أكد السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية أن نجاح الصين في إدارة أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) يرجع لاتباعها “نهج يركز على الشعب”.
وقال سعد في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه “في كل نظم الحكم السياسية من المفترض أن يكون الهدف النهائي هو خدمة الشعب على قاعدة المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات وفقا للقانون الأساسي (الدستور) للدول المختلفة، وهو جوهر العقد الاجتماعي بين النظام الحاكم والمواطنين”.
وأضاف أنه “في هذا السياق ينبغي على الحكومة، بالتنسيق مع سلطات الدول الأخرى المعنية كالبرلمان أن تعد وتنفذ السياسات الكفيلة بحماية حياة وصحة المواطنين وتحقيق تنمية متناسقة وشاملة لكل أبناء الشعب في اطار من وحدة حقوق الانسان ودون تمييز بين الحقوق المدنية والسياسية والأخرى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”.
وتابع قائلا “وفضلا عن ذلك يتعين على الحكومة، أي حكومة، أن تتحلى بأكبر قد من المسئولية وهى بصدد قيامها بتنفيذ سياساتها، وأن تكون المصلحة العامة والحفاظ على قيم وآداب المجتمع وأمنه القومي وسلامة وصحة المواطنين هي المعايير الحاكمة للسياسات الحكومية”.
وأردف سعد قائلا “وإذا ما أخذنا المعايير المشار اليها في الاعتبار عند النظر في كيفية إدارة الدول المختلفة لأزمة كوفيد-19، سنجد أن الحكومة المركزية في الصين- بالتعاون مع سلطات الأقاليم والمنظمات الأخرى المعنية- قد اتخذت سلسلة من التدابير الصارمة والاحترازية، بما فيها تدابير الاغلاق لأسابيع أو حتى أكثر، من أجل مواجهة الوباء، لأن الأمر يتعلق بخطر عام يهدد حياة ورفاهية الأمة الصينية بأسرها مما يستوجب اتخاذ تدابير تتسم بالاستثنائية والصرامة حفاظا على حياة المواطنين جميعا التي هي مسئولية الدولة في المقام الأول”.
ولفت مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية إلى أن الصين قد نجحت في إدارتها للأزمة واحتوائها بسرعة، لاسيما بعد إدراكها لخطورة الوباء وتداعياته على صحة المواطن وعلى مجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
ونوه إلى أن كل الدساتير الغربية وكافة الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، بما فيها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصادرين عن منظمة الأمم المتحدة، تؤكد على أنه في حالة الخطر العام الذي يهدد حياة الأمة يمكن للدولة المعنية أن تقوم بتعطيل الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذه الوثائق الدولية، وفقا لضوابط معينة ومع عدم المساس ببعض الحقوق الأساسية مثل الحق في الحياة.
وأوضح أن تفشى كوفيد-19 هو من قبيل حالات الخطر العام أو الكوارث العامة التي تبرر اتخاذ تدابير استثنائية لحماية شعب الدولة بل ووجود الدولة ذاتها.
وأعرب السفير عزت سعد عن أسفه لأنه في الحالة الأمريكية على سبيل المثال تمت التضحية بصحة المواطن بسبب شعارات انتخابية زائفة لم تراعى مصالح الشعب الأمريكي وحقه في الحياة والصحة.
وشدد على أن الإدارة الصينية الناجحة لجائحة كوفيد-19، كانت نموذجا جيدا استفادت منه البلدان العربية من خلال التواصل المباشر بين الصين والبلدان العربية في إطار منتدى التعاون الصيني-العربي والتواصل على المستويات الثنائية، بما في ذلك مصر.
وأشار إلى أن أزمة كوفيد-19 بلغت مرحلة جعلت من الصعوبة البالغة قيام أي دولة بمواجهة مثل هذا الوباء بمفردها، لافتا إلى أن التعاون والتضامن الدوليين كانا أداة ضرورية لمحاصرة الوباء واحتوائه.
*المصدر: سي جي تي ان العربية.
الاسم الرسمي للصين هو جمهورية الصين الشعبية. والشعب هو الغاية والوسيلة بذات الوقت للعمل الصالح الذي جعل الصين تتقدم بهذه السرعة الصاروخية, ناهيك عن قيادة فذة لشعب عامل وواعي ويتمتع بروح وثابة ومحب للخير والسلام.