تقع محافظة تشيه موه التابعة لمنطقة شينجيانغ الصينية على هامش صحراء تاكليماكان، وتحتل مساحة الأراضي الرملية ثلثي مساحتها الإجمالية. وبعد جهود دؤوبة من المشاركين للسيطرة على التصحر منذ سنوات، بدأت الكثبان الرملية المتحركة التي كان تبلغ مساحتها 83.3 كيلومتر مربع تقريبا تلبس زيا أخضر في الوقت الحالي.

ومن بين هؤلاء المشاركين فتاة صينية اسمها باتيغوري ياسين التي بدأت أعمالها قبل 16 عاما من الآن، حيث كان والدها يريد أن تقوم بالتدريبات الاجتماعية الحقيقية كشابة في العصر الجديد، وهو كان يعمل معلما لقسم التاريخ ويعتقد أن مشروع السيطرة على التصحر مهما للغاية بالنسبة إلى هذه المنطقة الصحراوية.

لقد منحها التشجيع من قبل والدها المزيد من الثقة تجاه زراعة الأشجار في الصحراء. ولكن بعد أقل من نصف عام فقط، كادت تترك هذه المهمة بسبب كثافة الأعمال اليومية، حيث كانت تعمل بمنجل ومجرفة حديدية لقطع القصب وزرع الأشجار، مما جعلها تشعر بتعب شديد. ولكن والدها قال أن لكل عمل تحديات وصعوبات للتغلب عليها، الأمر الذي دفعها لتستمر في عملها.

ولكن بعد عدة أشهر فقط، غادر والديها الحياة واحدا تلو الآخر بشكل مفاجئ، مما تسبب لها بضربة قاسية. ولكنها لم تنس أبدا أمنية والدها وهي تثابر على ذلك، لتؤكد بأنها تسعى دائما إلى تحقيق حلمه طوال حياتها.

وخلال السنوات الماضية، تركت باتيغوري أجمل أيام شبابها لتقضي وقتها تحت أشعة الشمس الشديدة والرياح القوية في الصحراء، ولكنها جاءت بما هو أجمل حيث غطت الأشجار والواحات الخضراء المملوءة بالحيوية. و منطقة كانت عبارة عن كثبان رملية فيما مضى. وقالت باتيغوري: ” تعجبني شجرة الصفصاف الأحمر كثيرا، إنها تتفتح بالأزهار الجميلة رغم الظروف المناخية القاسية.”

وهذا هو دليل حيوي لأيام شبابها وجميع المشاركين بالسيطرة على التصحر. فبعد جهودهم لأكثر من 20 عاما، تم بناء حزام أخضر يبلغ طوله أكثر من 20 كيلومترا على الشاطئ الشرقي لنهر تشيلتشين الذي كان مغطا بالجبال الرملية الصفراء، وباتت هذه البقعة من الأرض ترتدي ثوبا  أخضر جميلا اليوم .

*المصدر: CGTN العربية.