بكين 6 نوفمبر 2019 (شينخوا)
أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الأربعاء) محادثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بقاعة الشعب الكبرى في بكين.
وقال شي “أجرينا زيارات متبادلة إلى بلدينا بمناسبة الذكرى الـ55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية، وارتقينا بالعلاقات الصينية – الفرنسية إلى مستوى أعلى”.
وأشار شي إلى أن الخطابين اللذين ألقاهما هو وماكرون يوم الثلاثاء خلال مراسم افتتاح معرض الصين الدولي الثاني للواردات، بعثا رسالة قوية إلى العالم مفادها حماية التعددية والتجارة الحرة بثبات، فضلا عن بناء اقتصاد عالمي مفتوح.
وتابع شي قائلا “مناقشاتنا المتعمقة والمثمرة والصريحة بشأن كثير من الموضوعات محل الاهتمام المشترك عمقت الفهم والثقة المتبادلين”.
وأوضح شي أنه يجب على الصين وفرنسا، بصفتهما عضوين دائمين بمجلس الأمن الدولي وممثلين للحضارات الشرقية والغربية، تعزيز التواصل الاستراتيجي، وتحمل مزيد من المسؤوليات، ولعب دورهما كبلدين كبيرين، في مواجهة التغيرات غير المسبوقة منذ قرن.
وتعهد شي بالتعاون مع ماكرون في دفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية-الفرنسية قدما، نحو منظور العالم والمستقبل والشعب، والحفاظ على الشراكة بين البلدين في صدارة العلاقات القائمة فيما بين الدول الكبرى.
ولفت شي إلى أن العلاقات الصينية – الفرنسية أظهرت زخما قويا للتنمية، مشيرا إلى التنفيذ الفعال للتوافق الذي توصل إليه مع ماكرون منذ زيارة الدولة الناجحة التي قام بها إلى فرنسا في مارس.
كما لفت شي أيضا إلى بعض المشروعات الناجحة التي نفذت في إطار التعاون بين البلدين، مستشهدا في هذا السياق بالوحدتين رقم 1 ورقم 2 بمحطة تايشان للطاقة النووية اللتين تمثلان نموذجا ناجحا لبناء الجيل الثالث من محطات الطاقة النووية على مستوى العالم، موضحا أن البلدين نشرا قائمة بالحزمة الثانية من مشروعات التعاون الصناعي.
وأوضح شي كذلك أن الحكومة الصينية نجحت قبل وقت قليل في إصدار سندات سيادية مقومة باليورو تبلغ قيمتها 4 مليارات يورو في باريس، وأن البلدين أنجزا أيضا المفاوضات بشأن اتفاق حول المؤشرات الجغرافية بين الصين وأوروبا.
وأعرب شي عن تطلعه إلى تحقيق مزيد من نتائج التعاون الملموسة بين البلدين.
وشدد شي على أهمية الحفاظ على الثقة السياسية المتبادلة وتعزيزها، داعيا الجانبين إلى الوفاء بوعودهما إزاء احترام السيادة ووحدة الأراضي والمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لبعضهما بعضا.
ودعا شي البلدين إلى تيسير التبادلات بين الهيئات التشريعية والأحزاب السياسية والقوات المسلحة، ودعم تعزيز التبادلات بين الدوائر المركزية والمحلية، إلى جانب تقوية التعاون في مجال الأمن الإلكتروني ومكافحة الإرهاب.
كما حث الرئيس الصيني على تعزيز التعاون في المشروعات الكبرى، موضحا أن الصين مستعدة لتعميق التعاون مع فرنسا في السلسلة الصناعية الكاملة للطاقة النووية، وتشجيع الشركات الصينية على استكشاف تعاون جديد مع فرنسا، لا ينحصر في حدود البلدين وإنما يمتد إلى أسواق طرف ثالث. ودعا كذلك إلى تعزيز العمل المشترك في مجال الأبحاث والتطوير فيما يخص القواعد النووية والتكنولوجيات الفائقة.
وعبر شي أيضا عن تطلعه إلى إنجاز التعاون الجديد في مجال الطيران والفضاء الجوي، وغيرهما من المجالات، على نحو جيد.
وأردف قائلا “يجب علينا توسيع نطاق الانفتاح بين سوقي البلدين. الصين مستعدة لتوسيع نطاق التجارة والاستثمار مع فرنسا، وتحسين تحرير التجارة والاستثمار، والاشتراك مع فرنسا في التمسك بقواعد السوق ومبدأ المنافسة العادلة”.
