شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
في المعنى الأُممي لتصريحات الرئيس (شي جين بينغ)
الأكاديمي مروان سوداح
*رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين وحامل أوسمة وجوائز حكومية من الدول الصديقة والحليفة.
قبل أيام قليلة، أدلى الرئيس شي جين بينغ، بتصريحات غاية في الأهمية للصين والعالم، إذ دعا فخامته إلى “إجراءات جديدة لتوسيع الانفتاح الشامل”، لفتت أنظار مئات الملايين من البشر صوب الصين.
جاءت تصريحات رئيس جمهورية الصين الشعبية في كلمته الرئيسية، خلال افتتاح معرض الصين الدولي الثالث للواردات في شانغهاي.
شخصياً، درستُ كلمة الرئيس الصيني، وخلصت إلى استنتاج مفاده أنها أممية بامتياز وتخاطب العالم بأجمعه، وليس الصين والصينيين وحدهم، إضافة إلى أنها تركّز على المصالح المشتركة لجميع الدول والشعوب دون احتكار الصين لها، وفيها يُعلن الرئيس مباشرة عن تعميم هذه الأفكار في جهات المَعمورة الأربع، بغض النظر عن دولها وأنظمتها الاجتماعية والاقتصادية – السياسية المختلفة والمتضادة في كثير من الأحيان، فالدعوة الصينية تدعو الجميع للتآخي والتعاضد والتنافع المتبادل، الذي يقضي إلى تسييد السلام في النفوس والعلاقات والتطلعات..
لا بد من التنويه هنا، إلى أن مجرد قبول هذه أو تلك من الدول الدعوة الصينية لا يكفي، فمن المهم أن تدعو مختلف العواصم المهتمة بمصير مشترك للبشرية وتأسيسه جماعياً سوياً مع الصين، إلى الإقرار العلني والمُوثّق بالعمل من أجل السلام والتعاون الشفّاف للالتزام بتنفيذ هذه الأفكار الخلاقة. وكذلك، أن تعلن التزامها الواضح بالانفتاح المتبادل الذي يتميز بالمنافع والمسؤوليات والحوكمة على نحو كوني شامل ومشترك لجميع المهتمين به، وبالعيش في مجتمع المصير المشترك الذي يعمل الجميع فيه من أجل الجميع؛ إستعادة للمبدأ التاريخي – الإنساني القديم “الفرد للجميع والجميع للفرد”، لينسحب هذا المبدأ على الدول وتفعيلات علاقاتها الأوسع كونياً، لتتسم تبادلاتها بمساواة قانونية وإنسانية، فلا يجوز أن يكون هناك أي تفضيل أو أولوية لأشقر على أصفر أو على أسود وأسمر.. ولا أولوية دولة كبيرة على صغيرة وعلى أخرى متوسطة.. أو إقتصاد ما على آخر. على الجميع أن يكونوا وأحداً موحَّداً من أجل الجميع، وبذلك سيتمكن العالم من وضع الركائز الرئيسية لمجتمع المصير المشترك، وستنتصر فكرة هذا المجتمع ويقوى عودها لتذلّل مختلف الجوائح المَرَضِية، الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، والعسكرية وغيرها.
الأفكار التي يَطرحها الرئيس (شي) تحوز على تأييد وجماهيرية في مختلف البلدان، لأنها تنبع من انشغاله الموصول بهموم البشرية وأحلامها الوردية التي تتوارثها الأجيال المتعاقبة، وها قد دنا القرن الذي يمكِن أن يشهد على ولادة عالم جديد، تَبنِي الصين أساساته سوياً مع دول أخرى، ويقودها الرئيس (شي) صوبه بدعم صيني حاسم.. مجتمع المصير المشترك للبشرية سيرتكز إلى مبادىء التعاون، وتندمج شعوبه ودوله في مساوة طال انتظارها، فهو لا يضر أحداً، ولا يُقلل من قيمة طرف فيه، ولا يُعلي مصالح جهات على أخرى.
لهذا، على الدول الكبيرة أن تساهم في دعم الدول الصغيرة والمتوسطة للنهوض بها، وتنشيط وتوسيع التبادلات وعمليات الانتاج المختلفة، ضمنها الصناعات والزراعات والاقتصادات الصغيرة والمتوسطة والتشغيلات المحدودة، التي يتم الأخذ بها عالياً لدعم فئات وشرائح إجتماعية لتعتاش منها، وهذا الأمر لا يتأتى سوى بتفعيل ما دعا الرئيس شي إليه، ويتلخص في “حماية النظام التجاري متعدد الأطراف، وتحسين قواعد الحوكمة الاقتصادية العالمية، وبناء إقتصاد عالمي مفتوح.”