صحيفة الدستور الاردنية/
الاكاديمي مروان سوداح*
كانت (بريطانيا العُظمى) «مُنتدَبَة» على الأردن منذ عام1921، إلا أن الأردنيين انتفضوا رافضين وقابِرين مخطّطاتها لتقاسُم وطننا مع الصهيونية الدولية في «وعد بلفور»؛ الإمبريالي التوسّعي والتخريبي والاسترقاقي المشؤوم والباطل حقوقياً وتاريخياً؛ بمُسمّى «منطقة جغرافية» ضمن (فلسطين الشرقية).
رفَضَ الأردن قيادةً ودولةً وشعباً أهداف الأنجلوسكسونية المُندمِجة في الصهيونية الدولية والمُتماهية فيها، لاعتبارها شعوب العالم غير الأوروبي مُجرّد مُلحَقات بالتاج البريطاني، كالهند وغيرها من البلدان التي بها وعلى رُكام أبنائها صارت الأنجلوسكسونية «إمبرطورية لا تغيب عنها الشمس»، لكن رفض البشرية لها شكلاً وموضوعاً حرمَ شعبها رؤية الشمس حتى في (نهارات) لندن الربيعية!
منذ زمن بعيد تأكّد للتاج البريطاني أن الأردن غدا مستقلاً وحرّاً وديمقراطياً، لكن على نمطِه المَشرِقي وبدون أي اعوجاجات وانحناءات نحو الـ»كوبي بيست العالمي»!، وبعيداً عن دول أُخرى «دلّوعة» أَلحقت روحها وجسدها بالـ «سْير» الفرنجي!. فبتعريب قيادة جيشنا العظيم، جيش الشهداء وقادته الوطنيين الشهداء، اجترح الأردن تعريباً بالحرف والكلمة والواقع الوطني وبيومياته وأهدافه سياسةً ونهجاً، وليرتدي الأردن حُلّة قشيبة بقرار وطني منّا ولنا، حاسم وحازم، سهّل اندفاعاتنا إلى مستقبلنا الواعد والسيادي والاستقلالي الرحب بملوكنا، جلالة الحسين رحمه الله، وجلالة الملك عبدالله الثاني المُفدّى – المُعزّز والمُثبّت لمكانة ودور ومستقبل الملكية الهاشمية المتميزة.
قرار جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، الاستقلالي والمُحَرِّر، بتعريب قيادة الجيش العربي وترحيل «غلوب باشا» عن المملكة «فوراً»، كان قراراً سيادياً واستقلالياً وطنياً اتّخذه بشجاعة ووعي وإصرار، مُستنداً لشرعيات الهاشميين لوقف الهيمنة الأجنبية على مفاصل الوطن في ظرف دقيق للغاية، مؤكداً جلالته كذلك أن النظام الملكي قادر في كل الظروف اتّخاذ أخطر القرارت التاريخية، دون اعتبار للضغوطات الخارجية. فالأهمية الأولى في القرارات إنما نبعت من شرعياته الكثيرة ووزنها الوازن التي تسنده ويرثها كابراً عن كابر، ضمنها الدينية والتاريخية، الشعبية والجماهيرية والولاء المُطلق الذي يتمتع به الملك مِن لدن أُمّته العربية وشعبه الأردني، المتحرّر من استعمار كاد يُطبق على تاريخنا دهوراً، لولا إصرار الهاشميين على انجاز ثورتهم لتحرير الأرض والإنسان بعد طول استرقاقه أجنبياً.
تعريب قيادة الجيش العربي فِعلٌ شجاع والتزام مطلق بمصالح الأردن واستمرارية ألق الرسالة الثورية – التاريخية والقومية المُستندة إلى قواعد عروبية ثابتة تتألق بأسانيد وروح إنسانية، لا تعصّب ولا غلو فيها ولا بُغض نحو أحد. فهي كانت وستبقى شمساً تمنحنا الدفء والتفاؤل وتشع ألقَاً هاشمياً لسلالة فذّة توارثت المجد وصنعت ثورات العرب الكبرى. فبعقول الهاشميين وإرادتهم الوطنية والقومية نال الأردن استقلاله، وأكد مكانته الباسقة والمُتفرّدة والمُلامِسة للشموس والأقمار، وتعزّز الوطن بترسهم ونما الجيش العربي وعَظمُت مكانته في أحضان الهاشميين في مسيرة الوحدة والحرية والحياة الفُضلى، لأمة حاضنة للحضارة والإبداع، تشهد لها مجاميع العلوم والتاريخ والكفاح الكوني.
*صحفي وكاتب أردني.