في الـ6 من أبريل الجاري، أصدر مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني كتابا أبيض بعنوان “التخفيف من حدة الفقر: تجربة الصين ومساهمتها”. وأشار الكتاب الأبيض إلى أن الصين أطلقت مبادرة “الحزام والطريق” لتعزيز تعاون إقليمي على نطاق أوسع ومستوى أعلى وأعمق لدفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودعم ومساعدة الدول المعنية لتحقيق تنمية أفضل للتخفيف ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﻔﻘﺮ بها.
في السنوات العشر الماضية، لم تلتزم الصين -كدولة مسؤولة- بالقضاء على الفقر فحسب، بل تعاونت أيضا على نطاق واسع في التخفيف من حدة الفقر مع دول أفريقية ودول من أمريكا اللاتينية ورابطة دول جنوب شرق آسيا ودول أخرى على طول “الحزام والطريق”، ووقعت اتفاقيات التعاون مع هذه البلدان للتخفيف من حدة الفقر فيها ودعم ومساعدة عدد كبير من الدول النامية، وخاصة الأقل نموا، للقضاء على الفقر.
العمل على اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﻔﻘﺮ في أفريقيا
قارة أفريقيا هي إحدى المناطق التي يوجد بها أعلى تركيز للطبقة الفقيرة على مستوى العالم. لذا كان العمل مع الدول الأفريقية للتخلص من الفقر وتحسين معيشة شعوبها وتعزيز التنمية الاقتصادية هدف مهم من أهداف بناء “الحزام والطريق” بشكل مشترك بين الصين وأفريقيا.
موزمبيق هي نموذج مصغر للتنمية الزراعية في أفريقيا. و بسبب تخلف تقنيات التكنولوجيا الزراعية، وانخفاض مستوى إدارة الأراضي الزراعية، وضعف القدرة الزراعية المحلية على الصمود أمام الكوارث الطبيعية، وانخفاض معدل إنتاج المنتجات الزراعية، لم يكن لديها حل سوى الاعتماد على الواردات على مدار السنة لتلبية الطلب المحلي على الحبوب الغذائية.
ولكن التعاون الزراعي بين الصين وموزمبيق يهدف إلى تغيير نمط التنمية الزراعية المحلية وزيادة الإنتاج الزراعي الميكانيكي. ويعد مشروع حديقة وانباو الزراعية هو أحد ثمار هذا التعاون.
بفضل دعم الشركات الصينية في مجال التكنولوجيا والخدمات الميكانيكية، زاد إنتاج الحبوب لمزارعي موزمبيق بشكل كبير، وزاد محصول الحبوب لهكتار من 2 إلى 2.5 طن قبل تلقي الدورات التدريبية إلى 6 إلى 7.5 طن فيما بعد.
في الوقت الحاضر، أنشأت الصين حوالي 25 منطقة تعاون اقتصادي وتجاري ومئات من المناطق الصناعية في أفريقيا، مما قدم مساهمات إيجابية في التصنيع وزاد من فرص العمل والصادرات في أفريقيا. وفقا للإحصاءات غير المكتملة، فقد تم خلق أكثر من 40 ألف فرصة عمل في 25 منطقة تعاون اقتصادي وتجاري.
نشر وترويج تقنيات الزراعة الصينية
كدولة زراعية تقليدية، يعيش 83% من سكان بابوا غينيا الجديدة في المناطق الريفية. فظروف التربة والمناخ في البلاد جيدة، لكن التكنولوجيا الزراعية كانت متخلفة نسبيا، تبين أن تكنولوجيا زراعة عشب الجراثيم المفيدة والأرز الجافوف في المرتفعات لها أهمية كبيرة لتحسين مستوى التنمية الزراعية المحلية.
ومنذ عام 1997، استمر فريق الخبراء الصينيين في ترسيخ جذوره في المنطقة المحلية. من التربية إلى الإنتاج، ومن العرض إلى التدريب، ذهب فريق الخبراء إلى المزارع لتدريب المزارعين المحليين والإجابة على أسئلتهم مرارا وتكرارا.
ووفقا للتقارير، بلغ عدد المزارعين المحليين المشاركين في زراعة العشب 700 شخص، وأتقن أكثر من 3000 مزارع تكنولوجيا زراعة الأرز الجافوف في المرتفعات. بالنسبة لبعض السكان المحليين الذين يفتقرون إلى وسائل كسب العيش، أعطتهم التقنيات الجديدة أملا جديدا في الحياة.
المساهمة في تعزيز اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﻔﻘﺮ عالميا
لطالما التزمت الصين بمساعدة البلدان على طول “الحزام والطريق” في خلق المزيد من فرص العمل وتحسين معيشة المواطنين من خلال مبادرة “الحزام والطريق”، واتخاذ إجراءات عملية للمساهمة في اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﻔﻘﺮ عالميا.
وفقا لتقرير صادر عن البنك الدولي في يونيو 2019، تساعد مبادرة “الحزام والطريق” 7.6 مليون شخص على التخلص من الفقر المدقع بمتوسط تكلفة معيشة يومية أقل من 1.9 دولار أمريكي، وتساعد 32 مليون شخص على التخلص من الفقر المعتدل بمتوسط تكلفة معيشة يومية أقل من 3.2 دولار أمريكي. كما تساعد في زيادة التجارة العالمية بنسبة 6.2%، وزيادة التجارة مع اقتصادات الدول الواقعة على طول “الحزام والطريق” بنسبة 9.7%، وزيادة الإيرادات العالمية بنسبة 2.9%.
وفقا لإحصاءات وزارة التجارة الصينية، فيما يتعلق بالتوظيف، فحتى عام 2018، خلقت مبادرة “الحزام والطريق” أكثر من 200000 فرصة عمل للدول المشاركة فيها من خلال التجارة والاستثمار.