جريدة الدستور الأردنية/
الأكاديمي مروان سوداح*
(وو فو قوى/عَبْدُالْكَرِيم) شخصية بارزة في الصين ومراكزها العلومية والسياسية منذ عشرات السنين. صديقنا هذا هو أحد أهم المُستشرقين والكتّاب الصينيين وأعمق الباحثين متابعةً وعِلماً ودراية ومعرفة بشؤون الأردن و»الشرق الأوسط» والعالمين العربي والإسلامي.
يَشغل عبدالكريم مناصب عديدة مفتاحية في الصين ضمن تخصصاته، منها على سبيل المِثال لا الحَصر، عضو رئيسي وفاعل في مَجمَع الكِتاب الثقافي الصيني الدولي؛ وعضو في معهد العلوم والتقاليد الصينية والثقافية الدولية، ويُعتبر رأيه وازناً ومهماً ومطلوباً صينياً في القضايا العربية التي يعمل عليها ويدلي برأيه فيها لمؤسسات الدولة الصينية. ولذلك، من الضروري لنا كعرب الاهتمام بهذا الصديق في كل زمان، وليس وقت الضيق فقط، فالأصدقاء والحلفاء أمثاله هم سندٌ لنا.
في مقالاته وأبحاثه داخل الصين وخارجها يُلقي الأُستاذ عبدالكريم أضواءً كاشفة على أصدقاء بلاده، ضمنهم الزعماء والقادة والشخصيات الاجتماعية كذلك جمهور الخبراء في شؤون الصين والتعاون معها، ويُحرّر ويُدقق المؤلفات الصينية التي تتحدث عن العرب وقضاياهم بأقلام العرب والصينيين.
عَبْدُالْكَرِيم يكتب أيضاً عن جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، ويفرد لشخصية جلالته وسياسته وعلاقاته مع الصين حيزاً كبيراً في المواد التي ترى النور، ويَستخدم فيها مفردات وأوصاف إشادة راقية، يؤكد من خلالها على تفرّد شخصية جلالته وسياسته العربية والدولية ومع الصين أيضاً، وبُعد بَصر وبصِيرة جلالته، ويتحدث عن أعمال وأنشطة جلالة الملكة رانيا العبدالله ونشاطاتها في شؤون عديدة وبخاصة الإنسانية منها، دلالة على الحيّز الإنساني الذي تشغله كملكة في الحياة الأردنية وفي العلاقات الدولية؛ ما يؤكد مكانة المرأة الأردنية العظيمة في مَسيرة الأمم والتاريخين العربي والأممي.
الملاحظة الاخرى التي لفتت انتباهي على نحو خاص، أن الصديق عبدالكريم يُصر في كتاباته على استخدام مفردات التعظيم والثناء والإجلال في وصفه جلالة الملك، كما وتِعداد مآثره المختلفة الكثيرة، وإنسانيته وبساطته، وعظمة روح جلالته ووقوفه إلى جانب شعبه داعماً الضعفاء والمحتاجين، ومخالطاً للشعب الأردني كمواطن عادي، مما أكد وأظهر، وفقاً لعبدالكريم أيضاً، وقوف الشعب الأردني إلى جانب جلالته كسند قوي له في نهجه وسياسته ومسيرته الهاشمية الظافرة.
في الحقيقة، لا تكفي الكلمات لوصف عمق واتساع محبة المستشرق والباحث عَبْدُالْكَرِيم؛ المُعتمد صينياً في العلاقات الصينية مع الأردن والعرب؛ وإجلاله شخصية جلالة الملك والعائلة الهاشمية والأردن وشعبه، ولا تكفي الكلمات في مقالة صغيرة كهذه لاستعراض المنهاج الذي يختطه الباحث عبدالكريم في دعوة شعبه الصيني للتعرف على شخصية جلالة الملك وفكره ونهجه، وصداقة جلالته مع فخامة الرئيس شي جين بينغ والأُمة الصينية، ودعوات عبدالكريم للصينيين لتعظيم العلاقات مع الأردن في مختلف الفضاءات، فهو كباحث يرى في هذه العلاقات مستقبلاً زاهراً وزاخراً أكثر من ذي قبل بالإنجازات الضخمة التي تنعكس ثمارها يانعة على الأجيال الأردنية والعربية والصينية. فالكلمة الصادقة التي يَخطها عبدالكريم تدير رؤوس الصينيين سريعاً نحو الأردن وصوب علو شأن جلالة الملك والهاشميين وشعبنا الطيب المحب للأجنبي ولشعب الصين وكل شعوب الأرض.
نحن في الأردن؛ اليوم بالذات؛ في حاجة ماسة إلى تكريم أصدقاء الأردن من الكتّاب والباحثين والإعلاميين والمُستشرقين الأجانب، على مِثال الأُستاذ عَبْدُالْكَرِيم وصحبه، ونسج علاقات صداقة مُنتجة معهم لجهة ترويج المملكة ثقافياً وحضارياً وسياحياً، وفي غيرها من المجالات التي تعود بالفائدة والكسب الثنائي علينا وعلى كل مَن يتعاون معنا.
تعريف بالكاتب: الاكاديمي مروان سوداح, كاتب وصحفي أردني, رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء(وحلفاء) الصين