تمارس الولايات المتحدة ضغوطا مستمرة على الصين بشأن تتبع مصدر فيروس كورونا الجديد، لمحاولة استخدام الوسائل السياسية لجعل المزيد من الناس يؤمنون بما يسمى “نظرية التسرب من المختبر”. ومع ذلك، أوضح مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي مرة أخرى في الـ21 من الشهر الجاري أن فيروس كورونا الجديد من المرجح أن يكون قد نشأ من الاتصال البشري بالحيوانات المصابة، وليس من “حادث المختبر”. كما قال إن التصريح حول “نظرية التسرب من المختبر” قد تم “تسييسه”.
قال فاوتشي: “بصفتك عالما، يجب عليك تكوين آرائك واقتراحاتك بناء على البيانات”. وأشار فاوتشي إلى أن الخبراء لم يعثروا على دليل يدعم ما يسمى بـ”نظرية التسرب من المختبر”.
كما انتقد فاوتشي “تسييس” قضية تتبع مصدر الفيروس. قال فاوتشي إنه كعالم، فهو منفتح على المعرفة الجديدة حتى يتم إثبات النظرية بشكل قاطع. لم ينف احتمالا معينا، لكنه يعتقد أن “نظرية التسرب من المختبر” هي احتمال بعيد كل البعد عن الحقائق.
وكرر فاوتشي قوله أن فيروس كورونا الجديد من المرجح أن يكون قد نشأ من الطبيعة، ولكنه تعرض لانتقادات من قبل بعض السياسيين الأمريكيين. وفقا لتقرير صادر عن قناة “فوكس نيوز”، حيث اتهمت مارشا بلاكبيرن، وهي عضوة في مجلس الشيوخ الأمريكي من ولاية تينيسي فاوتشي بالتقليل من احتمال “التسرب من المختبر”، قائلة إن ” فاوتشي ووسائل الإعلام الرئيسية الأمريكية رفضوا إيلاء أهمية لـ”نظرية التسرب من المختبر”.
في الوقت نفسه، قدم ماركو روبيو وهو عضو في مجلس النواب الأمريكي من الحزب الجمهوري، وكان موقفه دائما مناهضا للصين، قدم مشروع قانون يسمى بـ”قانون فيروس كورونا الجديد لعام 2021″ في الـ21 من الشهر الجاري. يهدف إلى الضغط على بكين لمطالبة الصين بالتعاون مع تحقيقات المجتمع الدولي في تتبع فيروس كورونا الجديد. ووفقا لمشروع القانون، فإنه إذا لم تسمح الصين للمجتمع الدولي بإجراء ما يسمى بـ”تحقيق موثوق وشامل” حول تتبع مصدر فيروس كورونا الجديد، فإن مشروع القانون سيفوض الحكومة الأمريكية بفرض عقوبات وقيود أخرى على المؤسسات والمختبرات الصينية ذات الصلة بعد 90 يوما من تطبيق التشريع.
رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان في الـ23 من الشهر الجاري، على “هجوم” من أعضاء الكونغرس الأمريكي، قائلا إنه منذ تفشي الوباء، لطالما تبنت الصين موقفا منفتحا وشفافا، حيث شاركت في تجارب الوقاية والعلاج مع البلدان الأخرى دون تحفظ. واستقبلت الصين خبراء منظمة الصحة العالمية مرتين في الصين، وأصدرت تقريرا بحثيا للدراسة المشتركة مع منظمة الصحة العالمية، مما قدم مساهمات إيجابية في أعمال التتبع العالمية لمصدر الفيروس.