في الوقت الحاضر، يشهد العالم والعصر والتاريخ تغيرات غير مسبوقة. فمن ناحية، لا يقاوم الاتجاه التاريخي للسلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك، وتحدد تطلعات الشعوب والاتجاه العام مستقبل البشرية. من ناحية أخرى، فإن سلوكيات الهيمنة والتسلط بما فيها تنمر واستغلال الضعفاء والألعاب الصفرية، تلحق أضرارا جسيمة. وقد زاد العجز في السلام والتنمية والأمن والحوكمة، ويواجه المجتمع البشري تحديات غير مسبوقة. يقف العالم مرة أخرى على مفترق طرق التاريخ، ويعتمد اتجاه تطور العالم على اختيار الشعوب في جميع البلدان.
أمام مسألة التنمية أو الركود ومسألة التعاون أو المواجهة، فإن شعوب العالم، بما فيها شعوب العالم العربي، تختار التعاون والتنمية بحزم. يعتقد متابعو قناة CGTN العربية أيضا أن بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية يعني أن شراكتنا مع الصين ستفيد الجميع بشكل حقيقي.
يمكن أن نرى من تقرير المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني أن “مجتمع مصير مشترك للبشرية” أصبح الكلمة المفتاحية في شرح سياسة الدبلوماسية الصينية، وأن مبادرة “الحزام والطريق” هي أحد الممارسات المحددة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. على مدى التاريخ الطويل، أصبح طريق الحرير هو الرابط الذي يربط بين الشعبين الصيني والعربي. في العصر الجديد. وتعتبر الصين والدول العربية شريكين طبيعيين في البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”، ويتم تسليط الضوء بشكل أكبر على المزايا الفريدة وأوجه التآزر للتعاون والتنمية بينهما. أعرب متابعو قناة CGTN العربية عن دعمهم لبلدانهم للانضمام إلى مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، حيث يمكن للدول المختلفة تحقيق التكامل الاقتصادي وخلق المزيد من فرص العمل. أقر متابعو قناة CGTN العربية من العراق بشدة بفكرة الصين المتمثلة في تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك، وأعربوا عن اعتقادهم بأن تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق” بين البلدين سيوفر عددا من فرص العمل والفوائد الاقتصادية الهائلة لكل من البلدين.
من الناحية الواقعية، أظهر بناء “الحزام والطريق” مظهرا ملونا وحيويا وحقق نتائج مثمرة في السنوات القليلة الماضية.
في مصر، تدور الاجهزة والمعدات بشكل منتظم في موقع البناء للمرحلة الأولى من منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وجذبت “المعجزة المعمارية التي خلقتها كلا من مصر والصين ” في الصحراء المقفرة، اهتمام العالم؛
في الإمارات العربية المتحدة، دخل مشروع مجمع حصيان لإنتاج الطاقة رسميا مرحلة التشغيل التجاري؛ يفضل مستهلكون صينييون المنتجات المحلية من الدول العربية مثل البرتقال المصري الطازج ومنتجات الورد السوري وزيت الزيتون التونسي والتمور السعودية بشكل متزايد، ويرتفع الطلب عليها…
من المؤسف أن العالم العربي يشعر بوضوح بمعايير مختلفة تماما للعلاقات الدولية باستثناء مفهوم دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وأشار أحد متابعو قناة CGTN العربية أن الدول الغربية لا تؤمن بالشراكات العادلة وتنهب دائما مصالح الدول المختلفة تحت ستار الاستثمار. من أجل التنافس على النفوذ، تقوم الدول الغربية بقمع بعض الدول النامية التي تعاونت مع الصين أو شاركت في مبادرة “الحزام والطريق”، حيث تحاول احتواء تفاعل الصين مع العالم من خلال آليات إنتاج السلع وخدماتها الغربية.
يمثل دفع الصين لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية في الحفاظ بقوة على الانصاف والعدالة الدولية والدعوة إلى ممارسة التعددية الحقيقية. لا تقوم الصين بإنشاء تحالفات جيوسياسية أو “نوادي الصين” تحت حجة “المبادرات المختلفة”، بل تلتزم دائما بالسياسية الخارجية المتمثلة في الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة. يعتقد متابعو قناة CGTN العربية أن مبادرات الصين المختلفة تعزز الشراكات والاستثمارات مع الدول الأخرى بطريقة صحيحة وتفيد جميع شركائها وتدعم التطور والتقدم لشعوب العالم بشكل مستمر.
تنمو كل الأشياء معا دون الإضرار ببعضها البعض، وتعمل الطرق متوازية دون التناقض مع بعضها البعض. فقط عندما تتبع جميع الدول الطريق السليم، وتعيش في انسجام وتتعاون لتحقيق الفوز المشترك، يمكن أن يستمر الرخاء ويضمن الأمن. ندعو بإخلاص جميع دول العالم إلى تعزيز القيم المشتركة للسلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية للبشرية جمعاء وتعزيز التفاهم المتبادل بين شعوب العالم واحترام تنوع الحضارات العالمية ومواجهة التحديات العالمية المختلفة بشكل مشترك.