شبكة طريق الحرير الإخبارية/
ما هو موقف الصين من جولة الرئيس الأمريكي في دول آسيوية
بقلم فيحاء وانغ
أطلقت كوريا الشمالية يوم الأربعاء (25 مايو) صاروخاً بالستياً يشتبه أنه عابر للقارات كما أعلنت كوريا الجنوبية بعد ساعات على مغادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي جاء إلى آسيا خصوصاً لتأكيد دعمه لسيول وطوكيو في مواجهة التهديد النووي من بيونغ يانغ.
من الملحوظ أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لآسيا ليست تثير الغضب من كوريا الشمالية والصين وروسيا فقط، بل أيضا في داخل اليابان وكوريا الجنوبية خصوصا تجاه إطلاق ما يسمي بـ”الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ” (IPEF) .
ونجد من مسار زيارة الرئيس الأمريكي إلى كوريا الجنوبية واليابان هذه المرة: أصبحت الرقائق الإلكترونية والتكنولوجيا وسلسلة التوريد هي الكلمات الرئيسية، مع تعزيز العلاقات في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية، في محاولة لتشديد حلفائها. ليس من الصعب أن نفهم سبب غموض الولايات المتحدة بشأن محتوى ما يسمى بـ”الإطار الاقتصادي للمحيطين الهندي والهادئ”، لأنها لا تريد القيام بأعمال تجارية متبادلة مع الدول الآسيوية على الإطلاق . و إنما تفكر الولايات المتحدة فقط في حسابات وخطط حول كيفية “جذب الحلفاء” لجمع المزايا التكنولوجية، وتعزيز الهيمنة الاقتصادية، واحتواء الصين.
لذا تساءل العديد من دول آسيا والمحيط الهادئ: “شكل ووظيفة التعاون غير واضحين”، و”الولايات المتحدة تطلب المزيد وتعطي أقل”.
حول تصريحات بايدن عن جزيرة تايوان، كان موقف الصين ثابتا وقويا، تايوان جزء لا يتجزأ من جمهورية الصين الشعبية. ويتعين على الولايات المتحدة الالتزام بمبدأ صين واحدة والشروط المنصوص عليها في البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة ووقف طمس وتجويف مبدأ صين واحدة، وفقا لما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية.
إن مسألة تايوان مختلفة عن مسألة أوكرانيا وهي أهم قضية وأكثرها حساسية في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة . يتمثل جوهر مسألة تايوان في مبدأ صين واحدة. لا يوجد سوى صين واحدة في العالم، وتايوان جزء من الصين، وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها.
هذا هو المفهوم الجوهري لمبدأ صين واحدة، وهو توافق للمجتمع الدولي ومن الأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية. إن إجمالي 181 دولة، من بينها الولايات المتحدة، أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين على أساس الاعتراف بمبدأ صين واحدة.
عبر التاريخ، كانت مسألة تايوان أكبر عقبة أمام تطبيع العلاقات بين الصين والولايات المتحدة. وهذا يرجع إلى أن الصين ملتزمة بشكل راسخ بمبدأ صين واحدة ولن تقدم أي تسويات أو تنازلات بشأن هذه القضية.
وفي بيان شانغهاي الصادر في عام 1972، أعلن الجانب الأمريكي أن “الولايات المتحدة تعترف بأن جميع الصينيين على جانبي مضيق تايوان يؤكدون أنه لا توجد سوى صين واحدة وأن تايوان جزء من الصين. ولا تتحدى حكومة الولايات المتحدة هذا الوضع”.
رغم ان الصين ظلت تعمل على تجنب الحرب ومحاولة تحقيق السلامة والتنمية في آن واحد إلا انها عازمة على حماية سيادتها ومصالحها الأمنية.
ونعتقد أننا في العصر الراهن لدينا حكمة كافية لتقليل النزاعات عن الطرق السلمية وتحقيق الفوز المشترك على أساس احترام المصالح المتبادلة، بدلا من فرض التهديداترالدبلوماسية والعسكرية على الآخر، الأمر الذي لا يعمل شيءا من الخير إلا تصاعد توتر الوضع ويضر العالم كله.
*ملاحظة المحرر: تعكس المقالة الرأي الشخصي للكاتبة ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية.