شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
في صَلادة العلاقات الجزائرية – الصينية
الأكاديمي مروان سوداح*
*رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
“إن الصداقة بين الصين والجزائر نشأت في أيام الضراء، وتتجسد الصداقة بين الشعبين في نضالهما ضد الإمبريالية والاستعمارية. ولن ينسى الشعب الصيني أبداً الدور الهام الذي لعبته الجزائر في استعادة المقعد الشرعي لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة، فكل الشكر و التقدير للجزائر على دعمها الثابت للصين في القضايا المتعلقة بالمصالح الحيوية والهموم الكبرى لها. ”
ـ مقتطف من تصريحات الرفيق شي جين بينغ الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية.
العلاقات الجزائرية – الصينية في الإطار الحكومي، تحتل مركزاً متقدماً وصدارة في علاقات الصين الدولية، فهي نتاج تأسيس قديم يعود إلى 61 سنة خلت، ويعني تضامن العاصمتين في شتى الملفات الدولية وذات الأهمية الثنائية لهما، ذلك أن هذه العلاقات تقوم أساساتها على صخرة مبادئ “الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمساواة والرفاه المشترك ومبدأ رابح – رابح” الشهير والأكثر فعالية للعلاقات الوازنة وذات المردود الأسرع على شعبي البلدين، وتمتد علاقات الدولتين إلى مجالات تتجدد باستمرار، ضمنها التجارية، فالجزائر هي خامس أكبر الشركاء التجاريين للصين في أفريقيا، فغدت والحالة هذه، وفي غيرها من الحالات، مثالية في مجال التعاون الثنائي، ويُعتد بها كمثال دولي يُحتذى به في العلاقات الأممية بين الدول والأمم.
وفي ناحية موازية، تُعتبر العلاقات الجزائرية – الصينية واحدة من أهم العلاقات على الإطلاق بين الدول في التاريخ الإنساني لذا فهي صلدة ويستحيل كسرها أو خدشها، إذ توصّل القادة الصينيون والجزائريون إلى اتفاقات عميقة لإقامة ومن ثم تعزيز فديمومة هذه العلاقة الاخوية والرفاقية، إلى ما قبل زمن تحرير الجزائر من الاستعمار الاستيطاني الفرنساوي وتأسيس الدولة الديمقراطية الشعبية.
العلاقات القوية بين الصين والجزائر هي الرد المناسب على ما درجت عليه بعض المصادر الصحفية، وغير الصحفية الأجنبية، التي تصطاد في الماء العَكر، في ترديدها أن علاقات الصين والجزائر تتراجع وتتقهقر، وبأن الولايات المتحدة الأمريكية “غير راضية عن تقارب بعض الدول العربية مع الصين!”.. لكن وزير الاتصال والناطق باسم رئاسة الجمهورية الجزائرية، محمد أوسعيد، يؤكد في مواجهة هذه الأنباء، أن “للجزائر اهتماماً كبيراً بالذاكرة الوطنية وتُعطي أولوية كبيرة لعلاقاتها مع الصين الخ.”
وفي تصريحات أخرى لذات الوزير، أكدت بأن العلاقة بين الجزائر والصين هي علاقة متميزة منذ الثورة التحريرية من الاستعمار الأجنبي.
ووفقاً لصحيفة “النهار” الجزائرية، في أكتوبر المنصرم 2020، يذكر محمد اوسعيد بلعيد، أن الصين قدّمت الدعم الكامل للجزائر إبّان الثورة، كما أن الجزائر بدورها قدمت التأييد اللازم للصين من أجل الحصول على مقعد دائم لها في مجلس الأمن، كما بيّن الوزير أن الجزائر لايهمها مَن ينزعج من هذه العلاقة مع الصين، فسياسة الجزائر الخارجية وإستراتيجيتها واضحتين في هذا المجال.
من ناحيتها تؤكد الصين يوماً في إثر يوم، وعلى لسان مسؤوليها الحزبيين والحكوميين، بأنها مستعدة للتعميق الدائم للتعاون مع الجزائر، للارتقاء بالشراكة الإستراتيجية الشاملة إلى مستوى جديد.. واستعدادها لتعزيز التعاون الكامل مع الجزائر في مجالات الاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا ومكافحة الإرهاب، لرفع الشراكة الإستراتيجية الثنائية الشاملة إلى مستوى أعلى فأعلى بلا توقف.