*شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
الدكتور صامد عبدالله محمد الزعزعي*
ست سنوات وأنا أعيش في الصين وأدرس وأعمل وأنتج في مدينة تَبعد عن (ووهان) – مركز تفشي فيروس (كورونا) – مدة ساعة واحدة بالقطار.
هنا، أوشكتُ أنا على التخرّج من كلية الطب بـ(جامعة نان تشانغ)، وانتظر أن يسمحوا لي بالتطوّع في المستشفى الجامعي، والذي سبق وأن كنت أتدرب فيه خلال الفترة الماضية.
فالصين هو بلدي الثاني، ولن أتركه هارباً إلى أي مكان، فما يجري في الصين الآن، يَستدعي أن نقف جميعاً إلى جوار هذا البلد الصديق وهذا الشعب الصيني العظيم، فكما لنا في بلداننا عائلات، لنا هنا في الصين أيضاً إخوة وزملاء ومعلمين هم أيضاً عائلتي الكبيرة التي قضيت معهم سنوات كانت هي الاجمل في حياتي.
الصين بلاد وجدتُ فيها الآمان والمحبة، الصداقة والاخوة التي وطدتها السنوات “بالعِيش والملح” كما يقول المثل العربي. فهنا لم يسبق ان تعرضنا الى تمييز عنصري بسبب الدين أو العرق أو الانتماء القومي واللغوي، بل على العكس، لقد وجدنا الحرية الحقيقية والتعامل بمستوى هو الأرقى، واخلاق الصينيين الحميدة، والاحترام العميق من قِبل المجتمع الصيني برمته. كم يَحز في قلبي وأنا أشاهد بعضاً من مسلمينا وعربنا يقفون شامتين وفرحين، بل ومهللين، للأسف، لانتشار الفيروس في الصين، ويحسبهم البعض فرحين لاستعادتهم القدس وتحرير طبريا ويافا وحيفا و تل الزهور..!
الوباء المنتشر في أي مكان على هذه الآرض لا يُفرّق بين أصحاب الآديان والمذاهب والألوان واللغات، ومن الضروري أن نلتزم بتعاليم ديننا الإسلامي الذي يؤكد علينا ضرورة ترك “التشفي” بالآخرين، فما هكذا تورد الابل أيها العرب، ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم، مثلٌ وقدوةٌ، فعندما مرض جاره اليهودي لم يتشفى به، بل زاره واطمئن عليه وعامله بالحُسنى. اتمنى على الجميع الصلاة من أجل الصين، حكومة وشعباً، لإنقاذهم من الوباء القاتل، ولانقاذ الكون والبشرية منه. الصين اليوم تضطلع بمهمة انسانية حقيقية هدفها انقاذ كوكب الارض من هذا الفيروس اللعين.
نعم، الصينيون هم الخط الدفاعي الأول والأوحد الذي يجابه الفيروس بالمال والجهد والمعرفة والعلم والوعي، وبالعمل الدؤوب والابحاث العلمية والاجراءات الوقائية الهادفة إلى منع انتشاره خارج الصين، ولإجل إيجاد حلول جذرية تمنع الفيروس من الانتشار حتى لا يصلكم أنتم أيها المتشفّون بالصين، فاحمدو الله ان الفيروس لم يشرع في طريقه أولاً في بلداننا العربية، التي تنعدم لديها المقومات الصحية والموارد للتصدي له، أما الصين فها هي تؤكد قدراتها لاحتواء الفيروس، وقد قطعت شوطاً كبيراً في هذا الجانب “القتالي”، فبُنيتها التحتية ونظامها الصحي عالي الكفاءة، وقادر على انقاذ العالم من (كورونا)، ونحن على ثقة تامة بقدرات الحكومة والشعب الصيني وصلابتهم التي يتمتعون بها لتجاوز المحنة الراهنة، ولذلك نُعظّم فيهم مهامهم الانسانية، وغداً سنرى كيف سيحتفل العالم بانتصار الصين على الفيروس، وستخرج الدولة الصينية أقوى وأصلب من هذه المحنة..
-(كلنا مع الصين ضد فيروس كورونا).. ـ لهذا لن أُغادر الصين.. وإن بقيتُ وحيداً فيها..!
*الدكتور #صامد_عبدالله_محمد_الزعزعي: طالب من اليمن مقيم في مدينة #نان_تشانغ حاضرة مقاطعة جيانغشي بجمهورية #الصين الشعبية، وصديق للاتحاد #الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء #الصين.
*(التدقيق اللغوي والتحرير الصحفي: أ. مروان سوداح)
*(المراجعة والنشر: عبد القادر خليل).
بالتوفيق يابن الخويل وربنا يحفظكم من كل مكروه