حضر حوالي 70 صحفيا من وسائل إعلام صينية وأجنبية من عشرات الدول والمناطق، انضم إليهم العديد من الباحثين الصينيين، صالونا صحفيا هنا يوم الإثنين لمناقشة انتهاكات الولايات المتحدة لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط.
واستضاف اتحاد عموم الصين للصحفيين، الصالون الصحفي، بعد تقرير صدر مؤخرا عن جمعية الصين لدراسات حقوق الإنسان، والذي يكشف عن سلسلة من الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والمناطق المحيطة بها والتي انتهكت القانون الدولي بشكل خطير.
وكان للتقرير، الذي يحمل عنوان “الولايات المتحدة ترتكب جرائم خطيرة لانتهاك حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وما وراءه”، أبلغ الأثر لدى المجتمع الدولي.
وقال وانغ لين تسونغ، الكاتب المشارك في التقرير ونائب المدير العام لمعهد دراسات غرب آسيا وإفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن الولايات المتحدة كانت أكثر المنتهكين لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط منذ نهاية الحرب الباردة من حيث تكرار الانتهاكات وطول أمدها وخطورتها.
وأشار وانغ إلى أن الولايات المتحدة تنتهك حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وأماكن أخرى بثلاث طرق على الأقل.
أولا، قامت الولايات المتحدة بشكل تعسفي بقمع دول ومنظمات غير ممتثلة لها في الشرق الأوسط، وروجت للقيم الأمريكية في المنطقة بالإكراه؛ إذ أنها لم تدمر النظام السياسي والاجتماعي والمعيشي لتلك الدول فحسب، بل عرقلت إعادة إعمارها من خلال التعدي على الموارد المحلية وفرض عقوبات عليها، ما أدى إلى انتهاك خطير لحق تلك الدول في السلام والتنمية.
ثانيا، منذ نهاية الحرب الباردة، شاركت واشنطن في جميع الصراعات والحروب الكبرى تقريبا في الشرق الأوسط والمناطق المحيطة بها، ما تسبب في إلحاق ضرر مباشر وخطير ودائم بحق السكان المحليين في الحياة والبقاء، حسبما قال وانغ.
ثالثا، خلقت الولايات المتحدة “صراع الحضارات” ونشرت “نظرية التهديد الإسلامي” وانتهكت حرية الثقافة والكرامة الإنسانية في الشرق الأوسط.
وأشارت داي روي جيون، الزميلة الأقدم في معهد القانون الدولي بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تعد جرائم دولية خطيرة.
وأضافت أن الولايات المتحدة ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وقامت باعتقالات تعسفية، واستخدام مفرط للتعذيب وتعذيب السجناء وفرض عقوبات عشوائية أحادية الجانب في منطقة الشرق الأوسط والمناطق المحيطة بها.
وقالت وو هاو تان، الأستاذة المساعدة في معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية التابع للأكاديمية الوطنية للحوكمة، إن الولايات المتحدة تحت ستار ما يسمى بـ “حقوق الإنسان” و”مكافحة الإرهاب”، شنت حروبا في الشرق الأوسط، ما تسبب في وقوع خسائر بشرية كبيرة وتشريد عدد كبير من السكان. ولطالما طبقت القانون الدولي بطريقة انتقائية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، ما يعكس سعيها إلى الكيل بمكيالين في سياسة حقوق الإنسان.
وأوضحت وو، بناء على بحثها الميداني بشأن الحرب الأهلية السورية وأزمة اللاجئين السوريين، أن الولايات المتحدة شنت حربا بالوكالة في سوريا، ما أسفر عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتشريد عشرات الملايين وفرار أكثر من 6 ملايين لاجئ إلى الدول المجاورة أو أوروبا.
كما شدد الخبراء على أنه بدلا من التفكير في مشكلات حقوق الإنسان الخاصة بها، استخدمت الولايات المتحدة حقوق الإنسان كأداة لتعزيز سياستها الخارجية والحفاظ على هيمنتها، وهي شهادة على معايير واشنطن المزدوجة في مجال حقوق الإنسان.