Friday 15th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

صديقي والتجربة الصينية

منذ 5 سنوات في 28/ديسمبر/2019

جلال احمد الشيباني*


قناعات كثيرة وجديدة تتشكّل في حياة البشر، كلما سارت بهم السنين إلى منتهاها، يرسم الناس خلالها تجاربهم بأشكال وألوان مختلفة، ليمنحوها عناوين للبقاء والتجدد والإستمرار .
تبقى فكرة البحث عن حلول لمشاكل البشر في هذه الحياة، هي الدافع لتشغيل ملكاتهم في إتجاه خلق حالة انسجام وتصالح بين الإنسان وهذا الكون، الذي نعيش فيه، ومازلنا نجهل عنه الكثير والكثير .
تبقى المعرفة هي أحدى أهم الأدوات التي أستطاع هذا الإنسان أن يسيطر بها على كثير من الظواهر والمشكلات .
أن تعرف الأشياء بتفاصيلها فقد وصلت إلى فكرة السيطرة والتحكم والتفكير في الحلول .
قال صديقي :
ماذا تعرف عن التجربة الصينية؟
وكيف وصلت إلى هذا المستوى، الذي منحها عنواناً واضحاً من عناوين إنتصار الإنسان على مشاكل الكون والحياة، التي تعترضه لتجعل منهم (الفرد والدولة ) كيانا معبرا عن الحلم الكبير .
قلت له:
اعرف عنهم:
أنهم أكثر من مليار نسمة .
جميعهم يحترمون قِيم العمل والإنتاج .
تكاد تنعدم عندهم البطالة وكل يوم ينتصرون عليها.
يحكمهم الحزب الشيوعي الصيني بفكر قائم على المعرفة والانفتاح المدروس والبعيد عن الإستغلال وبجيش قوي ومنظم ومدرب .
كل مَن يعيش فيها متساويين في الحقوق والواجبات أمام القانون.
يهتمون بالتعليم والصحة لكل مواطنيهم وغير مواطنيهم .
تسيطر الدولة على المؤسسات بشكل كامل .
تمتلك الدولة كافة الأراضي وتمنح من يعيشون فيها الأرض وفق مصلحة الفرد والجماعة والدولة ووفق القانون .
هي دولة متعددة الطوائف والأعراق والديانات .
قاد فيها الزعيم ماوتسي تونج ثورة الفلاحين في (1949-1946.)
هم الآن يسيرون بثبات وبرؤية واضحة بإتجاه المستقبل .
عاشوا ظروفاً بالغة الصعوبة ووصلت قيمة حياة الإنسان قبل الثورة إلى الصفر .
نعم ياصديقي هذا بعض ما أعرفه عن التجربة الصينية!!!
وسألته مباشرة:
ولكن ماذا عن الديمقراطية والحرية؟
رد على بعد تفكير عميق :
يبدو فكرة الحاجة إلى الحرية والديمقراطية متغيرة من شعب الى أخر ووفق مصلحته التي يعرفها الصينيون تماما أكثر من غيرهم !!!
قضية العدالة الاجتماعية بالنسبة للتجربة الصينية هي قضية محورية،
كرامة أصغر عامل أو فلاح صيني محفوظة، علاجه وعلاج أسرته توفره الدولة، التعليم أيضا، العيش الكريم تحت عنوان الكل يعمل والكل ينتج .
لا يوجد مواطن صيني يموت بسبب عدم قدرته على العلاج.
التعليم حق لكل مواطن والدولة هي من ترسم خططه وأهدافه .
هذا ينسحب على كل مواطن يعمل في الصين.
الصين مفتوحة امام الجميع ومن لديه القدرة على العمل والأنتاج يعيش فيها معززاً مكرماً تحت سقف القانون بغض النظر عن ديانته وطائفته ولونه وبلده.
وهنا تكمن روح الحرية والعدالة وفكرة كرامة الأنسان .
ومع كل هذا :
تبقى فكرة الإستغلال مرفوضة ومنبوذة في فكر الدولة الصينية هذه أيضا فكرة تعزز قيم التجربة الصينية المدهشة والتي تركز على الإنسان وتفلسف رغباته وأحلامه بما يخدم مصلحة الكل ومصلحة الدولة التي تعبر عن المجتمع .
السؤال الأن:
كيف أستطاع الحزب الشيوعي الصيني مسنوداً بجيش قوي وسلطة قوية الإمساك بحلم الصينيين وخلق حالة إنسجام وتماهي بين حلم ورغبات المواطن الصيني وحلم وفكرة الدولة والسلطة والقوة والسيطرة والتطور؟
وتابع حديثه :
تبدو مصلحة الناس والتفكير فيها بصدق وإستقلالية هي أهم عنصر من عناصر النجاح والتقدم.
وأي نظام يحاول اللعب على فكرة العدالة الاجتماعية كحق إنساني وفكرة الاستغلال والقهر لمواطنيه تطحنه عوامل الفناء والاندثار والتراجع .
عندك مثلا هناً في الخليج لديهم المال والبنيان والرخاء والدخل المرتفع وكل وسائل الرفاهية ولكن مفهوم العدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان وحق البشر في التساوي أمام القانون منعدم تماما في جوهرة الحقيقي .
كما أنها مجتمعات ريعية تعتمد على الدولة وليست لديها قِيم عمل وإنتاج حقيقية ولا ينبغي وضعها في مقارنة مع أي من شعوب العالم المدني .
توقفت كثيرا عند حديثة.
وسألته :
هل يمكن نقل التجربة الصينية الى هنا أو إلى أي مكان آخر في العالم؟؟؟
رد على:
لا تصلح هذه التجربة الا في الصين فقط .
كما لا تصلح تجربة سنغافورة الا في سنغافورة فقط.
ومثلها تجربة ماليزيا .
خصوصية الموروث والتفكير والرؤيا والحلم يختلف بين الشعوب بإختلاف ظروفها وبيئتها وأمكاناتها.
وعلى أي مجتمع يريد النهوض والتقدم أن يبحث عن حلول نابعة من صميم بيئته وبما يضمن حرية وكرامة أبسط فرد فيه وبقوة فكرة العدالة الاجتماعية الحقيقية نصا وروحا .
اقنعني جداً جداً!!!
ومنحني حُلم جديداُ، وعمراً جديداً.

#جلال_احمد_الشيباني: كاتب #يمني وخريج تجارة إدارة أعمال، ومهتم بالثقافات والحضارات، كتب في #التجربة_الصينية.

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *