شبكة طريق الحرير الإخبارية/
للكاتب جاويد زيناللي
كنت أصادفهما في صباح كل يوم أثناء ذهابي إلى العمل. كان أب مع ابنه يسيران بسعادة. كانت زوجتي قبل مغادرتي للمنزل تترك بعض الفواكه في شنطتي، وكلما صادفتهما أعطيت تفاحة للابن.
كان الابن يضحك، ويلعب، وإذا رأى كلبا يجري وراءه وينبح مثله، ويسأل والده عما يخطر بباله وعن كل ما يرى حوله، وكان يقفز على قدم واحدة. وكان الأب يناديه إذا ابتعد عنه: “يا مراد انتبه يا بني، لا تقع في الأرض… مراد…” وكان الابن يتسلى ويمرح، ويجري هنا وهناك: “واحد-اثنان، واحد-اثنان”. وأحيانا كان يقلد والده فيقول: “يا مراد انتبه يا بني، لا تقع في الأرض… مراد…”
مرت الأيام بسرعة، لم أرهما منذ زمن. وفي ذات يوم، كنت ذاهبا إلى العمل كالعادة وإذا بالأب يسير أمامي. كان يقفز على قدم واحدة ويكرر بصوت خافت: “يا مراد انتبه يا بني، لا تقع في الأرض… مراد، واحد-اثنان…” فجأة وقع نظره علي… هل تعرف ماذا قال لي؟ قال: “ابني توفي… ألا تعطيني تفاحة؟”
**ترجمها من الأصل إلى اللغة العربية فريد صابر جمالوف.
*جاويد زيناللي- كاتب شاب. حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير من جامعة باكو الحكومية. نُشرت قصته الأولى على صفحات مجلة “أولدوز” (نجمة) الأدبية، وفي السنوات التالية نُشرت أعماله في مجلتي “أذربيجان” و”أولدوز”، وجريدتي “525” و”أدبيات”.
تخرج من “مدرسة الكتاب الشباب”، وهي مشروع مشترك بين وزارة الثقافة والسياحة واتحاد الكتاب الأذربيجانيين. نُشرت روايته الأولى بعنوان “منتظرو الشمس” عام 2010م. صدرت روايته الثانية بعنوان “ليلى” عام 2014م.
حصل على جائزة “أفضل كاتب شاب للعام” من وزارة الشباب والرياضة عام 2010م. وفي نفس العام تم قبوله لعضوية اتحاد الكتاب الأذربيجانيين.