بدأ عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الأربعاء (24 مارس) زيارات لست دول في الشرق الأوسط تشمل المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران والإمارات والبحرين وسلطنة عمان.
وخلال أول محطة في جولته، أكد وانغ يي أنه بناء على أكاذيب مفبركة، قامت عدد قليل من الدول الغربية بفرض ما يسمى بالعقوبات على الصين تحت ذريعة القضايا المتعلقة بشينجيانغ، ما يشكل تدخلا غاشما في الشؤون الداخلية للصين، جوهره الاحتواء والتضييق على الصين بذريعة القضايا المتعلقة بشينجيانغ. هذه التصرفات تعيدنا إلى عصر “قانون الغاب” الذي لا يميز بين الحق والباطل، لذا يجب رفضها من قبل جميع دول العالم.
وأوضح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود عند اجتماعه مع وانغ يي أن المملكة العربية السعودية تدعم بقوة الموقف المشروع للصين بشأن القضايا المتعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ، وتعارض التدخل في شؤونها الداخلية تحت أي ذريعة، وترفض محاولة بعض الأطراف زرع بذور الفتنة بين الصين والعالم الإسلامي. وأكد استعداد المملكة العربية السعودية للتعاون مع الصين لدعم مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وصون السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
ومنذ أكثر من عشر سنوات، قامت حفنة من الدول الغربية بزرع بذور الفتنة بين الصين والعالم الإسلامي معتمدة على قضايا شينجيانغ ومبادرة “الحزام والطريق” وغيرها بغية تقويض الثقة المتبادلة والتعاون بين الصين والدول الإسلامية، وإعاقة نمو كل منهما في نفس الوقت. ولم تحاول قمع الصين فحسب، وبل أخفت نيتها الشريرة أيضا للسيطرة طويلة المدى على منطقة الشرق الأوسط.
كما يعلم الجميع، فإن الثقافتين الصينية والإسلامية تشتركان في أشياء كثيرة، وتربط الطرفين صداقة تقليدية متعمقة. ولا يدعم الجانبان بعضهما البعض فقط في العديد من القضايا الدولية والإقليمية، بل يعملان أيضا معا من أجل التنمية ومكافحة الإرهاب.
وفيما يتعلق بمسألة التنمية، وضعت الصين “الأهداف الطويلة الأجل لعام 2035″، بينما صاغت المملكة العربية السعودية وقطر والكويت ودول أخرى “رؤية 2030” و”رؤية 2035″، حيث يتوافق الجانبان بدرجة عالية في خطط التنمية المستقبلية. وتتوافق مبادرة “الحزام والطريق” التي اقترحتها الصين مع اتجاه التنمية التاريخي وتبني جسرا صالحا لتنمية الجانبين، حتى تحقيق الفوز المشترك.
فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، عانت العديد من الدول الإسلامية من الإرهاب بشكل خطير، حيث لا يعيق الإرهاب تطورها فحسب، بل يمزق الأمة أيضًا. وبصفتها مهد الإسلام، تدعو المملكة العربية السعودية إلى تطوير الحوار الحضاري والتبادلات الثقافية، وتنظم بنشاط منتديات الحوار الديني والحضاري وغيرها من الأنشطة، مما عزز التفاهم المتبادل والتعاون بين الحضارات المختلفة. من الناحية الأمنية، تدعو المملكة العربية السعودية إلى التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب واستئصال التطرف، وقد أنشأت أول مركز تعليمي في العالم لمحاربة التطرف. فلدى الصين والمملكة العربية السعودية العديد من الممارسات الجديرة بالتعلم والتبادل في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف.
أما الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية فصنعت ما يسمى بـ “الربيع العربي” في الدول العربية، ولم يأتِ ربيع التنمية لهذه الدول، بل أغرقتها في الفوضى والاضطراب. وشنت الولايات المتحدة حربا في كل من العراق وأفغانستان، ولم تجلب لهما الديمقراطية، بل تسببت في وجود تنظيم “القاعدة” و”الدولة الإسلامية” اللذين سببا أضرارا كبيرة في منطقة الشرق الأوسط حتى العالم ككل، ومزقت العراق وسوريا وحولتهما إلى “جحيم على الأرض”. ولم تحقق “اتفاقية القرن” التي صاغتها إدارة دونالد ترامب السلام لفلسطين، بل همشت القضية الفلسطينية وتجاهلت مستقبلها واستقلالها. ومن الواضح أن الولايات المتحدة لم تسع لرفاهية هذه البلدان، ولكنها حاولت فقط السيطرة بقوة على منطقة الشرق الأوسط.
ونظراً لذلك، تأمل العديد من الدول أن تساهم الصين بحكمتها في الحفاظ على السلام في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز تنميتها. لذلك، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ اقتراحا مكونا أربع نقاط لحل القضية الفلسطينية، داعيا إلى تسوية سياسية عاجلة للقضية الفلسطينية؛ وفي ظل مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، طرحت الصين مبادرة ذات خمس نقاط لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وذلك على أساس احترام إرادة دول الشرق الأوسط والتجاوب البناء مع مطالبها في إطار القيام بدور مطلوب لتحقيق الأمن والأمان الدائمين في المنطقة؛ وتهدف مبادرة “الحزام والطريق” الصينية إلى تحقيق التنمية المشتركة للبلدان الواقعة على طول الطريق؛ كما قدمت الصين دفعات من اللقاحات الصينية إلى العديد من الدول الإسلامية خلال فترة وباء كوفيد-19؛ وتكثف الصين جهودها مع المملكة العربية السعودية لعقد القمة الصينية-العربية المقبلة وبناء مجتمع صيني-عربي ذي مستقبل مشترك …
الشائعات لن تخفِي الحقائق. وفي مواجهة التحديات القاسية التي يشكلها التنمر الأحادي الجانب على النظام الدولي، فإن أكثر ما يحتاج إليه المجتمع الدولي هو تعزيز روح التضامن والتعاون والمصير المشترك. كما أن محاولة زرع بذور الفتنة بين الصين والعالم الإسلامي محكوم عليها بالفشل!!
*سي جي تي إن العربية.