CGTN العربية/
أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أن عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة تجاوز 22 مليونا ويقترب العدد للوفيات من 370 ألفا.
أدى الوباء لصعوبات للفئات ذات الدخل المنخفض في الولايات المتحدة فهم لا يستطيعون تحمل نفقات الأكل والنفقات الطبية ولا يمكنهم دفع الإيجار ويتم طردهم إلى الشوارع. في تناقض صارخ، يبدو أن الأمريكيين الأثرياء لم يتأثروا بالوباء، وتجاهلوا تدابير الوقاية من الوباء ومكافحته، فقد تجمعوا بشكل متكرر، كما ارتفعت ثروة بعض عمالقة الأعمال أثناء تفشي الوباء.
في الوقت الحاضر، ظهر مشهدان مختلفان تماما عن الحياة في الولايات المتحدة نفسها و قد أصبح هذا الاختلاف وضعا سائدا في الولايات المتحدة.
أزمة الحياة للناس العاديين في عام جديد
تحت تأثير وباء فيروس كورونا الجديد، واجه عشرات الملايين من الأمريكيين أزمة خلال عطلة رأس السنة الماضية.
وجدت المنظمات الخيرية و”بنوك الطعام” المكرسة لتوفير الطعام المجاني لذوي الدخل المنخفض أن الطلبات للأطعمة ازداد بشدة خلال العطلة، خذ “بنك الطعام” في بريفارد بولاية نورث كارولينا كمثال، حيث تم توزيع حوالي 80 طلبا من الأطعمة في نهاية كل أسبوع قبل تفشي الوباء؛ وذهبت أكثر من 160 أسرة لاستلام الطعام كل ساعة عشية رأس السنة الجديدة.
أظهر تقرير صادر عن منظمة “تغذية أمريكا” المكونة من أكثر من 200 “بنك طعام” أنه بحلول نهاية عام 2020، أكثر من 50 مليون أمريكي يواجهون مشكلة الجوع، بينهم 17 مليون طفل، زادت مجموعة البيانات هذه بنحو 50% خلال نهاية عام 2019.
وبحسب أحدث البيانات الرسمية الصادرة عن الولايات المتحدة، فإن معدل البطالة في الولايات المتحدة يبلغ 6.7%، وعدد العاطلين عن العمل 10.7 مليون. و تضاعف كلا الرقمين بضعفي ما كان عليه قبل تفشي الوباء.
لا تزال معدلات البطالة مرتفعة، ويفقد ملايين الأشخاص مواردهم المالية، ويتحملون عبء الإيجار أو ضغوط القروض، كما أنهم معرضون لخطر الطرد من منازلهم.
النظام الطبي الأمريكي: لم يتم إنشاؤه لرعاية الجميع
تواجه العديد من الفئات ذات الدخل المنخفض في الولايات المتحدة مشكلة عدم القدرة على تحمل نفقات العلاج.
خذ اختبار الفيروسات كمثال، نقصت الاختبارات المجانية في بعض الأماكن. الأشخاص الذين يحتاجون بشكل عاجل لتقارير الاختبار، عليهم أن ينفقوا أموالهم، تتراوح التكلفة من مئات إلى آلاف الدولارات الأمريكية. كما أعلى رقم قياسي هو 6408 دولار أمريكي تطلب منه غرفة الطوارئ في ولاية تكساس.
وفقا لدراسة أجرتها منظمة صناعة التأمين الأمريكية، فإن متوسط تكلفة المرضى المصابين بكوفيد-19 في المستشفى، يتراوح من 30 ألف دولار أمريكي إلى 60 ألف دولار أمريكي. لعشرات الملايين من الأشخاص الذين لديهم تأمين طبي غير كاف أو غير مؤمن عليه، إصابة بكوفيد-19 قد تعني الإفلاس بين ليلة و ضحاها.
بالإضافة إلى ذلك، يأتي التأمين الصحي لمعظم الناس في الولايات المتحدة من الشركات التجارية، ويتم توفير معظمها من قبل أصحاب العمل. و في ظل تفشي الوباء، فقد عدد كبير من الأشخاص وظائفهم بينما فقدوا تأمينهم الطبي أيضا. فيختار العديد منها رفض طلب المساعدة الطبية في مواجهة النفقات الطبية الباهظة للمستشفيات الأمريكية.
التفاوت بين الأغنياء والفقراء: لا تتأثر حياة الأغنياء وثروتهم تزداد في ظل الوباء
تسببت البطالة الواسعة النطاق والكساد الاقتصادي الناجم عن وباء كوفيد-19، يواجه العديد من الأمريكيين لصعوبات اقتصادية شديدة. ومع ذلك، لم تتخذ الحكومة الأمريكية إجراءات فعالة لمعالجتها، الأمر الذي أثار استياء واسع النطاق في المجتمع وتعرض لانتقادات شديدة من الرأي العام. عندما يكافح معظم الأمريكيين من أجل الحياة، لايزال كبار المسؤولين الأمريكيين والأثرياء يجتمعون، عقد البيت الأبيض ووزارة الخارجية أكثر من 20 اجتماعا داخليا خلال العطلتين الماضيتين.
ولم يتأثر دخل الأثرياء الأمريكيين بشكل كبير بالوباء. وبحسب البيانات التي كشفت عنها جمعية حقوق الملكية الضريبية الأمريكية، فقد ارتفعت ثروة 651 مليارديرا أمريكيا من 2.95 تريليون دولار أمريكي إلى 4.01 تريليون دولار أمريكي في الفترة من منتصف مارس إلى ديسمبر 2020. ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أنه على الرغم من أن وباء مميتا قتل مئات الآلاف من الأمريكيين وأن الملايين من الناس عاطلون عن العمل ويتضررون جوعا، فإن سوق الأسهم الأمريكية في عام 2020 جعلت الأغنياء أكثر ثراء.