شبكة طريق الحرير الاخبارية/ CMG/

في الآونة الأخيرة، وقعت مؤسسة البترول الوطنية الصينية وشركة قطر للطاقة اتفاقية طويلة الأجل لشراء وبيع الغاز الطبيعي المسال لمدة 27 عاما، وحصلت الشركة الصينية في الوقت نفسه على حصة تبلغ 1.25% لمشروع توسعة حقل الشمال باعتباره أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم. يعد ذلك إنجازا مهما آخر للتعاون بين الصين وقطر في مجال الغاز الطبيعي، بعد أن حصلت شركة الصين للبتروكيماويات على حصة تبلغ 1.25% في نفس المشروع في إبريل الماضي. بعد نجاح القمة الأولى بين الصين ومجلس التعاون الخليجي بحضور الرئيس شي جينبينغ وقادة دول الخليج في الرياض في ديسمبر الماضي، قطع التواصل والتعاون بين الجانبين أشواطا بعيدة في كافة المجالات، وتتوالى الأخبار السارة.

فيما يتعلق بالتعاون في مجال الطاقة، استقر مشروع تجمع التكرير والبتروكيماويات باستثمار شركة أرامكو السعودية في بانجين بمقاطعة لياونينغ، وبدأت أعمال البناء في نهاية مارس الماضي، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2026، كما استحوذت الشركة على 10% من حصة شركة Rongsheng للبتروكيماويات بـ24.6 مليار يوان.

ووقعت شركة CEEC الصينية مذكرة تفاهم مع شركة الجميح للطاقة والمياه السعودية، بشأن التعاون في مجالات الخلايا الكهروضوئية والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء وتخزين الطاقة. وزار وفد الهيئة الوطنية الصينية للطاقة السعودية والإمارات وقطر لتبادل الآراء بشكل معمق حول سبل تعزيز التعاون بين الصين وهذه الدول الثلاث وغيرها من دول الخليج في مجال طاقة الهيدروجين وغيرها من الطاقات الجديدة.

فيما يتعلق بالتعاون في مجال الاستثمار والمالية، تعاون البنك الصيني للتصدير والاستيراد والبنك الأهلي السعودي، باعتباره أكبر بنك تجاري في السعودية، للمرة الأولى في مجال القروض بالعملة الصينية، وستُستخدم هذه القروض لتلبية الحاجات التمويلية للمشاريع التجارية بين الصين والسعودية. وأكمل مصرف الإمارات المركزي وبنك الشعب الصيني وغيره من المؤسسات الصفقات التجريبية لمشروع جسر العملة الرقمية بين البنوك المركزية، الأمر الذي يعمّق التعاون بين البلدين في المجال المالي، ويوفر تجربة مفيدة لإقامة منصة المشاركة للتعاون المالي الدولي. خلال زيارة الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة لي جياتشاو إلى السعودية، وقعت بورصة هونغ كونغ مذكرة تفاهم مع البورصة السعودية بشأن التعاون في مجالات التكنولوجيا المالية والإدراج المتبادل.

فيما يتعلق بالتعاون في مجال الابتكار التكنولوجي، أقامت شركة سحابة علي بابا مع شركة الاتصالات السعودية الشركة السعودية للحوسبة السحابية، التي ستدفع بقوة تحوّل الاقتصاد الرقمي في السعودية.

وأطلقت شركة هواوي وأرامكو السعودية خطة الابتكار المشترك لدراسة استخدام تقنيات الجيل الخامس في صناعة النفط والغاز، ووقعت مذكرة تفاهم مع شركة du الإماراتية بشأن التعاون في تقنية الجيل الـ5.5، بما يساعد شركات الاتصالات الإماراتية على خلق تجربة غامرة للميتافيرس. ووقعت الهيئة الوطنية الصينية للأرصاد الجوية ونظيرها الإماراتي على وثيقة التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا للأرصاد الجوية، وستتعاونان في مجالات توقع الطقس والإنذار المبكر والاستخدام للأقمار الاصطناعية والتعليم والتدريب، بما يرفع القدرة على خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

