CGTN العربية/
على مدى السنوات العشر الماضية، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ست حالات طوارئ صحية عمومية حصلت على اهتمام دولي، منها إنفلونزا H1N1 وشلل الأطفال وفيروس إيبولا وفيروس زيكا وكوفيد – 19.
وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإنه كل أربعة أشهر يظهر مرض معدٍ بين البشر، وتكون خمسة وسبعون بالمائة من هذه الأمراض متأتية من الحيوانات.
يرتبط مصير البشرية ارتباطا وثيقا بمصير الطبيعة، وتولي الدول في جميع أنحاء العالم اهتماما متزايدا بالعلاقة بين الإنسان والطبيعة.
في عام 1992، اعتمد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية جدول أعمال القرن 21 واتفاقية التنوع البيولوجي، مشيرين على وجه التحديد إلى قضايا سلامة التكنولوجيا الحيوية.
في أكتوبر من العام الماضي، تم تقديم مسودة قانون الأمن الحيوي في الصين لأول مرة إلى الهيئة التشريعية العليا لمراجعتها وستسعى جاهدة لإتمام المراجعة والموافقة عليها في غضون هذا العام.
ما مدى أهمية الحفاظ على الأمن الحيوي؟
لمعالجة العلاقة بين الإنسان والطبيعة بشكل أفضل، اعتمدت الأمم المتحدة اتفاقية التنوع البيولوجي في عام 1992، والتي اعترفت بأن التنوع البيولوجي هو أكثر من مجرد النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة وأنظمتها البيئية، وإنما هي تتعلق بالناس والحاجة إلى الأمن الغذائي والطب والهواء النقي والمياه والمأوى وبيئة نظيفة وصحية للعيش.
بدأت الصين عملها على تشريع الأمن الحيوي في عام 2019، وفي هذا العام استعرضت الهيئات التشريعية العليا مشروع القانون للمرة الثانية. فلماذا تحتاج الصين إلى قانون الأمن الحيوي؟
ما هو الأمن الحيوي؟
وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، فإن الأمن البيولوجي هو نهج إستراتيجي ومتكامل يشمل السياسات والأطر التنظيمية لتحليل وإدارة المخاطر ذات الصلة على صحة الإنسان والحيوان والنبات، وما يرتبط بها من مخاطر على البيئة.
لماذا تحتاج الصين إلى قانون الأمن الحيوي؟
أصبح قانون الأمن الحيوي ضرورة لابد منها بشكل متزايد في الصين في السنوات الأخيرة بسبب الأطفال المعدلين جينيا والتطعيم الخاطئ والأوبئة مثل فيروس السارس وكوفيد – 19، كل هذا وضع التشريع على المسار السريع.
قال تشو هوي، أستاذ باحث في مركز العلوم الصحية بجامعة بكين إن السلامة الأحيائية لا تتعلق فقط بصحة الناس بل بالأمن الاقتصادي الوطني والاستقرار الاجتماعي. سيكون الأمن الحيوي عنصرا رئيسيا في نظام الأمن القومي.
لدى الصين قوانين وأنظمة للوقاية من الأمراض المعدية وحماية الحيوانات البرية والهندسة الوراثية وأمن المختبرات. ومع ذلك، فإن الافتقار إلى الإدارة المتكاملة والآلية المشتركة بين الأقسام جعلت من الصعب تطبيق هذه القوانين واللوائح.
وقال البروفيسور دو تشيون من معهد القانون بجامعة بيهانغ: “إن القانون هو قانون أساسي في مجال الأمن الحيوي ويمكن أن يأخذ زمام المبادرة في اللوائح والقوانين الإدارية المتعلقة بالسلامة الأحيائية، بالإضافة إلى وظائفه كمنسق مع القوانين الأخرى”.
مع تقدم التكنولوجيا الحيوية الحديثة، يمكن للعلماء تعديل المواد العامة لتحسين خصائص الكائن الحي ولكن القيام بذلك قد يسبب آثارا ضارة على التنوع البيولوجي وصحة الإنسان.
بالتالي فإن التشريع سيساعد على إرساء أخلاقيات تطوير المختبرات والتكنولوجيا الحيوية.
وأضاف البروفيسور دو تشيون أن تطوير التكنولوجيا الحيوية يحتاج إلى “نبذ الشر والانتقال إلى الفضيلة”، لذا فإن القانون يتطرق إلى مدونة الأخلاق في مجال التكنولوجيا الحيوية.
إن السلامة البيولوجية ليست قضية الصين فقط، بل هي تحد دولي. وقد عقدت الأمم المتحدة سلسلة من ورش العمل حول الأمن البيولوجي لتعزيز التعاون العالمي في مجالات السلامة الأحيائية.
إن تشريع قانون الأمن الحيوي هذا مفيد لقدرة الصين على بناء السلامة الحيوية ويساعد على تعزيز وفاء الصين بالقوانين والاتفاقيات العالمية وصقل النظام القانوني. كما يمكن أن يكمل نظام الحوكمة العالمي لنظام السلامة الأحيائية والتنوع البيولوجي.