شبكة طريق الحرير الاخبارية/ شينخوا/
بقلم رجب دوان
“هاتفي المحمول من علامة ((هواوي))، سيارتي من علامة ((بي واي دي أوتو))، وأعمل كسائق أجرة على منصة التنقل ((ديدي)) الصينية، لقد أصبحت المنتجات الصينية جزءا لا يتجزأ من حياتي”، هكذا عبر عبد الله، وهو سائق مصري عن رأيه في شعار “صنع في الصين”.
لسنوات طويلة، كاد شعار “صنع في الصين” أن يصبح مرادفا للمنتجات “رخيصة الثمن”، لكن مع بذل الصين جهودا حثيثة في تعزيز التحديث والارتقاء الصناعي تحول شعار “صنع في الصين” إلى “ابتكار في الصين”، كما دخل مزيد من المنتجات الصينية إلى أسواق الشرق الأوسط عبر مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين قبل 10 سنوات لتعود بالنفع على معيشة الأهالي المحليين.
— معالم مدن صينية التشييد
في 18 ديسمبر عام 2022، قاد النجم الأرجنتيني ميسي، نسور بامباس للفوز ببطولة كأس العالم 2022 بعد مباراة نهائية صعبة متقلبة جديرة بالتسجيل في تاريخ المونديال على أرض استاد لوسيل الذي شيدته شركة صينية، وهو الملعب الذي استضاف مباراتي الافتتاح والنهائي، وأبهر عيون المتفرجين في أنحاء العالم أيضا.
ويستوعب الاستاد 80 ألف متفرج ويحافظ على درجة حرارة مستقرة ومريحة خلال المباريات بفضل تقنيات خضراء حديثة، إذ اتبعت عملية البناء الشاملة بصرامة المفاهيم المنخفضة الاستهلاك للطاقة والقابلة للتفكيك وإعادة التدوير، ما يمثل حكمة البناء الصينية المتقدمة ويظهر تقنياته الابتكارية، بحسب كبير المهندسين من الجانب الصيني لمشروع استاد لوسيل لي باي.
وأضاف لي، أن المشروع حقق عائدات أكثر من 61 مليون دولار لسوق البناء المحلية ودرب أكثر من 20 ألف موظف محلي، علاوة على ذلك أصبح الاستاد معلما جديدا لقطر بعد اختتام المونديال، الأمر الذي جعله عرضا وترويجا حيويين لشعار “صنع في الصين”.
وفي مصر، كلما تشرق الشمس، يقف البرج الأيقوني بمنطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة شرقي القاهرة، مستقيما على ارتفاع 385.8 متر للترحيب بأول شعاع من أشعة الشمس الصباحية.
وتتولى الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC) بناء مشروع منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، والذي تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 505 آلاف متر مربع، ويضم 20 ناطحة سحاب تجارية وسكنية، بالإضافة إلى البنية التحتية الداعمة. من المتوقع أن يصبح البرج الأيقوني أطول مبنى في إفريقيا بعد إكمال تشييده، كما سجلت الشركة الصينية أرقاما قياسية متعددة في تاريخ العمارة الإفريقية خلال عملية البناء.
وبالإضافة إلى ذلك، صارت المشاريع التعاونية المهمة بين الصين والدول العربية بما فيها مسجد الجزائر الأعظم، ومبنى بنك الكويت المركزي الجديد، وسد مروي ومشروع تعلية سد الروصيرص ومجمع سدي أعالي عطبرة في السودان أدلة قوية على الصداقة بين الجانبين، وقد تم طبع كل هذه المشروعات على العملات المحلية العربية.
وبجانب تعزيز الصداقة العميقة بين الصين ودول الشرق الأوسط، تساعد المشروعات التي تنفذها الشركات الصينية في تحسين معيشة المجتمعات المحلية في دول المنطقة .
— تحسين المعيشة في الشرق الأوسط
ففي مدينة إسطنبول التركية ومع تشغيل خط مترو بدون سائق بسرعة 120 كلم / ساعة، قلص المشروع صيني الصنع وقت التنقل بين وسط المدينة ومطار إسطنبول الجديد إلى أقل من نصف ساعة مع قدرة نقل يومية تبلغ 800 ألف فرد، مما حسن تجربة النقل للسكان المحليين بحد كبير وساهم في تخفيف التلوث الهوائي وجذب السياح الأجانب.