فيما يتعلق بالتعاون في مجال الفضاء، تم إطلاق الكاميرا البصرية الصغيرة التي طورته السعودية إلى الفضاء مع القمر الاصطناعي المتناهي الصغر “لونغ جيانغ-2” والقمر الاصطناعي “تشيوتشياو”، لمراقبة القمر من أقرب نقطة من القمر، وقامت الكاميرا بتصوير القمر 30 مرة في المدار، ونجحت في تصوير بحر الأمطار بالقمر بشكل واضح، بالإضافة إلى الصورة العلمية الأخرى مثل الصورة الجماعية للأرض والقمر التي تشمل منطقة الخليج والبحر الأحمر، مما لقى استحسانا قويا في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

ووقعت شركة CASC الصينية والشركة السعودية للصناعات الأساسية على اتفاقية ترخيص الوصول لتكنولوجيا SHCP، الأمر الذي يرمز إلى دخول تكنولوجيا SHCP الصينية إلى مجال التطبيقات الصناعية لدول الخليج.

فيما يتعلق بالتعاون في مجالات اللغة والثقافة، تمت إقامة أول المنتدى الصيني الخليجي للغة والثقافة والمنتدى الرفيع المستوى للحوار بين الحضارات الصينية والخليجية، وتم إطلاق “مكتبة الصين ودول الخليج العربية للتواصل الثقافي والتعلم المتبادل الحضاري”. ونجح أول مخيم “الجسر الصيني” الشتوي لدول الخليج عبر الإنترنت، حيث شارك فيه أكثر من 1100 طالب، للاطلاع ومعرفة اللغة الصينية والثقافة الصينية مثل فن الخط.

تعد المجالات المذكورة أعلاه المجالات الخمسة الرئيسية للتعاون بين الصين ودول الخليج في 3 إلى 5 السنوات المقبلة، التي طرحها الرئيس شي جينبينغ في القمة الصينية الخليجية الأولى. وتدل هذه الإنجازات بجلاء على أن تدابير التعاون التي طرحها الرئيس شي جينبينغ تتوافق مع حاجات الصين ودول الخليج للتنمية، وتواكب اتجاه العلاقات بين الجانبين، وتساعد الجانبين في توظيف مزاياهما وتسخير الإمكانيات الكامنة، والقيام بتعاون أوسع وأعمق في كافة المجالات، بما يحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك على مستوى أعلى. كما يعكس تضافر دول الخليج مع الصين في تنفيذ نتائج القمة الصينية الخليجية الأولى دعم دول الخليج لمبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس شي جينبينغ، مما جعله خطوة حقيقية لتنفيذ هذه المبادرة.

التواصل لا يدوم إلا بالقلوب. زاد التعاون بين الصين ودول الخليج عمقا واتساعا، وذلك لا يرجع فقط إلى تطابق المفاهيم التنموية وتكامل المزايا وتقارب الأهداف، بل يرجع إلى حد كبير إلى إدراك دول الخليج المتزايد بأن الصين شريك موثوق به على المدى الطويل، وهي صديق يهتم بالفعل بالأمن والأمان الدائمين والاستقرار والازدهار لمنطقة الخليج. خاصة في مطلع هذا العام، نجحت الصين في دفع السعودية وإيران لاستئناف العلاقة الدبلوماسية، مما أحدث “موجة المصالحة” في الخليج وحتى الشرق الأوسط بأكملها، الأمر الذي ضخ قوة دافعة قوية لتحقيق السلام الدائم والاستقرار والمصالحة والوئام في المنطقة بأسرها، ويزيد إيمان دول المنطقة بتعزيز الاستقلال الاستراتيجي وتقوية التضامن والتعاون، وحل الخلافات عبر الحوار والتشاور، والتمسك بثبات بمستقبلها ومصيرها بأيديها.

كما قاله الرئيس شي جينبينغ في القمة الأولى بين الصين ومجلس التعاون الخليجي، إن الصين ودول الخليج شركاء تسعون إلى تعزيز الوحدة وتحقيق التنمية وتعزيز الأمن وإنهاض الحضارة. في العصر الجديد، من المؤكد أن التواصل والتعاون بين الصين ودول الخليج سيحقق تقدما أكبر، بما يعمق الشراكة الاستراتيجية الصينية الخليجية، ويقدم مساهمات إيجابية وجديدة في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.