تطور الوضع في أوكرانيا حتى الآن، والسبب هو توسع الناتو باتجاه الشرق واستمرار الولايات المتحدة والدول الغربية في تأجيج النيران، وقد تجلت “المعايير المزدوجة” بشكل واضح في جميع جوانب هذه الأزمة.
فيما يتعلق بقضية اللاجئين، على عكس الجهود التي تبذل بدم بارد لإبعاد اللاجئين من سوريا وأماكن أخرى في السنوات الأخيرة، أظهرت الدول الغربية تعاطفا كبيرا مع اللاجئين الأوكرانيين، وشددت بشكل خاص على أن أوكرانيا موجودة في أوروبا، ويبدو الأمر كما لو أن الحروب لا يمكن توقعها في أوروبا وهي طبيعية في الشرق الأوسط. حتى أن بعض السياسيين ووسائل الإعلام الغربية يستخدمون لون البشرة والعرق كمعايير للحكم، ويقارنون اللاجئين الأوكرانيين باللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا، مما يشير إلى أن اللاجئين الأوكرانيين “أحسن” من اللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأشار متابعو قناة CGTN المهتمون بالوضع إلى جوهر الأزمة: “الولايات المتحدة والدول الغربية لا تبالي بأي شعب بل أنهم يحرصون على خلق النزاعات والحروب لتحقيق مصالحهم الاقتصادية.. إن الولايات المتحدة دولة مهتمة بمصالحها، ولا يهمها مأساة أي شعب من شعوب العالم كفلسطين على سبيل المثال. تواصل الولايات المتحدة توفير الأسلحة لأوكرانيا، ولا تهتم على الإطلاق بمأساة الشعب الأوكراني والأضرار التي سببتها الحرب، (تجارة الأسلحة) تهم مصالح الولايات المتحدة.
كشفت تصريحات بعض السياسيين الأوروبيين والأمريكيين بشكل كامل التحيز العنصري المتجذر في دولهم. عندما قتلت الولايات المتحدة الأبرياء دون تمييز وخلقت كوارث إنسانية في سوريا وأفغانستان وأماكن أخرى، لم يظهر بعض السياسيين الغربيين ووسائل الإعلام سخطا. وذكر موقع “فورين بوليسي فوكاس” في مقال أن السياسيين والصحفيين في الغرب يواصلون إرسال إشارات للعالم بأن الهجوم على حياة البيض فقط هو هجوم على الإنسانية. يعزز هذا السرد الصورة النمطية القديمة التي يتم تصوير البيض فيها على أنهم سلميون بطبيعتهم، أما الناس من أفريقيا والشرق الأوسط يميلون إلى الصراع والحرب.
وعلق أحد متابعي قناة CGTN: عندما تتحدث الدول الغربية عن حقوق الإنسان، فإنها تعني أنه يجب أن تكون أبيض من نفس اللون والعرق مثلهم وأن تعتنق نفس الدين وإلا فسيشعرون أنه ليس لديك حقوق إنسان على الإطلاق. لطالما كانت الولايات المتحدة والدول الغربية سخيفة ومنافقة .” كما أشار متابع آخر إلى أن التلاعب بقضايا حقوق الإنسان هو الذي يجعل الولايات المتحدة تتدخل في كل دولة لا تمتثل لأوامرهم.
في مواجهة “المعايير المزدوجة” للدول الغربية، في الدور الـ16 للدوري الأوروبي الذي أقيم في بلغراد، عاصمة صربيا، رفع الجمهور عددا من اللافتات، التي تحصي البلدان والمناطق التي شنت فيها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي حروبًا في العقود الماضية، مما ليسترجع الناس في أنحاء العالم تاريخ الحرب بين الولايات المتحدة والناتو على مدى العقود القليلة الماضية.
وفي هذا الصدد، وجه المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية نداءً: ” تلك الدول في العالم التي تدعي أنها “تعارض الحرب” يجب ألا تشن الحروب بنفسها؟ وتلك الدول التي تدعي “الحفاظ على السلام” يجب ألا تقضي على السلام بنفسها؟ وهل ينبغي لتلك الدول التي تدعي الحفاظ على أمنها أن تحترم أمن الدول الأخرى.
*سي جي تي إن العربية.