شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم الدكتور عبد الكريم بن خالد
*أستاذ محاضر بالجامعة الإفريقية في الجزائر وعضو الفرع الجزائري للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين
إن ما ميز الافتتاح المبهر للدورة الرابعة والعشرين للألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022 مساء يوم الرابع من فبراير 2022، هو ذلك التألق المبهر والتنظيم المحكم الذي عهدناه دائما للصين في مثل هذه التظاهرات الرياضية الكُبرى، وخاصة في ظل الوضعية الوبائية التي يشهدها العالم اليوم، وقد جاء شعار هذه الدورة “معًا من أجل مستقبل مشترك”، حيث شهدت اهتماما عالميا بالغا.
لقد كان لحضور الرئيس شي جين بينغ حفل الافتتاح وإعلانه الافتتاح الرسمي لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية أكثر من دلالة، مما يبرز للمرة الأف الجهود الصينية الكبيرة واهتمامها ودعمها للحركة الأولمبية من أجل التضامن والسلام والصداقة للبشرية جمعاء.
وقد عبر الرئيس شي جين بينغ عن سعادته البالغة أثناء ترحيبه بالسادة قادة الدول ورؤساء الحكومات وكبار المسؤولين ومختلف الأسلاك الدبلوماسية والحركة الرياضة العالمية والضيوف الكرام الذين سافروا إلى الصين وحضروا دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022. كما عبر “شي” بمناسبة عيد الربيع الذي يحتفل به الصينيون ببداية العام القمري الجديد عن خالص شكره لجميع الحكومات والشعوب والمنظمات الدولية التي تهتم وتدعم دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، وعلى وجه الخصوص الأصدقاء الحاضرين هنا، الذين تغلبوا على الصعوبات والعراقيل جراء جائحة كوفيد-19 ووصلوا إلى بكين لتشجيع الألعاب الأولمبية.
كما نوه الرئيس شي جين بينغ أن افتتاح هذه الدورة الشتوية في بكين رسميًا في الاستاد الوطني الصيني جاءت بعد 14 عامًا من تنظيم للألعاب الأولمبية الصيفية بكين 2008، مما جعلها المدينة الأولى في العالم التي تستضيف كل من الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية، ومُلتزما أيضا بتنظيم دورة ألعاب خضراء وشاملة ومفتوحة ونظيفة. وقد أعرب أن الصين بذلت قصارى جهودها لمواجهة تأثير جائحة كورونا على العالم، وقد كانت وفية بتعهدها الرسمي للمجتمع الدولي بضمان الافتتاح السلس للألعاب الأولمبية الشتوية في بكين كما هو مقرر، مما يساهم في مشاركة عدد أكبر من الرياضات الشتوية في هذه التظاهرة، وذلك من خلال حُسن التحضير والتنظيم والترويج لمثل هذه المنافسات الرياضية، وتحقيق هدف إشراك 300 مليون شخص في الألعاب الرياضية على الجليد والثلج .
إن الهدف الأسمى لهذه الالعاب الشتوية هو دعم السلام العالمي بشكل مشترك، وإن ازدهار الحركة الرياضية الأولمبية لن يتم الا بالسلام والتضامن العالمي، ودعم قرار الهدنة الأولمبية الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي بالإجماع والذي يدعو إلى تعزيز السلام من خلال الرياضة، حيث ان الطموح المشترك للمجتمع الدولي دائما يحتاج الى دعم الاحترام المتبادل والمساواة والحوار والتشاور، والسعي لبتر الخلافات والقضاء على النزاعات، والعمل معا من أجل عالم يسوده السلام الدائم.
ويؤكد الرئيس شي جين بينغ على تعزيز روح الحركة الأولمبية ومواجهة التحديات المشتركة التي تواجه المجتمع الدولي من خلال التضامن والتعاون في ظل استمرار وباء كورنا ومواجهة تغير المناخ ومكافحة الإرهاب، تعزيز الحوار والذي يعتبر السبيل الوحيد أمام جميع البلدان للتصدي لمختلف هذه التحديات والعمل معا من أجل مستقبل مشترك للبشرية جمعاء. إضافة الى دعم النظام الدولي الذي ينطوي تحت ظل هيئة الأمم المتحدة والقانون الدولي، والعمل معًا لبناء أسرة دولية قوامها الانسجام والتعاون، إضافة الى تحقيق هدف الحركة الأولمبية ومواصلة التقدم البشري باستمرار من أجل تنمية بشرية شاملة، والالتزام الصادق بالقيم الإنسانية المشتركة المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وتعزيز التبادلات بين الدول وحوار الحضارات والعمل معاً لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
إن الصين بلد الشعر والأدب والثقافة على حد قول الرئيس شي جين بينغ مستدلا ببيت من الشعر الصيني “يخرج العام القديم بصوت المفرقعات النارية، ويأتي الجديد مع دفء النبيذ ونسيم الربيع”، لقد دخلت الصين لتوها “عام النمر” حسب التقويم القمري، وإن النمر هو رمز القوة والشجاعة والجرأة يضيف شي جين بينغ وفي الاخير تمنى السيد الرئيس لجميع الرياضيين الأولمبيين أداءً ممتازًا بقوة النمر وتحقيق أفضل النتائج.