CGTN العربية/

في أحد الأيام من عام 2015، في قرية عادية، اجتمع العديد من الشباب معًا لمناقشة ما إذا كان يمكن أن تفعل قريتهم علامة تجارية وطنية. طرح أحدهم فكرة جريئة: “الظروف الجغرافية لقريتنا جيدة جدًا، ويمكننا تنظيم مهرجان الربيع للمزارعين.” صاحبة هذه الفكرة هي فتاة جميلة اسمها شي تشينغ شيانغ. عاشت في قرية بينغ لانغ التابعة لولاية شيانغشى ذاتية الحكم لقوميتي توجيا ومياو في مقاطعة هونان بوسط الصين. كانت العلامة التجارية الوطنية التي تحدثوا عنها هو المنتج المميز في القرية – “بينغ لانغ التوفو”.

تقع قرية بينغ لانغ في مقاطعة هونان بوسط الصين.

على مدى أجيال، كانت عائلة شي تصنع التوفو لكسب الرزق. تترعرع وسط أصوات طاحونة الحجر ورائحة الفول.

تصنع الفاصوليا المحلية ومياه الينابيع والطواحين الحجرية القديمة الطعام الشهي من الجبال. غير أن صعوبة النقل منع القرويين من بيع المنتج خارج المنطقة النائية. لقد عملوا بجد ليل نهار فقط من أجل دخل ضئيل.

طاحونة حجرية قديمة

قالت شي “لم يكن لدينا مال في ذلك الوقت، وكثيرًا ما لم نتمكن من تناول ما يكفي من الطعام. كنا نستيقظ في حوالي الساعة الثانية صباحًا كل يوم لطحن الفاصوليا، وجمع مياه الينابيع من الجبل باستخدام دلاء وحملها إلى البيت بعمود على كتف. كان الطريق وعرة للغاية، لا يمكننا استعادة سوى دلو واحد أو دلوين في اليوم”.

تجمع شي تشينغ شيانغ مياه الينابيع من الجبل باستخدام دلاء.

الحياة ليست سهلة، لطالما أرادت شي تشينغ شيانغ الاعتماد على جهودها الخاصة لكسب المال، فقد تعلمت مهارة تصنيع التوفو من والديها وتبحث دائمًا عن مخرج.

العمل الشاق يؤتي ثماره. بالصدفة، اهتم مسؤول من مدينة تشانغشا بهذا التوفو واقترح عليها الذهاب إلى المعرض الزراعي. لذلك أخذت شي وعائلتها منتجاتهم إلى مدينة تشانغشا في عام 2012. وبخلاف توقعاتهم، تم بيع المنتجات التي أعدوها خلال أسبوع في يوم واحد.

بيع التوفو المجفف في معرض تشانغشا الزراعي.

منذ ذلك الحين، شعرت شي بالطلب المتزايد على التوفو الخاص بهم. فقررت عمل العلامة التجارية “بينغ لانغ التوفو”.

قال المسؤول في القرية لشي: “نأمل جميعًا في أن تنجح في هذه الصناعة، وستدعمك الحكومة بالتأكيد”. في عام 2014، من خلال استخدام القروض الصغيرة، اقترضت عشرين أسرة في القرية 50000 يوان لكل منها لإنشاء جمعية تعاونية لصنع التوفو.

“بينغ لانغ التوفو”

بسبب الدعم المقدم من سياسة التخلص من حدة الفقر، أصبحت تجارة التوفو في القرية أفضل وأفضل. مستوحاة من فكرة إقامة عيد الربيع للمزارعين، أقام القرويون مأدبة رائعة من التوفو. كان لها تأثير كبير. وأصبحت علامة “بينغ لانغ التوفو” شائعة.

مأدبة التوفو في قرية بينغ لانغ

على مدى السنوات الثلاث الماضية، كان حجم مبيعات التوفو الذي أنتجته الجمعية التعاونية جيدًا للغاية، ومع ذلك وزعت شي تشينغ شيانغ الأرباح على القرويين كل عام، وقد نجح العديد من القرويين التخلص من الفقر.

سكان قرية بينغ لانغ

لم تعد قرية بينغ لانغ قرية فقيرة ذات ظروف متخلفة. أصبح الطريق الجبلي طريقًا سريعًا، وأصبح لكل منزل مياه جارية. بمساعدة الحكومة المحلية وجهود شي تشينغ شيانغ، حول “بينغ لانغ التوفو” إرثها إلى أمل في حياة أفضل في القرية.