وفي إسرائيل، تحتل شركتا ((بي واي دي)) و((جيلي)) الصينيتان المرتبة الأولى والثانية في قائمة العلامات التجارية الأكثر مبيعا للسيارات الكهربائية في النصف الأول من عام 2023، متقدمتين على العملاق الأمريكي ((تسلا)) و((هيونداي موتور)) من كوريا الجنوبية.
وتجاوزت حصص العلامات التجارية الصينية للسيارات الكهربائية في السوق الإسرائيلية في النصف الأول لعامي 2022 و2023، 50 في المائة و60 في المائة على التوالي.
وفي الجزائر، وصلت السفينة العملاقة المخصصة لنقل المسافرين “باجي مختار3” من الصين، وبلغ طول السفينة صينية الصنع 200 متر وعرضها 30 مترا، فيما بلغت قدرة استيعابها 1800 مسافر و600 مركبة، مع تجهيز قاعة شاي وفضاءات لصالح الأطفال وقاعة رياضة وفضاء للخدمة الطبية على متنها.
وفي السعودية تسير الحافلات المجهزة بنظام الحماية والأمن الذكي الصيني على الطريق، إذ يمكن للحافلات الذكية الحديثة التحذير من الاصطدام المحتمل والحصول على معلومات حول حالة الطرق والبيئة المحيطة في الوقت الفعلي ومراقبة النقاط العمياء للسيارة، الأمر الذي يقدم الضمان الأمني والتنقل الذكي المريح للسكان المحليين.
— تشارُك في التكنولوجيا الفائقة
من واحد إلى ثمانية حتى اثني عشر…تظهر مزيد ومزيد من الأقمار الاصطناعية من نظام بيدو الصيني للملاحة فوق سماء دول الشرق الأوسط التي تقدم خدمات الملاحة والاتصال والبيانات لدول المنطقة.
فمنذ افتتاح مركز التميز الصيني العربي لنظام بيدو / GNSS في تونس كأول مركز خارج البلاد لنظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية، يحرز تعاون بيدو بين الصين والشرق الأوسط نتائج مثمرة متزايدة.
وفي مجال استكشاف الفضاء، أطلقت الجزائر بنجاح القمر (ألكوم سات1) للاتصالات على متن الصاروخ الفضائي الصيني (لونغ مارش 3- ب)، ويخدم القمر الاصطناعي في مجالات الراديو والتلفزيون والاتصالات المتنقلة وما إلى ذلك. فخلال فترة جائحة كورونا أطلقت الجزائر نظام التعليم عن بعد بمساعدة (ألكوم سات1)، مما حل مشكلة الطلاب في حضور الدروس الافتراضية.
كما وقعت الصين على العديد من وثائق التعاون مع الجزائر والسودان ومصر والسعودية وغيرها في مجال الفضاء والأقمار الاصطناعية.
وفي مجال اتصالات 5G، أصبحت الشركات الصينية شريكا رئيسيا للعديد من دول الشرق الأوسط، وتحتل حصصا سوقية عالية في عدة دول مثل مصر والسعودية والإمارات وسلطنة عمان والبحرين وإلخ.
ففي السنوات الأخيرة، يبحر شعار “صنع في الصين” إلى الشرق الأوسط بشكل متزايد عبر مبادرة الحزام والطريق، ما يمثل نموذجا مصغرا للتنمية عالية الجودة في الصين ودليلا حيويا على تقدم التحديث الصناعي الصيني.
ومع التحول المتعمق لأنماط التنمية الجديدة، تولي العلامات التجارية الصينية اهتماما أكبر للبحث والتطوير والابتكار، وتستمر في تقوية قدرتها التنافسية وتعزيز القيم المضافة لمنتجاتها، لذا تصبح ميزة الجودة لشعار “صنع في الصين” أكثر بروزا، وتلقى المنتجات صينية الصنع ترحيبا حارا في الأسواق الخارجية.