خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم عبد الحميد الكبي*
*كاتب مُعتمد في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائـر، ومستشار رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاّب العرب أصدقاء وُحلفاء الصين للشؤون اليمنية، ورئيس رابطة أصدقاء طريق الحرير الصيني في اليمن.
يستقبل مسلمو الصين حلول شهر رمضان المبارك بمظاهر الاحتفال الواسع به، ويتميز بالكثير من الخصائص والاستعدادات. فمع قدوم شهر رمضان المبارك تتأهب المساجد في العاصمة الصينية لاستقبال هذا الشهر المبارك بالعمل المنظم لمساعدة المسلمين الصينيين والأجانب المقيمين على تهيئة الظروف المناسبة للتعبّد والقيام بشعائرهم الدينية الخاصه بهذا الشهر المبارك بكل حريه، وبواهتمام من قبل الحكومة الصينية، بخاصة بنظافة المساجد وتجميلها، وتعيين الموظفين القديرين لخدمتها، وغيرهم ممن مناط بهم القيام برعاية كافة شؤونها.
يتمتع المسلمين في الصين بحرية العبادة في المساجد دون أي قيود تحول دون دخولهم إليها لممارسة الشعائر الدينية، إذ تتميز الصين بالانفتاح والتسامح والتعددية، وتضم الكثير من الديانات والقوميات والأعراق، ويقوم كثير من قيادات الدولة بزيارة المساجد في شهر رمضان لتهئنة المسلمين ومشاركتهم في احتفالاتهم، ويتلقون التهاني بهذا الشهر الكريم من إخوانهم الصينين غير المسلمين.
تحرص المساجد على توزيع إمساكيات ورقية على المصلين، توضح لهم مواعيد الإمساك عن الطعام ومواعيد الإفطار، وتقدّم المساجد في بكين مأكولات خفيفة تشمل التمر والفاكهة والحلوى، حتى يفطر الصائمين المتواجدين في المساجد، ومن ثم يتوجهون إلى قاعات الصلاة لأداء صلاة المغرب. وبعد الانتهاء من الصلاة يعود المسلمون إلى بيوتهم لتناول الإفطار مع عائلاتهم، وتخصص في المساجد اوقات للدرزس الإسلامية وقراءة القرآن الكريم.
تعمل في الصين أعداد ضخمة المطاعم والمتاجر المتخصصة بالأطعمة الإسلامية. ومن أشهر الأطعمة التي تنتشر في شهر رمضان، لحم الضأن المشوي، ويحرص المسلمون في الصين على تبادل الحلوى. ومن أشهر الحلويات الكيكة الغنية وهي كيكة من التمر والزبيب والمشمش المجفف والسكر والسمسم والخبز المضفر والتمر والشاي وكذلك العصائر.
ويُعتبر “شارع نيوجيه” أكبر تجمع للمسلمين في العاصمة بكين.
وفي الصين تحدّد الجمعية الصينية الإسلامية في العاصمة بكين مطلع شهر رمضان المبارك وفقًا للحسابات الفلكية، وعليهم صيام ثلاثين يومًا، وتتضاعف الجهود الخيرية، ونلاحظ هنا أن التناغم والتعايش بين الحضارتين الصينية والإسلامية منذ القدم يسودها الود والمحبة والتسامح والسلام.