CGTN العربية/
نشر موقع “تايم” الأمريكي الخميس الماضي، مقالة بعنوان “لماذا تفشل الولايات المتحدة في المعركة ضد “كوفيد-19″، للكاتب أليكس فيتزباتريك. ويقول المقال، “إنه لأمر رهيب أن نعيش في الولايات المتحدة في هذا الوقت. كشفت جائحة كورونا عن الفجوة بين وعود الدولة للمواطنين والوفاء الفعلي. مع اقتراب الولايات المتحدة من يوم الانتخابات، سيُعَقِد هذا الوباء عملية التصويت بالتأكيد وقد ينتج عنه نتائج كارثية.
ستفشل الولايات المتحدة في المعركة ضد “كوفيد-19” بالتأكيد، لكن الأمر كان يجب ألا يكون هكذا. و في الوقت الراهن يمكننا أن نعرف بشكل أوضح سبب فشل هذا البلد فشلا فظيعا على هذا النحو. إن تقصير القادة السياسيين على جميع المستويات في واجباتهم، وعدم الثقة العامة بالعلماء ووسائل الإعلام والمعلومات المتخصصة، والمواقف الثقافية العنيدة تجاه الشخصية ومفاهيم قيم الحياة – كل هذه أدت إلى رأي تقليدي سائد ألا وهو أن استجابة الولايات المتحدة لجائحة كورونا أضعف بكثير مما كانت عليه حلفائها.
أداء الحكومة الفيدرالية ضعيف وسخيف للغاية
يمكننا أن نلخص بسرعة تقصير إدارة ترامب في واجبتها للاستجابة لجائحة كورونا: أضاع بضعة أسابيع في البداية للتخفيف من خطورة فيروس كورونا الجديد؛ انغمس بعناد في الخيال والتفكير ببساطة “يختفي” الفيروس؛ فشل في وضع خطة اختبار و متابعة مناسبة؛ شجع كل ولاية على إعادة الانفتاح؛ قام باختيار البيانات بشكل متكرر مما جعل الوضع في الولايات المتحدة يبدو أفضل بكثير من الوضع الفعلي؛ مشكلة الكمامات.
لكن إهمال ترامب ولامبالاته في الوقت المبكر حدد اتجاها لحزبه وأتباعه، وشدد بلا شك من تسييس ارتداء الكمامة. فتتصدر التقارير التي تغطي صراعات عنيفة بين المتشككين في ارتداء الكمامات ومن يرتدونها عناوين الصحف كل أسبوع تقريبا.
كان التقصير الأكثر وضوحا من جانب الحكومة الفيدرالية في واجباتها في الماضي والحاضر دائما هو النقص في بنية تحتية كافية للاختبار، وهو عامل رئيسي في الاستجابة لجائحة كورونا، لأن الاختبار يمكن أن يُظهر مدى خطورة الوباء، كما يمكن أن يكشف عن مناطق الخطر الحاسمة.
لم يدعو ترامب لرفع قدرات الاختبار، لكنه اقترح أن تقلل الولايات المتحدة الاختبارات. وقد أرجع مرارا وتكرارا الزيادة الأخيرة في حالات الإصابة في الولايات المتحدة إلى زيادة عدد الاختبارات. لم يحل المشكلة الأساسية التي تسببت في انتشار الوباء، لكنه أرجع النتائج المحرجة إلى الأساليب الإحصائية.
عبادة الفردية عمياء وتجاهل العلم
خلال فترة الأزمة، غالبا ما قلل الرئيس الأمريكي ترامب والمعلقون اليمينيون من قيمة مسؤولي الصحة العامة، وغالبا ما كانوا ينتقدون دعواتهم لإغلاق الشركات واتخاذ إجراءات أخرى قاسية ولكنها ضرورية. كما قام ترامب بتضخيم المعلومات التي تقوض شرعية مؤسسات الصحة العامة الأمريكية.
الأمر المثير للقلق حقا هو أن عددا كبيرا من الأمريكيين قالوا إنه إذا ظهر لقاح مضاد للوباء، فإنهم يترددون في التطعيم. إن اللقاحات هي الطريقة الوحيدة لنا للعودة إلى حياة طبيعية – ولكن لن ينجح تطعيم اللقاح بنطاق واسع ما لم يقدم جمهور الدعم الكامل. حتى ولو لم يفز ترامب بإعادة انتخابه في نوفمبر من هذا العام، فإن الضرر الذي تسبب فيه ترامب والآخرون لثقة الأمريكيين في العلم والمعلومات المتخصصة سيكون له تداعيات سلبية كبيرة على قدرة الولايات المتحدة على هزيمة جائحة كورونا.
من المعروف أن الأمريكيين يميلون إلى الشخصية الفردية أكثر من الناس في العديد من البلدان الأخرى. من السهل على الناس ارجاع هذه الميزة سببا جذريا لمعاناة الولايات المتحدة من “كوفيد-19”.
بعض الناس مشلولون وغير حساسين للمأساة
حتى الآن، هناك تيار خفي مقلق آخر في المواقف الأمريكية تجاه جائحة كورونا: الاستعداد لقبول الوفيات على نطاق واسع هو جزء لا مفر منه من الحياة اليومية. كدولة، أصبحنا مشلولين وغير حساسين للمأساة.
على أي حال، يبدو أن جائحة كورونا تضعف الولايات المتحدة وتجعلها تخرج عن السيطرة في الفترة الأخيرة على الأقل، مع وفاة مئات الآلاف أو حتى الملايين من المواطنين. كشف الوباء عن عيوب أساسية مهمة. يظهر بوضوح أن الكثير منا لا يعتبرون أنفسهم أوصياء على إخواننا.
في الوقت الحالي، لا يزال ربع الأمريكيين لا يظنون بضرورة ارتداء الكمامة دائما في الأماكن العامة؛ لا يزال مئات الآلاف من الأشخاص – معظمهم من السياح – يسافرون على متن الطائرات يوميا، وقد يتسببون في نشر الفيروس عندما يتنقلون في جميع أنحاء البلاد. يبدو أن الولايات المتحدة قد قبلت بلا مبالاة أن الآلاف من الأمريكيين سيموتون حتما بسبب فيروس كورونا الجديد.