كما تمنى شي أن تنفذ فرنسا تعهداتها بشأن عدم تبني سياسات تمييزية تجاه الصين.
وتابع يقول “تعتزم الصين استيراد مزيد من منتجات الأغذية والزراعة ذات الأمان والجودة العالية من فرنسا، وتنفيذ تعاون زراعي شامل وفقا لاحتياجات السوق”، لافتا إلى وجوب بذل مزيد من الجهود لتعزيز التبادلات والتعاون في مجال حقوق الملكية الفكرية، ودعم إنجاز اتفاقية استثمارية طموحة ومتوازنة بين الصين والاتحاد الأوروبي خلال وقت قريب.
وحول المواءمة بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجية الارتباط بين أوروبا وآسيا للاتحاد الأوروبي، حث شي على تسريع وتيرة تنفيذ المشروعات النموذجية التي جرى الاتفاق عليها، ودعم مزيد من الشركات نحو المشاركة في سوق طرف ثالث، فضلا عن التنمية الخضراء للحزام والطريق.
وأوضح شي أنه يجب على الصين وفرنسا تكثيف التعاون بشأن الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة، وبذل جهود لتعميق التعاون العلمي والتكنولوجي، وتعزيز التعاون في مجالات تشمل حماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتوسيع نطاق التعاون البراغماتي في مجالات مركبات الطاقة الجديدة والسيارات المتصلة بالإنترنت والذكاء الاصطناعي.
وواصل شي قائلا “نرحب بمشاركة مزيد من الشركات الفرنسية في بناء مدينة ووهان الإيكولوجية النموذجية”.
وحول تعزيز التبادلات والتعلم المشترك بين الحضارات، أعرب شي عن تطلعه إلى نجاح عام السياحة والثقافة الصيني – الفرنسي 2021، لافتا إلى أنه يجب على الجانبين دعم التعاون في مجال المتاحف وحماية التراث الثقافي.
وأكد شي استعداد الصين لتعزيز التعاون مع فرنسا في إطار الآليات التعددية مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين.
وأضاف شي أنه يجب على الجانبين التعاون في حماية النظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة، والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، إلى جانب حماية النظام التجاري التعددي الذي تمثل منظمة التجارة العالمية ركيزته الأساسية.
ونوه شي كذلك إلى أنه يجب على الجانبين دفع إصلاح منظمة التجارة العالمية نحو الاتجاه الصحيح من خلال المشاورات، مع الأخذ في الاعتبار بشكل خاص حقوق ومصالح الدول النامية.
وتابع الرئيس الصيني قائلا “نعتزم التمسك بمبدأ المسؤوليات المشتركة بل المتباينة، وتشجيع مزيد من الشركات على التعاون في مكافحة تغير المناخ مع التنفيذ الكامل لاتفاق باريس”.
من جانبه، أكد ماكرون سعادته بزيارة الصين مرة أخرى تزامنا مع الذكرى الـ55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية.
وقال ماكرون “تبادلاتي المتكررة مع شي عمقت الصداقة والثقة السياسية المتبادلة بين فرنسا والصين، وعززت التعاون البراغماتي”، معبرا عن اتفاقه مع شي في آرائه حول التعاون الثنائي.
وأضاف ماكرون أن هناك توافقا في المواقف بين باريس وبكين بشأن كثير من القضايا الدولية الرئيسية، موضحا أن البلدين، بصفتهما قوتين كبيرتين، يتحملان مسؤوليات كبيرة خاصة في ظل الوضع الدولي الراهن.
ووصف ماكرون تقوية الحوار والتعاون بين فرنسا والصين بأنها “تلعب دورا نموذجيا مهما”، مؤكدا أن فرنسا تعتزم التعامل مع الخلافات بين الجانبين بشكل صحيح على أساس الاحترام المتبادل.
ولفت ماكرون إلى أن الشركات الفرنسية تتطلع بشغف إلى انتهاز فرصة توسع الانفتاح الصيني لدخول السوق الصينية بشكل أكبر، وتوسيع نطاق صادرات المنتجات الزراعية إلى الصين، وتعزيز التعاون في مجالات مثل الطيران والفضاء الجوي والطاقة النووية المدنية والابتكار العلمي والتكنولوجي والقطاع المالي.
