صحيفة الشعب اليومية أونلاين*
اشار الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال المكالمة الهاتفية التي اجراها مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيب كونتي مؤخرا إلى أن الصين مستعدة على العمل مع ايطاليا للمساهمة في التعاون الدولي ضد الوباء وبناء “طريق الحريري الصحي”. وفي ظل الفترة الحامسة من المعركة العالمية ضد وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، فإن اهتمام شي جين بينغ ببناء “طريق الحرير الصحي” له دور قيادي مهم في تعزيز الثقة والتنسيق والتعاون في الحرب العالمي ضد الوباء.
أوضحت الصين وإيطاليا معنى “طريق الحرير الصحي” بالإجراءات العملية في مواجهة انتشار كوفيد-19 على مستوى العالم. حيث تبرعت الحكومة الايطالية بمواد الوقاية للصين في أسوء وقت تفشي الوباء شهدته الاخيرة، كما أقام القصر الرئاسي الايطالي حفلًا خاصًا وبث مباشرة على شاشة التلفزيون الوطني ليبلغ الشعب الصيني بدعم وصداقة الشعب الإيطالي لجهود الصين لمكافحة الوباء. ومع التفشي الخطير للوباء في ايطاليا حاليا ، قدمت الحكومة الصينية والعديد من الحكومات المحلية المساعدة الطبية لإيطاليا ، وسيتم إرسال مجموعة ثالثة من الخبراء الطبيين قريبًا. وقال رومانو برودي ، رئيس وزراء إيطاليا السابق والرئيس السابق للمفوضية الأوروبية: “تبرعكم يرسل إشارة تضامن وصداقة ، ألا يمكن أن ننسى. أتطلع إلى فهم المزيد عن مصيرنا المشترك في هذا العالم.”
فتح العمل معًا لإنشاء “طريق الحرير الصحي” مساحة جديدة للمشاركة في بناء “الحزام والطريق”. وقد صرح الرئيس شي جين بينغ خلال زيارته الى منظمة الصحة العالمية في جنيف عام 2017، بأن الصين ترحب بمشاركة منظمة الصحة العالمية بنشاط وبشكل مشترك في بناء “الحزام والطريق” وبناء “طريق الحرير الصحي”. وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية آنذاك ، ماقرت تشين فنغ فوزين، عن مدى تقدير منظمة الصحة العالمية القيادة الصينية في الأمن الصحي العالمي والحوكمة الصحية وترغب في تعزيز التعاون مع الصين في إطار “الحزام والطريق”. وتعتبر إيطاليا الدولة الأولى في مجموعة السبعة التي وقعت مذكرة تفاهم مع الصين حول مبادرة “الحزام والطريق” ، وقد أقامت الصين وإيطاليا أساساً جيداً للتعاون في مبادرة “الحزام والطريق”. وإن توحد الصين وإيطاليا وتعاونهما في مكافحة كوفيد-19 صفحة جديدة مؤثرة كتبت حول بناء “طريق الحرير الصحي” معًا.
كما أن العمل معًا لإنشاء “طريق الحرير الصحي” يوفر أفكارًا جديدة لتحسين إدارة الصحة العامة العالمية. وتظهر ممارسة مكافحة كوفيد-19 مرة أخرى أنه من المستحيل تحقيق الدفاع عن النفس من خلال بناء جدار للفصل عن الآخرين. ولا يمكن كسب الفرصة في مكافحة الفيروس إلا بالاتحاد والتعاون بين الدول على المدى الطويل وتحسن مستوى إدارة الصحة العامة العالمية. وتعلق الصين أهمية كبيرة على التعاون الصحي الدولي منذ بداية الوباء، وبطريقة مفتوحة وشفافة ومسؤولة ، تُبلغ جميع الأطراف في الوقت المناسب عن حالة الوباء وتتعاون بشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية والبلدان ذات الصلة. وتدعم الصين الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لتعبئة المجتمع الدولي لتعزيز تنسيق السياسات وزيادة الاستثمار في الموارد، وخاصة لمساعدة البلدان النامية ذات أنظمة الصحة العامة الضعيفة على الاستعداد والاستجابة لها ، والتبرع بـ 20 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية لمساعدة البلدان النامية حتى تتمكن من تحسين قدرتها على الاستجابة للوباء وتعزيز نظام الصحة العام لديها. وفي الوقت نفسه ، أعلنت الصين أنها قدمت المساعدة إلى 82 دولة ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الأفريقي، وتم تسليم عدة دفعات من مواد المساعدة إلى المستفيدين، مما يدل على دور الشعب الصيني وشعوب البلدان الاخرى في تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الوباء وبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.
إن تأثير كوفيد-19 عميق على العالم، والبشرية ليست بحاجة الى مواجهة التحديات المؤقتة فحسب ، بل التركيز أيضًا على التنمية والتخطيط طويلة المدى لصحة الإنسان. “إن الصين مستعدة للعمل مع فرنسا لتعزيز التعاون الدولي في مجال الوقاية من الأوبئة ومكافحتها ، ودعم الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية للاضطلاع بدور مركزي في تحسين إدارة الصحة العامة العالمية، وبناء مجتمع للصحة البشرية.” ذكر الرئيس شي جين بينغ لاول مرة في رسالة بعثها للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، “بناء مجتمع يتمتع بصحة مشتركة للبشرية ” وهي مبادرة مهمة تتعلق بمستقبل البشرية.
ومن بناء “طريق الحرير الصحي” إلى بناء مجتمع يتمتع بصحة مشتركة للبشرية، ترغب الصين في التعاون مع شركاء عالميين لتعزيز تحسين إدارة الصحة العامة العالمية وتحسين الصحة. وفي هذا الوقت ، ينتشر الوباء، وتدق أجراس الإنذار، ويجب على الدول أن تتخذ الخيارات الصحيحة ، وأن تتحد وتتوحد ، والعمل المستمر ، والمناقشة المشتركة معا، لحماية الحياة.