في عام 2007، تم إرسال منغ إلى الولايات المتحدة لاستئناف دراسته، وصدم من الفجوة الهائلة في تنمية الحوسبة الفائقة بين البلدين. وبعد تخرجه، عاد منغ إلى الصين.
وشارك منغ في تطوير “تيانخه-1″، أول حاسوب فائق في الصين، وبناء أول مركز وطني للحواسيب الفائقة. وفي درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية تقريبا، عمل منغ وزملاؤه لساعات لتجديد غرفة المعدات وتركيب الكابلات والخزائن. وكانوا يقضون أوقات الراحة على صناديق من الورق المقوى عندما يشعرون بالتعب.
وبفضل جهودهم، اشتهر “تيانخه-1” في عام 2010 بعد تصنيفه كأسرع حاسوب فائق في العالم في المؤتمر الدولي الـ36 للحوسبة الفائقة، إلا أنه مع هذا الخبر جاءت تساؤلات وشكوك من بعض الخبراء ووسائل الإعلام الأجنبية.
وقال منغ “قالوا إن الحواسيب الفائقة الصينية تشبه آلات ألعاب كبيرة، وقد تكون مرضية للعين، ولكنها غير مجدية. ولذلك ذهبت إلى قيادة المركز وتعهدت بأنني سأترك وظيفتي إذا لم أتمكن من القيام بتطوير تطبيقات الحواسيب الفائقة (تيانخه)”.
لا يكفي تطوير قدرات الحوسبة للحواسيب الفائقة للتطبيق العملي باستخدام معارف الحاسوب وحدها. فيجب أن يكون لدى الكوادر العاملة معارف متخصصة في كل مجال من مجالات التطبيقات الممكنة. ولذلك نظم منغ دورات دراسية لأعضاء فريقه، وعمل على تعزيز قدرة الفريق على الابتكار. وبلغت حجم المعلومات والملفات التي جمعها منغ وحده أكثر من 1.5 مليون كلمة.
وقال كانغ بوه، رئيس قسم الحوسبة عالية الأداء بالمركز الوطني للحواسيب الفائقة “يتعين علينا تعزيز الابتكارات خطوة بخطوة، وجعلها منهجية لوضع أساس قوي لخدمة الأجيال الجديدة للحوسبة الفائقة باستخدام الأجهزة الرقمية”.
بهذه الروح، استطاع منغ وفريقه جعل حواسيب “تيانخه” الفائقة قادرة على حساب تكوين الكون وتطوره من منظور كلي، ومحاكاة عملية تجميع الذرات في مواد جديدة من منظور دقيق. ونجحوا في تسخير تطبيقات الحوسبة لـ”تيانخه” في عشرات المجالات، بما فيها استكشاف الفضاء والطاقة الجديدة، لدعم أكثر من 2500 ابتكار رئيسي في مختلف المجالات في الصين.
وقال منغ “تحولت تنمية الحواسيب الفائقة في الصين من متابعة الآخرين إلى مواكبة العصر وحتى ريادته. ويجب علينا أن نولي مزيدا من الاهتمام لتطوير العلوم والتكنولوجيا في الصين ذاتيا”.
*سي جي تي إن العربية.