شبكة طريق الحرير الإخبارية/
منذ اندلاع جائحة “كوفيد-19″، كان العالم في سباق مع الزمن لمكافحة الوباء المسبب الفوضى في جميع أنحاء العالم، كما يعد تطوير لقاحات آمنة وفعالة من أهم الخطوات في مكافحة الفيروس.
على مدار السنوات الثلاث الماضية، خطت الصين خطوات واسعة في أبحاث لقاح “كوفيد-19″، واتخذت خطوات ملموسة نحو الوفاء بالتزامها بجعل اللقاحات منفعة عامة عالمية.
الصين في طليعة أبحاث اللقاحات
في يناير 2020، كشف الباحثون الصينيون بسرعة عن تسلسل الجينوم الكامل للفيروس بعد تفشي الوباء الأول في نهاية عام 2019. وقد أشاد العلماء في جميع أنحاء العالم بقرار نشر البيانات.وصف جيريمي فارار، الباحث الطبي والمدير لويلكوم ترست، وهي مؤسسة خيرية مختصة بالأبحاث الصحية مقرها لندن، في تغريده على تويتر بأنها “لحظة مهمة حقا في الصحة العامة العالمية ويجب الاحتفال بها”.
في مارس 2020، أصبح لقاح ناقلات الفيروسات الغدية الذي طوره الفريق بقيادة تشن وي، عالمة الطب العسكري الصيني، أول لقاح في الصين تمت الموافقة عليه للدخول في التجارب السريرية.
بعد اكتمال المرحلة الأولى من التجارب، بدأت المرحلة الثانية من التجارب في أبريل. في ذلك الوقت، كان لقاح “كوفيد-19” الصيني هو أول لقاح في العالم الذي يدخل المرحلة الثانية من التجارب السريرية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
تم إجراء أبحاث أخرى عن لقاح “كوفيد-19” بشكل متزامن، بما في ذلك اللقاح المعطل الذي طورته مجموعة الصين الوطنية للصناعات الدوائية (سينوفارم) واللقاح غير النشط من شركة الأدوية سينوفاك مقرها بكين.
مع استمرار تحور الفيروس، واصلت الصين تطوير أبحاث اللقاحات على مدى السنوات الثلاث الماضية. اعتبارا من أكتوبر 2022، تم اختبار ما لا يقل عن 46 لقاحا من لقاح “كوفيد-19” في التجارب البشرية داخل الصين وأكثر من 20 لقاحا في التجارب السريرية خارج الصين.
من بينها ثلاثة لقاحات أحادية التكافؤ معطلة لمتغيرات أوميكرون تم اختبارها لتحصين متسلسل في البر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ والإمارات العربية المتحدة.
الجهود المبذولة لتعزيز التعاون العالمي في مجال اللقاحات
لعبت اللقاحات الصينية دورا مهما في الاستجابة العالمية للوباء، حيث قدمت للبلدان الأخرى المزيد من الخيارات وسط فجوة اللقاحات في جميع أنحاء العالم.
في مايو 2021، أدرجت منظمة الصحة العالمية لقاح “كوفيد-19” الذي طورته شركة سينوفارم للاستخدام في حالات الطوارئ، ويعتبر أول لقاح صيني معترف به رسميا من قبل منظمة الصحة العالمية ولقاح سادس معتمد للاستخدام في حالات الطوارئ على مستوى العالم.
في الشهر التالي، حصل لقاح معطل آخر أنتجته شركة سينوفاك على موافقة منظمة الصحة العالمية للاستخدام في حالات الطوارئ.
بالمقارنة مع اللقاحات الأخرى التي صنعتها شركة موديرنا وشركة فايزر خلال تلك الفترة، يتميز اللقاح المعطل الذي طورته الصين بأنه يمكن تخزينه ونقله في ثلاجة عادية بدرجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات، حيث يسمح للدول النامية التي تكون مرافق تخزين اللقاح ونقله غير كافية لتخزين كميات كبيرة من اللقاحات في درجات حرارة منخفضة.
في مايو 2022، حصل لقاح “كوفيد-19” كونفيديسيا الذي طورته شركة كانسينو بيولوجيكس الصينية على موافقة منظمة الصحة العالمية للاستخدام في حالات الطوارئ، ويعتبر لقاح صيني ثالث معترف به من قبل منظمة الصحة العالمية للاستخدام في حالات الطوارئ.
منذ أن انضمت الصين إلى مبادرة الوصول العالمي للقاحات “كوفيد-19” (كوفاكس) التي تهدف إلى ضمان الوصول العادل إلى لقاحات “كوفيد-19” للدول الغنية والفقيرة على حد سواء للسيطرة على الوباء، في أكتوبر 2020، قدمت باستمرار مساعدات اللقاحات للدول الأقل نموا. في أغسطس 2021، تعهدت الصين بتقديم ملياري جرعة لقاح “كوفيد-19” للعالم طول عام 2021 وعرضت 100 مليون دولار لكوفاكس.
واتخذت الصين الإجراءات الأخرى مثل التبرع بملياري دولار لمساعدة الدول النامية على التعامل مع تأثير “كوفيد-19” وإنشاء آلية تعاون لاقتران المستشفيات الصينية بـ30 مستشفى أفريقي.
حتى مايو 2022، قدمت الصين مواد مكافحة الوباء إلى 153 دولة و15 منظمة دولية، بما في ذلك 2.2 مليار جرعة من لقاح “كوفيد-19”. كما أرسلت فرق من الخبراء الطبيين إلى 34 دولة وشاركت تجربتها في مكافحة الوباء مع أكثر من 180 دولة ومنظمة دولية.
الشعب هو في المقام الأول، وهذا استراتيجية الصين لمكافحة الوباء.
منذ تفشي الجائحة، أعطت الصين أولوية قصوى لحماية مواطنيها وسلامتهم، بغض النظر عما إذا كانوا داخل الصين أو خارجها.
حتى الـ7 من ديسمبر عام 2022، تم إعطاء ما يقرب من 3.45 مليار لقاح في جميع أنحاء الصين. تلقي أكثر من 228 مليون ساكن فوق سن الستين التلقيح الكامل، وهو ما يمثل 86% من إجمالي السكان في هذه الفئة العمرية.
كما عُرض على المواطنين الصينيين المغتربين لقاحات “كوفيد-19”. في غضون ثلاثة أشهر بعد أن أطلقت الصين مشروع لقاح “برعم الربيع” في مارس 2021، تم تلقيح أكثر من 1.18 مليون صيني مغترب منتشر في أكثر من 150 دولة بلقاحات صينية أو أجنبية.
كذلك قامت الحكومة الصينية بتوسيع نطاق تغطية برنامج التطعيم للمواطنين الأجانب الذين يعيشون في الصين من خلال تزويد الأجانب المؤهلين في السن باللقاحات الصينية وتوفير العلاج للمصابين بـ”كوفيد-19″ في الوقت المناسب وقامت الصين أيضا بتعديل إجراءات الوقاية والسيطرة عليها لدخول الأجانب.