في يوم الـ17 من أغسطس، أصدرت قناة أخبار المستهلك والأعمال الأمريكية “تحذيرًا” من أن الصين قد تقوم بتعدين التربة النادرة في أفغانستان، مما من شأنه أن يعزز هيمنة الصين في صناعة التربة النادرة. ونقل المقال عن مديرة ديون الأسواق الناشئة في شركة أليانس بيرنشتاين، شمايلة خان قولها إن معادن أفغانستان “قابلة للتعدين” وهذا “اقتراح خطير للغاية” بالنسبة للعالم. كما قالت شمايلة: “يجب الضغط على الصين للالتزام باللوائح الدولية”.
قبل أن تحرك الصين ساكنا، سارعت وسائل الإعلام الأمريكية إلى إصدار “تحذير”، فما هي قيمة المعادن في أفغانستان؟
من البيانات الورقية، هي بالفعل ذات قيمة كبيرة. أشار التقرير الصادر عن صحيفة ((ذا هيل)) الأمريكية في وقت سابق من هذا العام إلى أن الموارد المعدنية الأفغانية تقدر بنحو 3 تريليونات دولار أمريكي. وتعد موارد المعادن الأرضية النادرة، وخاصة الليثيوم جزءا مهما جدًا منها. في مذكرة داخلية في عام 2010، وصفت وزارة الدفاع الأمريكية أفغانستان بـ”المملكة العربية السعودية لليثيوم”، والليثيوم مهم لإنتاج الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية .
عمليا، كان يمكن لأرض أفغانستان القاحلة ظاهريًا أن تصبح “حوض الكنز”، لكن هذا التحول لم يتحق خلال السنوات العشرين التي توغل فيها الجيش الأمريكي في أفغانستان وزج بها في حرب طويلة. واليوم مع انسحاب الجيش الأمريكي، لا يزال هوس السياسيين الأمريكيين بالمعادن في أفغانستان، مستعرا، حتى أنهم بدأوا في “حسد” الصين.
في الواقع، عام 2017 اقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعم الشركات الأمريكية لتعدين المعادن الأرضية النادرة خلال اجتماع مع قادة الحكومة الأفغانية. لكن هذا الأمر لم يحظى بمتابعة لاحقة. بما أن الحكومة الأمريكية كانت على علم بوجود المعادن الأرضية النادرة في أفغانستان منذ فترة طويلة، فلماذا لم يأتِ هذا “الطريق إلى السلام الدائم” أبدًا؟ كشف خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخير حول انسحاب القوات الأمريكية عن الحقيقة، حيث قال بصراحة إن هدف السياسة الأمريكية في أفغانستان لم يكن إعادة الإعمار.
أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في مؤتمر صحفي يوم الـ17 من الشهر الجاري إلى أن تصريحات بايدن هي “تصريح صادق”. فقد رأينا مخلفات الجيش الأمريكي سواء في العراق أو سوريا أو أفغانستان، وكانت دائما الفوضى العارمة. شددت هوا على أن “قوة ودور الولايات المتحدة تكمن في الدمار وليس البناء”.
أشارت مجلة ((فورين بوليسي)) الأمريكية مؤخراً إلى أن الصين لن تكرر الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في أفغانستان. وذكر المقال أن الصين غير مهتمة بالتدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، ولن تفعل ما فعلته الولايات المتحدة، بدلا من ذلك ستنظر إلى أفغانستان من منظور مبادرة “الحزام والطريق” لمنع انتشار الصراع.
يعتقد العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا أن الصين ستكون شريكًا أفضل.
من المرجح أن تفعل الصين ما توسلت القادة الأمريكيين للقيام به – بناء نموذج اقتصادي مربح الجميع. أفغانستان لديها موارد وشعب سيكون سعيدا جدا لتعدين أرضهم بمقابل مادي.
في الواقع، ستصبح الصين شريكًا أفضل.
نعم، لن يقتلوا مدنيين أبرياء من خلال الضربات الجوية مثل الولايات المتحدة المرعبة.
في المؤتمر الصحفي الدوري لوزارة الخارجية الصينية يوم الـ18 من الشهر الجاري، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان إن الصين ستواصل دعم إعادة الإعمار السلمي في أفغانستان ومساعدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد في حدود قدراتها.