CGTN العربية/
وفقا لأحدث البيانات الصادرة من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، حتى الساعة 6:34 يوم الـ14 بتوقيت بكين، تجاوز عدد الحالات المؤكدة لفيروس كورونا الجديد 3.35 مليون، وتجاوز عدد حالات الوفاة 130 ألف. ولا تزال الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا بالوباء في العالم.
في الآونة الأخيرة، سجل عدد الحالات المؤكدة الجديدة في يوم واحد رقما قياسيا جديدا في الولايات المتحدة، كما ظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرتديا قناعا للمرة الأولى منذ بداية تفشي الوباء.
بسبب تفشي الوباء المستمر، أصبحت حياة الكثير من الأمريكيين مضطربة، لكن الأغنياء مازالوا يزدادون ثراء. أشارت المؤسسات البحثية ذات الصلة في الولايات المتحدة إلى أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء في المجتمع الأمريكي قد عادت إلى مستواها قبل مائة عام.
اختلال خطير في الثروة
أظهرت البيانات الصادرة عن المكتب القومي للأبحاث الاقتصادية، أن الأغنياء والذين يشكلون 0.1 % من سكان الولايات المتحدة لديهم ما يقرب من 20 % من ثروة البلاد. أظهر التقرير الصادر عن مركز الأبحاث الأمريكي – معهد بحوث السياسات في يونيو أن مجموع ثروات المليارديرات الأمريكيين قد وصل إلى 3.5 تريليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 565 مليار دولار أمريكي عن إحصاءات صادرة في الـ 18 من مارس.
من وجهة نظر عنصرية، فإن التفاوت في الثروة والدخل أكثر خطورة. وأشار أستاذ الاقتصاد في جامعة ولاية أوهايو إلى أن ثروة الأغنياء الأمريكيين من أصول أفريقية هي فقط خمس ثروة الأغنياء الأمريكيين البيض.
في صفوف الدول المتقدمة، تعد الولايات المتحدة الدولة الأكثر خللا بين الأغنياء والفقراء. وقد حافظ معامل جيني في الولايات المتحدة يقيس عدالة توزيع الثروة الاجتماعية فوق خط التحذير الدولي البالغ 0.4 لسنوات عديدة، متجاوزا بكثير الدول الغربية المتقدمة مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
الأسباب
أدى تخفيف القيود التنظيمية وتخفيض الضرائب وأسعار الفائدة وتقليص الإنفاق على الرعاية الاجتماعية وغيرها من الإجراءات المطبقة في الولايات المتحدة إلى انقسام في مستويات الدخل مما أدى بدوره إلى تفاقم الفجوة بين الأغنياء والفقراء فيها. وإن ما يسمى تخفيف القيود في الولايات المتحدة هو معارضة تدخل الحكومة في الاقتصاد. وحسب تحليل لشبكة سي إن إن الأمريكية، فإن زيادة الثروات لأغنى المجموعات في الولايات المتحدة يرجع إلى الانتعاش القوي فيسوق الأسهم، والذي يرجع على حد كبير إلى تدابير التحفيز غير المسبوقة التي اتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. في الوقت نفسه فإن زيادة الأجور للطبقة العاملة لم تواكب سرعة زيادة ثروات الأغنياء منال استثمارات والإيرادات التشغيلية.
وبعد تولي ترامب منصبه، ظل يدفع إجراءات تخفيض الضرائب، مخففا المزيد من الأعباء على الأغنياء. وخلال فترة تفشي الوباء الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا الجديد، ضغط ترامب على بنك الاحتياطي الفيدرالي لتخفيض أسعار الفائدة بشكل متكرر، وعندما اقتربت أسعار الفائدة من الصفر، بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي طبع الأموال بكمية كبيرة جدا مما دفع ازدياد أسعار الأصول إلى مستويات عالية من خلال تطبيق سياسة التيسير الكمي. ومعظم أولئك الذين يستطيعون شراء الأصول المالية هم الأغنياء، كما انهم يتمتعون ايضا بالقدرة على إبقاء أصولهم على قيمتها حتى زيادة قيمتها بشكل مستمر.
وأثناء فترة تفشي الوباء، بات انقسام الإيرادات بين الصناعات المختلفة أكثر وضوحا. بيد أن دخل الذين يمكنهم العمل في المنازل قليل التأثر بذلك أما العاملين في قطاع الخدمات فقد فقدوا أعمالهم لأنهم غير قادرين على العمل في المنازل. ومعظم الوفيات بسبب الإصابة بفيروس كورونا الجديد هم من قطاع الخدمات ومن طبقة الفقراء وأكثرهم من الأميركيين من أصل أفريقي أو لاتيني.
إن عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا الجديد للأميركيين من أصل أفريقي ولاتيني أكثر بكثير من ذوي البشرة البيضاء بشكل غير متناسب، وهذا ما يبرز العنصرية الهيكلية وعدم المساواة في نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة بشكل أكبر.
الفجوة بين الأغنياء والفقراء تؤدي إلى الاستقطاب السياسي
أدى تفشي فيروس كورونا الجديد إلى تسريع تشكيل الفجوة في الثروة والسياسة، مما تسبب في انقسامات سياسية شديدة في الساحة السياسية الأمريكية، كما ارتفع خطر المواجهة بين الدول بشكل حاد. يمكن أن يؤدي عدم المساواة المفرط إلى إعاقة النمو الاقتصادي وقد يعزز أيضا الشعبوية والاضطرابات السياسية.