وأضاف ماكرون أن إصدار الصين سندات سيادية مقومة باليورو في باريس يمثل أهمية كبرى لفرنسا، متعهدا بمواصلة فتح السوق الفرنسية أمام الشركات الصينية.
وأكد ماكرون استعداد فرنسا لتعزيز المواءمة بين مبادرة الحزام والطريق وإستراتيجية الارتباطية بين أوروبا وآسيا للاتحاد الأوروبي، والاشتراك في تعزيز التنمية الخضراء للحزام والطريق.
ودعا ماكرون الجانبين إلى توسيع نطاق التبادلات الشعبية، ودعم التعلم المتبادل بين حضارتي البلدين، والتعاون في حماية التعددية، وتعزيز التواصل والتنسيق الإستراتيجيين بشأن قضيتي مكافحة الإرهاب والقضية النووية الإيرانية، ودعم التقدم في إصلاحات منظمة التجارة العالمية.
وفي معرض حديثه عن دعوة بكين إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي ومكافحة تغير المناخ، والتي أطلقتها بكين عقب محادثات بين رئيسي البلدين، قال ماكرون إن بوسع فرنسا والصين لعب دور ريادي في القضيتين المهمتين.
ويرى ماكرون أنه من المهم للغاية بالنسبة للاتحاد الأوروبي أن يكثف التعاون مع الصين في عالم اليوم المحاط بالشكوك، مؤكدا عزم فرنسا دعم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين، وتسريع وتيرة مفاوضات اتفاقية الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين.
وعقب المحادثات، شهد رئيسا البلدين توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات تشمل الفضاء الجوي والطيران والطاقة النووية وإدارة الطوارئ والتراث الثقافي والزراعة والصناعة والحفاظ على الطبيعة والقطاع المالي والتعاون مع أطراف ثالثة.
وعقد الزعيمان مؤتمرا صحفيا مشتركا، وشهدا معا توقيع بيان مشترك بشأن إنجاز مفاوضات المؤشرات الجغرافية بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وصدرت أيضا بعد المحادثات خطة عمل بشأن العلاقات بين الصين وفرنسا.
وحضر شي وماكرون مراسم اختتام قمة اقتصادية بين الصين وفرنسا.
وأكد شي في كلمته أن الصين تتمسك بالانفتاح واستراتيجية الانفتاح ذات المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للطرفين، مضيفا أن الصين تعتزم مواصلة دعم ربط التنمية الداخلية والخارجية، بما يعود بالفائدة على مزيد من البلدان والشعوب، جنبا إلى جنب مع تحقيق التنمية الصينية الخاصة.
ولفت شي أيضا إلى استعداد الصين للعمل مع فرنسا وأوروبا في التمسك بشدة بالنظام التجاري التعددي، ومعارضة الحمائية والأحادية، وبناء بيئة سياسة تجارية واستثمارية حرة ومنفتحة، فضلا عن ضخ زخم جديد يساهم في تيسير النمو الاقتصادي العالمي.
وحث شي الصين وفرنسا على التواؤم الإيجابي مع القواعد والمعايير التي تحظى بتوافق دولي، والعمل من أجل تحقيق أهداف مستدامة رفيعة المستوى تعود بالمنفعة على المعيشية الشعبية، داعيا بكين وباريس إلى التعاون في البناء رفيع المستوى للحزام والطريق.
وأوضح شي أنه يجب على الصين وفرنسا تحمل مسؤولية معالجة أوجه القصور في الحوكمة العالمية، وحماية التعددية، والتعاون في مواجهة التحديات العالمية، وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
ومن جانبه، حث ماكرون فرنسا وأوروبا على فتح أسواقهما أمام الصين، والترحيب باستثمارات الشركات الصينية، وتوفير بيئة أعمال تتسم بالمنافسة العادلة لتلك الشركات.
نأمل بتركيز النشر عن العلاقات الحزائرية والعربية الصينية كأولوية للأمة العربية ولمبادرة الحزام والطريق الصينية التي سوف تنهض الاقتصادات العربية وتساهم بزخم في تشغيل اليد العاملة العربية المؤهلة وغير المؤهلة على حد سواء.. وهذه الأخبار المتخصصة عن وسائل الاعلام الصينية هي التي تتبوأ المركز الأول والصدارة في الاهتمامات العربية الصينية وعالمنا العربي الواسع..