شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
ليس من السهل إنارة دولة بتعداد سكان يبلغ 1.4 مليار نسمة. في عام 1949، كانت قدرة توليد الطاقة المركبة في الصين 1.85 جيجاوات، وكان نصيب الفرد من استهلاك الكهرباء 8 كيلوواط /ساعة فقط. ما يعني أن الاستهلاك السنوي للكهرباء لأسرة مكونة من أربعة أفراد كان يبلغ حوالي 32 كيلوواط /ساعة، ما يمكنه فقط تشغيل ثلاجة لمدة شهر واحد تقريبًا.
وما كان بعيد كل البعد عن أن يكون كافيا لدولة هي الأكبر في العالم من حيث تعداد السكان.
من أجل تحسين معيشة المواطنين ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية، بدأت الصين في العمل الجاد لتسريع توسيع إمدادات الطاقة.
ففي عام 2010، تجاوز نصيب الفرد من استهلاك الكهرباء في الصين المتوسط العالمي؛ وفي عام 2015، حققت الصين “توفير التيار الكهربائي لجميع السكان في المناطق النائية والخالية من الكهرباء”؛ وبحلول نهاية عام 2020، تم توصيل جميع الوحدات الإدارية على مستوى المحافظات في جميع أنحاء البلاد بشبكة الطاقة الكبيرة.
والآن، أصبحت الصين أكبر منتج لقوة الكهرباء في العالم.
كيف حققت الصين كل هذا؟
بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، كان توليد الطاقة في الصين يعتمد على المعدات الأجنبية. ومن أجل تلبية الطلب على قوة الكهرباء للإنتاج والبناء، قامت الصين ببناء أول محطة طاقة حرارية ذاتية التصميم والبناء خلال فترة “الخطة الخمسية الأولى”، ودخلت الخدمة في عام 1956.
على مر السنين، أطلقت الحكومة الصينية العديد من المشاريع في جميع أنحاء البلاد لحل مشكلة نقص الطاقة وتحسين توزيعها، بما في ذلك مشروع ربط شبكة الكهرباء بين تشينغهاي والتبت.
بدأ هذا المشروع في نهاية عام 2011 وقضى على مشكلة نقص الطاقة في البلدات والقرى في جنوب غربي منطقة التبت ذاتية الحكم. ويبلغ متوسط ارتفاع خط إمداد الطاقة للمشروع 4650 مترًا، وهو أعلى مشروع نقل تيار كهربائي في العالم وأطول خط يمر في التربة الصقيعية وصولا لـ”سقف العالم”.
منذ بداية من عام 2015، شهدت شبكات الطاقة الريفية في الصين كذلك مراحل متعددة من التطور لحل مشكلات مثل الجهد الكهربائي المنخفض وعدم كفاية إمدادات الطاقة.
من أجل نقل موارد الطاقة الوفيرة للمقاطعات الغربية بالصين وخاصة الطاقة النظيفة إلى المناطق الساحلية الشرقية التي تعاني من ندرة الطاقة، بدأت الصين في تنفيذ مشروع “نقل الكهرباء من غرب الصين الى شرقها”.
في نهاية عام 2020، تم تشغيل خط التيار الكهربائي المباشر فائق الجهد بين تشينغهاي وخنان بإجمالي طول يبلغ 1563 كيلومترًا. وهذا المشروع عبارة عن قناة تم إنشاؤها خصيصًا لتوصيل الطاقة النظيفة. وبعد تشغيله رسميًا، سيستطيع نقل 40 مليار كيلوواط/ ساعة من الطاقة النظيفة مباشرةً من مقاطعة تشينغهاي إلى السهول الوسطى كل عام لتلبية الطلب على الطاقة في المنطقة المركزية المكتظة بالسكان.
في نهاية يونيو من هذا العام، تم تشغيل الدفعة الأولى من وحدات محطة باييهتان للطاقة الكهرومائية، وهي ثاني أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم بعد سد المضايق الثلاثة في الصين. ويعد هذا المشروع أحد أكثر المشاريع الهندسية تحديا في العالم من الناحية التقنية. ويركز على توليد الطاقة وله فوائد أخرى مثل حجز الرمال والسيطرة على الفيضانات والشحن والري، مما سيساعد الصين في جهودها للتنمية الخضراء في قطاع الطاقة.
خلال عملية الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، كانت الصين ولا تزال تركز على تطوير الطاقة المتجددة، وأعلنت أنها ستسعى جاهدة لتحقيق ذروة الكربون في عام 2030 والحياد الكربوني بحلول عام 2060.
أصبحت الصين أيضًا رائدة في مجال توليد الطاقة المتجددة، مع أكبر قدرة مركبة في العالم من الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية. وقد تعهدت الصين بزيادة إجمالي السعة المركبة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى أكثر من 1.2 مليار كيلوواط بحلول نهاية عام 2021، ما سيزيد بالضعف مقارنة بنهاية عام 2020.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه وفقًا للخطة الخمسية الثالثة عشرة، تخطط الصين لزيادة نسبة الطاقة غير الأحفورية في إجمالي استهلاك الطاقة من 15.8% في عام 2020 إلى حوالي 20% بحلول عام 2025.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.