CGTN العربية/
مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، دخلت المنافسة بين الحزبين مرحلة شرسة. وتحت الضغط المستمر لوضع جائحة كورونا الجديد ، أصبح ظهور لقاح مضاد لـكوفيد-19 أحد العوامل الرئيسية والشعارات التي طبعت الحملة الرئاسية الأمريكية. في الآونة الأخيرة، طلبت إدارة ترامب من الولايات تسريع السماح بمواقع توزيع اللقاحات قبل الأول من نوفمبر، في محاولة للحصول على فرصة لكسب الانتخابات من خلال تسريع تسويق اللقاحات قبل الانتخابات.
وقد طلب روبرت ر. فيرفيلد، مدير المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، من حكام الولايات قبل ذلك الإسراع في إصدار تصاريح المسار السريع للقاح محتمل لـ كوفيد-19 ومساعدة وكالات التوزيع في التوزيع السريع للقاحات.
كشف تقرير صادر عن المراكز يوم الأربعاء الماضي أن مسؤولي الصحة العامة في 50 ولاية وخمس مدن رئيسية في الولايات المتحدة تلقت إشعارا بتوزيع لقاح مضاد لـ كوفيد-19 في نهاية أكتوبر أو مطلع نوفمبر.
في الوقت الحاضر، سيتوفر نوع أو نوعان من اللقاحات مضاد لـ كوفيد-19 بكميات محدودة في أواخر أكتوبر في أسرع وقت. وفي حال وجود عدد محدود في المرحلة المبكرة، فان بعض المجموعات مثل في قطاع الطب وأفراد الأمن القومي وسكان دار رعاية المسنين وعمال التمريض المؤهلين معرضين لخطر الإصابة بالفيروس ذلك لديهم الأولوية في الحصول على التطعيم المجاني.
إذا سارت الأمور على ما يرام، فسيكون هناك إمداد من 20 إلى 30 مليون جرعة في نهاية نوفمبر، وتوريد 35-45 مليون جرعة في نهاية ديسمبر.
نظرا لأن معظم اللقاحات لا تزال في المرحلة النهائية من الاختبار، فقد أعرب العديد من خبراء الصحة العامة الأمريكيين عن قلقهم بشأن حث إدارة ترامب على تسويق اللقاحات بسرعة. وكما أكد أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الإدارة الأمريكية، أن هناك حاجة إلى أدلة سريرية كافية لإثبات أن اللقاح آمن وفعال قبل توزيعه للجمهور.
كما صرح ستيفن هان، مدير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في الأول من سبتمبر، أنه إذا طُلب منه تقصير عملية الموافقة على لقاح مضاد لـ كوفيد-19 وتسجيل اللقاح قبل أن يصبح جاهزا، فسوف يفكر في الاستقالة.
على الرغم من أن هيئة المراقبة صرحت مرارا وتكرارا أن تسريع تسويق اللقاحات سيعتمد على ضمان السلامة، إلا أن الغالبية العظمى من الأمريكيين ما زالوا يشككون في “الإسراع في تسويق اللقاحات”. وفقا لاستطلاع للرأي العام، فانه حتى الآن 30% فقط من الأشخاص يرغبون في الخضوع للقاح في أسرع وقت ممكن، في حين أن أكثر من 50% لديهم تحفظات ويفضلون الانتظار لبعض الوقت قبل التفكير في التلقيح.
كجزء من “عملية السرعة الفائقة” لترامب، لغاية الشهر الماضي، استثمرت الولايات المتحدة مليارات الدولارات في أبحاث اللقاحات وتطويرها، بما في ذلك بعض الشركات المصنعة للأدوية المتمثلة في شركة فايزر وشركة مودرنا وشركة أسترازينيكا. في الوقت الحاضر، دخلت أبحاث اللقاحات وتطويرها في هذه الشركات مرحلة السباق ضد عقارب الساعة.
ومع ذلك، تتوقع إحدى المؤسسات الأكاديمية العليا تقديم الاستشارة لمسؤولي الصحة الأمريكيين والتي تفيد بأن الاختبارات في المرحلة الأخيرة لأربعة لقاحات مضادة لـ كوفيد-19 بدعم من الولايات المتحدة قد لا تسفر عن نتائج إيجابية.
في مسودة التقرير الذي قدموه، تشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 30 ألف شخص سيشاركون في ما يقرب من سبع اختبارات من المرحلة الثالثة، وقد تنتهي أربعة اختبارات منها بالفشل.