في حوالي الواحدة من صباح الـ31 من الشهر الماضي، وقع إطلاق نار كثيف في العاصمة الأفغانية كابل.
قال نجيب الله، ويعمل كصراف نقود: “أطلقت حركة طالبان الأفغانية طلقات نارية في السماء وأيقظوني. وأدركت أن القوات الأمريكية قد انسحبت وكانت حركة طالبان تحتفل”. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي في أفغانستان والمخاوف بشأن حياته جعلت نجيب الله غير قادر على النوم. “بسبب حالة عدم الاستقرار، تراجع سعر صرف العملة الأفغانية مقابل الدولار الأمريكي بشكل كبير، وخسرت الكثير”.
في الساعة 23:59 بالتوقيت المحلي في الـ30 من الشهر الماضي، أقلعت آخر طائرة نقل عسكرية أمريكية من مطار كابل الدولي، وكان هذا بمثابة نهاية للعمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان التي قاربت من 20 عاما. في وقت لاحق، قامت حركة طالبان بنشر قوات خاصة في المطار وسيطرت عليه بالكامل. لن يرى الحشد الفوضوي والمزدحم السابق عند بوابة مطار كابول بعد ذلك الوقت.
وقال يار محمد، تاجر بكابل: “بعد انسحاب القوات الأمريكية، عاد كل شيء إلى طبيعته. فتح المركز التجاري الرئيسي في كابل أبوابه أمام الزبائن بشكل طبيعي، وعاد الازدحام المروري في وسط المدينة”.
ومع ذلك، لا تزال معظم المصالح الحكومية مغلقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشيء الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للمواطنين هو أن عددا قليلا فقط من البنوك مفتوحة للعمل، وحددت حركة طالبان أن كل شخص يمكنه فقط سحب 200 دولار أمريكي من حسابه المصرفي في الأسبوع. في الأيام القليلة الماضية، كان هناك طوابير طويلة أمام بوابات البنوك.
كصراف، يشعر نجيب الله بالقلق من التقلبات السريعة في سعر صرف العملة الأفغانية. وقال: “في الوقت الحاضر، ترتفع الأسعار بشكل كبير، ترتفع أسعار المواد الغذائية والنفط والغاز، ويخشى الناس من انخفاض قيمة العملة”.
المستقبل السياسي غير واضح والوضع الاقتصادي غير مستقر، في نظر مواطني كابل، كل هذه المشاكل مرتبطة بالولايات المتحدة.
وقال عبد المارف، مواطن من كابل: “الأمريكيون يتعاملون مع أفغانستان كزجاجة شراب، وبعد الشرب، تترك هذا البلد جانبا مثل زجاجة فارغة”.
وقال أحمد فؤاد، مواطن من كابل: “الأمريكيون غادروا أفغانستان، لكنهم تركوا فوضى للشعب الأفغاني. بعد مدة 20 عاما، لم يفوا بوعودهم”.
على الرغم من أن الوضع لا يزال غير واضح، ولكن لا يزال الشعب الأفغاني يتطلع إلى المستقبل.
وقال يار محمد: “آمل أن تتمكن حركة طالبان من تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن للوفاء بوعودها، التي تتمثل في تشكيل حكومة واسعة وشاملة، وإنهاء حالة عدم الاستقرار في أفغانستان”.
مثل الكثير من الناس، أعربت ربة البيت رويا سيديك البالغة من العمر 38 عاما عن أملها في سلام دائم في البلاد. وقالت: “أتمنى أن يكون إطلاق النار الذي يحتفل بانسحاب القوات الأمريكية هو آخر إطلاق للنار في أفغانستان. لقد غادرت القوات الأمريكية أفغانستان، ولا يوجد سبب في أفغانستان للقتال مرة أخرى، وآمل أن تتمكن البلاد من الدخول الى حالة السلام الحقيقي”.