في التقرير الذي قدمه شي جين بينغ أمام المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، سلط الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الضوء على مهمة “دفع تجديد شباب الأمة الصينية على جميع الجبهات من خلال المسار الصيني إلى التحديث” ، ويلعب الحفاظ على البيئة دورًا أساسيًا واستراتيجيًا في هذا الصدد، ويعد تحديث “الانسجام بين البشرية والطبيعة” أحد السمات الأساسية للمسار الصيني نحو التحديث وينعكس أيضًا في متطلباته وأهدافه الأساسية.
إن فكرة تعزيز التقدم البيئي هي نظرة الحزب الشيوعي الصيني في سعيه الطويل الأمد إلى التحديث المستدام، متجذرة في التقاليد الثقافية القديمة في الصين.
اختلافا عن المركزية البشرية للمجتمع الغربي التي اعتمدت على التكنولوجيا القوية لقهر الطبيعة بعد الثورة الصناعية ، ظلت الصين تتمسك بالحكمة التقليدية المتمثلة في “الانسجام بين الإنسان والطبيعة” منذ العصور القديمة ، مؤكدة على ضرورة احترام الطبيعة، واتباع قوانينها، وحمايتها. فالثروة المادية لم تعتبر هدفا أساسيا لحياة جيدة في الثقافة الصينية التقليدية.
طفرة كبيرة نحو بناء صين جميلة
على مدى العقد الماضي، شهدت جهود حماية البيئة في الصين تغيرات شاملة وتاريخية وتحويلية، ويجسد ذلك في سماء زرقاء وجبال أكثر خضرة ومياه أنظف في وطننا. الأمر الذي يمثل طفرة كبيرة نحو بناء صين جميلة. وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة البيئة الصينية، زادت نسبة أقسام المياه من الدرجة الأولى إلى الثالثة في الصين بمقدار 23.3 نقطة مئوية لتصل إلى 84.9 في المائة خلال العقد الماضي. وارتفعت نسبة أقسام المياه من الدرجة الأولى إلى الثالثة في الأنهار الخاضعة لمراقبة الدولة والتي تصب الى البحر بمقدار 25 نقطة مئوية إلى 71.7 في المئة.
فصل جديد في الحفاظ على البيئة في الصين
وضع تقرير شي جين بينغ خلال المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني خطة إستراتيجية جديدة للحفاظ على البيئة وفتح فصلًا جديدًا في مساعي الصين للحفاظ على البيئة من جميع النواحي. وعلى المستوى الاستراتيجي، سيتم دمج الحفاظ على البيئة الذي يعد سمة مهمة ومطلبا جوهريا وهدفا مهما للمسار الصيني نحو التحديث، بشكل كامل في الاستراتيجيات والإجراءات الرامية إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين.