قبل أيام حضر وزير خارجية الصين وانغ يي اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وهو أول حضور لوزير خارجية صيني في اجتماع كهذا.
لا شك أن هذا الحضور الصيني يجسد رغبة الصين الصادقة في تعزيز التبادل والتعاون مع العالم الإسلامي. وأظن أن الصين تريد إيصال رسائل تالية للدول الإسلامية:
أولا، يوجد في الصين أكثر من 23 مليون مسلم، معظمهم في المقاطعات الخمس شمال غربي البلاد. من بين القوميات العرقية الصينية البالغ عددها 56، هناك 10 أقليات مسلمة وهي هوي والويغور والكازاخ والقرغيز ودونغشيانغ وسالار والطاجيك والأوزبك وباوآن والتتار. لقد امتد التواصل بين الحضارتين الصينية والإسلامية لأكثر من ألف سنة وتمتع بأسس شعبية قوية، لذا يجب أن تتوارث الأجيال الصداقة التقليدية بين الجانبين.
ثانيا، لا تزال القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى للأمتين العربية والإسلامية، ترفض الصين تهميشها ناهيك عن نسيانها. ويجب ألا يستمر الظلم التاريخي الذي دام لأكثر من نصف قرن تجاه فلسطين. ستواصل الصين الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. لن توقف الصين الكفاح في سبيل دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني ما دام القضية الفلسطينية تبقى دون حلها ولو ليوم واحد.
ثالثا، ظل التعاون النغمة الأساسية في سيمفونية التعاون الصيني الإسلامي. في عام 1971، صوتت ما يقارب 30 دولة إسلامية لصالح استعادة الصين الجديدة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة. وفي المقابل، منذ اندلاع أزمة كورونا، قدمت الصين 1.3 مليار جرعة من اللقاح إلى 50 دولة إسلامية. وفي إطار تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”، وقعت الصين وثائق التعاون مع 54 دولة إسلامية حتى يبلغ عدد مشاريع التعاون الكبيرة فيما بينها قرابة 600 مشروع بقيمة 400 مليار دولار أمريكي.
أتمنى أن تقيم الصين مع العالم الإسلامي علاقات أوثق لتحقيق تنمية مشتركة ومنافع ملموسة لشعوب الجانبين.
*سي جي تي إن العربية.