“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, في هذا اليومِ الخالد المجيد, وأمام هذا المشهد المهيب لجزائر الفخر بأمجادها والوفاء لشهدائها, أتوجه إلى شعبنا الأبي بالتحية والتهنئة ونحن نضفي وجها استثنائيا على إِحياء الذكرى الستيـن لاستعادة السيادة الوطنية, في وقت وصلت فيه البلاد بمؤسساتها وهيئاتها الدستورية مرحلة ارتسم معها وجه جزائر الثقة في الحاضر والأمل في المستقبل.
و إنه ليجدر أمام هذا المشهد المهيب أن نجدد تقدير الأمة لدرعِ الجزائر, جيشنا الوطني الشعبي, حامل لواء جيش التحرير, الذي نشهد معه باعتزاز ما أحرزه من مكاسب وإنجازات عظيمة.
إن هذه اللحظات لعميقة المغزى, والشعب الجزائري يقف على ما وصل إليه جيشنا العتيد من احترافية وتحكم عال في العلوم والتكنولوجيا العسكرية, وهي لحظة تحمل إلى جانب ذلك معاني الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة.
إنه جيش متلاحم مع الشعب, يزداد مهابة ورفعة لما يحظى به من مكانة في وجدان الأمة ويزداد تمرسا واقتدارا لما يتحلى به الضباط والجنود وكافة المنتسبين إليه من وطنية والتزام.
و إنني لأشد في هذه المناسبة على أيدي الأشداء المرابطين على الحدود ونسور العلا في أجوائنا وحفدة رياس البحر الأمجاد.
اقرأ أيضا : الرئيس تبون : الاستعراض العسكري يضفي وجها استثنائيا على الاحتفال بستينية الاستقلال
و في هذه السانحة, أؤكد من جديد بأننا جميعا, ومهما كانت مواقعنا ومستويات مسؤولياتنا, مدعوون في ظرف محفوف بالتحديات إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحق والقانون, دولة تتكرس فيها روح المواطنة وقيم التضامن ويتجذر فيها الشعور بالواجب الوطني.
فلنجعل من ذلك قناعة في ضمائرِنا وغاية نبيلة لمساعينا, ولنجعل من أيامنا التاريخية محطات شاهدة على الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة, ولنتخذ منها معالم مرشدة لخدمة وطننا المفدى وشعبنا الأبي. وهنيئا لنا هذا العيد, شعلة المجد في سماء الجزائر ومنارة العزة على أرضها الطاهرة.
و أعلن رسميا عن بداية الاستعراضات العسكرية.
تحيا الجزائر,
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار,
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.