بقلم مروان سوداح
في12 ديسمبر للعام 2003، توفي مؤسس دولة أذربيجان المُعَاصِرة العظيم حيدر علييف، بعدما نجح في إنقاذ الدولة والشعب والمستقبل الأذري من الاندثار الذي هدفت إليه «بيريسترويكا» التآمر، والتي جهدت لنشر وتجذير نهج الاقتتال، المُستورَد، في أراضي الجمهوريات السوفييتية.
لا تُخفي الدراسات والتصريحات العديدة في روسيا والدول المُستقلّة أن الثنائي الشيطاني (غوربي) و(إلتسين)، خططتا لعمليات مدروسة لتأليب الرئاسات والدول والشعوب السوفييتية على بعضها البعض، وافتعال المذابح الدموية بين قومياتها وأديانها، في مَسعىً ظلامي لإخراجها من التاريخ!
لكن، وبغض النظر عن كل المؤامرات التي حِيكت على الاتحاد السوفييتي وشعوبه في عواصم تختفي وراء المحيط، تنبّه لفيف من الرجالات النابهين، ومن بينهم الزعيم الحكيم حيدر علييف، إلى محاولات العدو حينها جَر وطنه الجميل أذربيجان إلى حتفه، فوقف في وجه التآمر مارداً ومُنتفِضاً عليه، وفَرَّغَهُ من شحناته التخريبية، وأسند علييف شعبه الأذري وشَدَّدَ ومَتَّنَ إرادته الوطنية، فتكاتفا كرجل واحد لإخراج أذربيجان من عنق الزجاجة، برغم الآلام المُبرحة وكثير المِحن التي عانتها الدولة والأُمة، إلا أنها انتصرت في النهاية على قوى الشر والشرير، وأنهَضَت الوطن، وحَمت الأمة بِتُرسِها الصَلْد.
كان حيدر علييف شخصية عظيمة حقاً، وأحد أبرز القادة العالميين والسوفييت، وما زلتُ شخصياً أذكره، وتتجلى صورته أمامي وكأنه حاضر بيننا للآن.
في ذلك العهد البعيد كنت أتابع قيادة العظيم حيدر علييف للدولة الأذرية القزوينية وجهازها الأمني، والتي كان يَحسِدُها الكثيرون في العالم على موقعها الاستراتيجي، فقد كان الرجل وطنياً وأممياً صارماً تِبعاً لتركيبته السياسية ورؤاه الفكرية، ولقيادته عبر سنوات كثيرة دفّة أجهزة حساسة وعليا مُقرِّرة في دولته الأذرية السوفييتية وفي العاصمة الاتحادية موسكو، فراكم الخبرات والدروس ووظّفها في خدمة عملانياته الإنقاذية والاستقلالية والتقدم الأذري المتميّز، وأجهض التآمر الثعلبي لقيادات باعت نفسها للتوسّع الأجنبي الاستعماري سرّاً، ومِن ثمّ علناً بثلاثين من الفضّة.. ولم تقبضها!
مؤخراً، تزامنت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أذربيجان ولقائه أخاه الرئيس إلهام علييف، مع احتفاءات الدولة والشعب الأذري بذكرى زعيمهم حيدر علييف، وقد أفضت الزيارة الملكية لمزيدٍ من تعزيز الصِّلات والتفاهمات بين البلدين الشقيقين، و»حرص الأردن على العمل مع أذربيجان للتصدي للتحديات في المنطقة» كما قال جلالته، وتقدير الطرفين لبعضهما البعض لدورهما المحوري في منطقتيهما تحقيقاً لأمنهما واستقرارهما.
وفي العلاقات المشتركة للدولتين، يلعب العامل البشري والدبلوماسية الشعبية دوراً حاسماً في رفد الدبلوماسية الرسمية وتعزيز رؤاها للاقلاع للأعالي بمجمل العلاقات الثنائية وبضمنها الثقافية. لذلك، نتطلع إلى يوم قريب نشهد فيه افتتاح مركزين ثقافيين أردني وأذري في عَمّان وباكو، وتسيير رحلات مباشرة بينهما، تعظيماً للجذب السياحي والاستثماري إليهما.
*صحفي وكاتب أردني.
شكرا صديقي العزيز استاذ عبدالقادر خليل لنشرك مقالتي هذه دون أن أطلب منك نشرها.. .. ان هذا يدل على نقاء سريرتك وصدق صداقتك الراسخة.. ونظرتك الممتلئة بالود والمحبة.. مرة اخرى شكراً لك، متمنيا لك دوام الخير والتطور في كل مناحي حياتك المهنية والعائلية والشخصية..