكن للصلاة للنساء مقابل المحراب في الطبقة الثانية في جميع المساجد كما هو الحال في مسجدي “جوهر آغا”. وزينت إيواناتها بزخارف من الجص ونقوش قرآنية مختلفة متعددة الألوان. وكانت لكل مسجد مداخل منفصلة للنساء. ومعظمها بنيت من قبل “كربلائي صفي خان قاراباغي”.
المسجد العلوي (الكبير) مسجد “جوهر آغا”
بُني أول مسجد في شوشا من قبل “باناه علي خان” أثناء بناء قلعة شوشا. وكان لهذا المسجد بابان، فأطلق الناس عليه اسما “المسجد ذو بابين”.
وقد قام “إبراهيم خليل خان” نجل “باناه علي خان” بتوسيع المسجد عام 1768-1769م، وأطلق عليه اسم مسجد الجمعة. وشكل المسجد والميدان الذي بني فيه المسجد مركزا إداريا وثقافيا وتجاريا لمدينة “شوشا”. وكما يبدو كان كل وريث جديد لحكام قاراباغ يريد أن يربط مركز المدينة باسمه. بَنت “جوهر آغا” بنت “إبراهيم خليل خان” مسجدا ثالثا جديدا بمئذنتين متماثلتين في نفس المكان على نفقتها الخاصة في بداية القرن التاسع عشر.
لم تكن في “شوشا” مساجد بها مئذنتان قبل ذلك الوقت. ولذا يعتقد الباحثون أنه كان مبنى جديدا بشكل أساسي، وليس إعادة بناء لمسجد “إبراهيم خليل خان”. وفي نهاية القرن أي عام 1865م لم تقم “جوهر آغا” بإعادة بناء المسجد بل قامت ببناء مسجد الجمعة من جديد وفقا لمشروع المهندس المعماري الشهير في شوشا “كربلائي صفي خان قاراباغي”. لقد وصل هذا المسجد إلى أيامنا في حالة جيدة.
أسباب بناء مسجد جديد غير معروفة بالضبط: إما دمرت مآذنه أثناء الحملات العسكرية، وإما دمرت من جراء زلزال. لكن الحقيقة هي أن المسجد الجديد اختلف تماما عن المسجد القديم على الرغم من بنائه على الأساس القديم. تتكون قاعة الصلاة في المسجد، مثل معظم مساجد شوشا، من ثلاثة صحون. وترتكز أقبية القاعة على ستة أعمدة حجرية مثمنة الأضلاع. زينت المآذن بالنقوش الإسلامية والآيات القرآنية وقممها بالأهلة. وتمت زخرفة المآذن والغرفة في الطابق الثاني من المسجد من قبل “مير محسن نوّاب”. كما بني كتاب لحفظ القرآن وتدريس العلوم الشرعية بجوار المسجد.
كان في شوشا الصغيرة نسبيا مسجدا الجمعة.
المسجد السفلي (الصغير) جوهر آغا – ثاني مسجد الجمعة
بني ثاني مسجد الجمعة من قبل نفس المهندس، أي “كربلائي صفي خان قاراباغي” بقرب ميدان “غابان” على نفس الطراز، وهنا أيضا بني بجواره كتاب لتدريس العلوم الشرعية. وبالرغم من أن مدخله الرئيسي جُعل في جهة الجنوب، فمآذن المسجد بنيت بجوار المدخل الشمالي، فإنه كان يطل على الساحة. كان هذا المسجد يقع أسفل المسجد الأول، وكان أصغر منه. ومن هنا تأتي تسمية المسجد الأول بالمسجد العلوي أو المسجد الكبير والثاني المسجد السفلي أو الصغير. فضلا عن ذلك، بما أن كلا المسجدين بُني بمبادرة “جوهر آغا” بنت إبراهيم خليل خان وعلى نفقتها الخاصة سُمّيا بمسجد جوهر آغا العلوي أو الكبير ومسجد جوهر آغا السفلي أو الصغير.
وكانت المآذن الأسطوانية المعتدلة للمسجد السفلي تختلف عن مآذن المسجد العلوي في زخرفتها. زخرفت بالآجر الملون، وتكونت الزخرفة من عدة مرات تكرر كلمة “الله” بالخط العربي.
إعداد: مركز الترجمة الحكومي الأذربيجاني