صحيفة الدستور الأردنية/
الأكاديمي مروان سوداح*
قبل كتابة هذه المقالة قمت بجولة على عدة مطاعم شعبية في أحياء ووسط عمّان، للتأكّد من إجراءات السلامة العامة المُتخذة فيها، في إطار حملة حماية المواطن، تجاوباً مع متطلبات الحيطة والحذر الشديدين، والتي تدعو الدولة والجهات المختصة إليها.
ولأكون صريحاً ومُباشِراً في حديثي، فقد صُدمت بشدة لأن معظم هذه المطاعم لا يُطبّق ألف ياء إجراءات السلامة في مواجهة الوباء، وكأن العاملين فيها لم يسمعوا عن الزائر الخبيث كورونا، ولا عن أهمية إتّباع التعليمات الصحية. هؤلاء استمروا في علاقاتهم برغيف الخبز الأبيض والأسود و «الحَمَام»، وحبّات الفلافل الصغيرة، والبندورة الحمراء؛ التي يُقطِّعُونها بأيديهم غير المُلتحفة بقفازات صحية؛ تماماً كما تعوّدوا خلال السنوات الماضيات، فالتعامل مع الغذاء بأيادٍ عارية كان وبقي حميمياً(!)، برغم مخاطره الكُبرى مع السيد كورونا وبدونه.
لكن الأخطر من كل ذلك هو، أن هذه الممارسات لم تكن لتبقى في أحوال الرقابة الصارمة على تلك المطاعم الشعبية، وعلى غيرها من المَحَال التي تُقدِّم فطائر ومُعجّنات، ووجبات الشاورما والدجاج المَشوي، وسلطات الخضار بأنواعها، ناهيكم عن مَحَال «المشاوي على الفَحم»، و»الفاست فود» الشّعبي الذي تتناوله مع كل إشراقة صباحية جيوشٌ من المواطنين الأُردنيين والأجانب، وضمنهم السيّاح والعَمالة والطلبة، وبخاصة أولاد العم والخال من دول شرق آسيا.
وفي المخابز، ولدى باعة المواد الغذائية «مَشَاهِد حَدّث ولا حَرَج»! ففي وسط عمّان والجبل المُسمّى بإسمها، وعلى جبالها العديدة، تشاهد غَراماَ لا حدود له بين البائع والرغيف الذي تلامسه أكثر من يد واحدة قبل وزنه على الميزان، زد عليه المواد الغذائية الأُخرى المُشرعة في تلك المخابز «للرايح والجاي»، و..»عِطاسهم»، وشهيقهم وزفيرهم وأصابعهم! ومشاهدة ذلك يومياً يُولّد القشعريرة في الأبدان، ويَستفزنا للدعوة إلى سرعة معالجة مواطن الخلل والانتهاء منها مرة وإلى الأبد، وإن بفرضِ غراماتٍ باهظة على المُخالِفين.
أمّا مَن يَهرب من المُستشفى أو من الحَجر الصّحي ولا يلتزم به، فيجب معاقبته بحجره في سجنٍ صحي، لكونه اقترف جريمة بحق المجتمع، وعلى كل مَحجورٍ توقيع وثيقة يتعهّد فيها بدفع غرامة كبيرة حال مخالفته قوانين الحَجر والتعليمات الصحية، كما هو الحال في دول أجنبية.
«مشاهداتي الغذائية» صدمتني بشدة, لذلك أنا أتوقف؛ وحتى إشعار آخر؛ عن تناول أي وجبة غذائية في تلك المطاعم، وأرفض تلقي الخبز والمواد الغذائية غير مُغلفة ومن يدٍ عارية من قفازات صحية، في حين أنني توقفتُ منذ أيام عن السلام باليد على الآخرين، حِرصاً مني على سلامتهم أولاً، وسلامة أسرتي، وسلامتي الشخصية أيضاً.
ودام الوطن الأُردني الحبيب عزيزاً وبهياً، ودام المواطن بوعي وخير وسلامة وصحّة ورخاء وسعادة.
*صحفي وكاتب أردني.
شكرا استاذ عبد القادر خليل رئيس هيئة التحرير لنشر هذه المقالة التي حاولت فيها لفت الانتباه لما يجري في بلدي من عدم التزام، بل واستهتار بمتطلبات السلامة في حين تفرض الدول غرامات باهظة على المخالفين لمتطلبات السلامة بمواجهة السيد فايروس كورونا..
نشر هذه المقالة مساهمة في التوعية الصحية.. ولدفع الدولة لاتخاذ إجراءات صارمة ورادعة لمواجهة الوباء من جانب من يستهترون بمصالح البلاد والعباد..
شكرا استاذ عبد القادر خليل رئيس هيئة التحرير لنشر هذه المقالة التي حاولت فيها لفت الانتباه لما يجري في بلدي من عدم التزام، بل واستهتار غير مسبوق بمتطلبات السلامة الصحية في حين تفرض الدول غرامات باهظة على المخالفين لمتطلبات السلامة بمواجهة السيد فايروس كورونا..
نشر هذه المقالة مساهمة في التوعية الصحية.. ولدفع الدولة لاتخاذ إجراءات صارمة ورادعة لمواجهة الوباء على نحو شامل من جانب من يستهترون بمصالح البلاد والعباد..
اشكرك جداً للطفك الكبير استاذ عبد القادر خليل لنشرك هذه الصور وصور مقالتي من جريدة الدستور اليومية الاردنية.. هذه مهمة للتوثيق الزمني..