شيوي شياو لونغ (36 عاما) من قرية شيتي بمحافظة يينغجيانغ في مقاطعة يونان جنوب غربي الصين، يعيش على قمة جبل ترتفع 1500 متر.

حصلت القرية على اسمها بسبب حفر السلالم على منحدرات خطرة. هذه قرية عرقية فقيرة يعيش فيها أبناء قومية جينغبو وقومية ليسو معا. منذ آلاف السنين، عاش أسلاف هذه المجموعة العرقية “الذين يعيشون في الجبال” على الاصطياد جيلا بعد جيل.

بصفته الابن الأكبر للعائلة، تخلى شيوي عن الخروج للعمل باليومية غير المنتظم وزرع 20 مو (نحو 1.3 هكتار) من الحبوب لعائلته، وكان دخل الأسرة المكونة من ستة أفراد أقل من عشرة آلاف يوان (نحو1541 دولارا أمريكيا) سنويا.

في ذاكرة شيوي، لم يكن هناك ما يكفي من الطعام عندما كان طفلا، ولم يكن بإمكان كل عائلة من البالغين إشباع جوعهم إلا بالذهاب للصيد في الجبال. من أجل البقاء على قيد الحياة، قضى القرويون مثل شوي فترة طويلة من الإنتاج والحياة بطريقة غير مستدامة، مما تسبب في أضرار شديدة للبيئة المحلية، وتم تشكيل حلقة غريبة من “تدمير البيئة – الفقر والتخلف”.

شيوي شياو لونغ وابنه

من أجل إيجاد طريقة للسكان المحليين لتحقيق الغنى والثراء من خلال البيئة، تشجع محافظة ينغجيانغ وتوجه القرويين المحليين لتطوير السياحة وبناء نقاط مراقبة الطيور والتطوع والعمل كمرشدين لمشاهدة الطيور والشغل في خدمات تقديم الطعام والإقامة والدعم وغيرها.

وهكذا، أصبح شيوي من الدفعة الأولى لـ “المرشدين لمشاهدة الطيور”، ووسع أربع غرف ضيوف بجوار منزله لبدء أعمال الفندق بفضل مساعدة الحكومة المحلية.

من ديسمبر إلى مارس من كل عام ، تعد هذه الفترة “موسم الذروة” بالنسبة لفنادق شيوي. في هذا الوقت، سيأتي الكثير من سياح لمشاهدة الطيور من جميع أنحاء البلاد إلى هنا، ويطلق على المحافظة في مقاطعة يونان أيضا اسم “وادي هورنبل في الصين” و “الأرض المقدسة لمشاهدة الطيور” من قبل سياح لمشاهدة الطيور.

قال شيوي إن فنادقه يمكن أن تجلب ما بين 500 إلى 1000 يوان يوميا خلال موسم مشاهدة الطيور. بالإضافة إلى ذلك، فإنها توفر الخدمات المتمثلة في المرشدين السياحيين والمواصلات وغيرها من الخدمات الأخرى لهواة مشاهدة الطيور، وتتراوح رسوم الخدمة من 200 يوان إلى 1500 يوان كل مرة.

في غضون بضع سنوات فقط، تغيرت حياة شيوي بشكل هائل. حيث أكمل تجهيز أجهزة التلفزيون والثلاجة والأجهزة الأخرى في “الفيلا” الصغيرة الخاصة به في الطابق الثاني، وهناك أيضا دراجة نارية جديدة متواجد في الفناء. مع الزيادة المطردة في الدخل، أصبح شيوي جاهزا لشراء سيارة أخرى.

في السنوات الخمس الماضية، فتحت الطرق إلى باب شيوي باستمرار، وتم نصب أنابيب مياه الشرب المأمونة أيضا، ويتمتع الأطفال بموارد تعليمية جيدة، كما ترسخت صناعات لتخفيف حدة الفقر المميزة في الجبال. بمساعدة الإدارات المكومية المحلية، قام أبناء قومية جينغبوه مثل شيوي بحماية الحياة “البدائية” للأجيال.

في الوقت الراهن، حقق كل من شيوي وقريته التخلص من براثن الفقر بشكل شامل، يصبح الجمال البيئي منفعة اقتصادية، كما أن طريق التخفيف من حدة الفقر من خلال البيئة الذي تمثله سياحة مشاهدة الطيور في المحافظة يزداد اتساعا. في الوقت الحاضر، تعتبر قرية شيتي نقطة نموذجية للحماية البيئية والتضامن العرقي والدفاع القوي عن الحدود في المحافظة، وأصبحت منظرا طبيعيا جميلا على طول الحدود بين الصين وميانمار.

*المصدر: سي جي تي إن العربية.