في حوالي الساعة الثالثة فجر يوم الاثنين الماضي (19 ديسمبر) حسب التوقيت المحلي بمونتريال الكندية، شكلت لحظة اعلان كوب 15 من طرف رئيس ممثل الأطراف لحظة تاريخية، بعد انتظار دام نحو 10 ساعات، والتي قوبلت بترحيب وتصفيق حار من ممثلي الأطراف المشاركة حيث وقفوا متأثرين بشدة وصفقوا وهتفوا وحضنوا بعضهم البعض، احتفالا بإجازة “إطار كونمينغ – مونتريال للتنوع البيولوجي العالمي”.
هذا الاتفاق التاريخي تم التوصل إليه عبر أكثر من أربع سنوات من المشاورات الصعبة من قبل المجتمع الدولي، مما أظهر إرادة وعزيمة مختلف الأطراف لتعزيز حماية التنوع البيولوجي العالمي بصورة عقلية وعملية. وقال رئيس “كوب15” وزير البيئة الصيني هوانغ رون تشيو: “إننا وصلنا إلى نهاية السفر أخيرا بعد أربع سنوات.” وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: ” لقد بدأنا أخيرا في إبرام اتفاقية سلام مع الطبيعة “.
يصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لإجازة اتفاقية التنوع البيولوجي في الأمم المتحدة. إذا شبهنا حماية التنوع البيولوجي العالمي ببناء عمارة عالية، فتمتلك البشرية الآن مخططا هندسيا مفصلا. ولا يمكن بناؤها لتحقيق “رؤية التعايش المنسجم مع الطبيعة في عام 2050″، إلا من خلال تنفيذ هذا المخطط. فمن الآن و صاعدا، و بالإضافة إلى التمسك بالإرادة السياسية القوية، يجب على مختلف الأطراف اتخاذ إجراءات فعالة ملحوظة.