دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الجمعة، إلى تسريع الجهود المبذولة لبناء الصين لتصبح قائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا وتحقيق الاعتماد على الذات والقوة الذاتية في هذا المجال بمستويات أعلى.
أدلى شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، بهذه التصريحات خلال كلمته التي ألقاها في اجتماع يضم الجمعية العامة لأعضاء الأكاديمية الصينية للعلوم والجمعية العامة لأعضاء الأكاديمية الصينية للهندسة والمجلس الوطني للرابطة الصينية للعلوم والتكنولوجيا.
وقال شي إنه يجب اعتبار الاعتماد على الذات وتعزيز قوة البلاد الذاتية في العلوم والتكنولوجيا على أنه دعم استراتيجي للتنمية الوطنية، بشكل دائم.
وأضاف أن التطور العلمي والتكنولوجي يجب أن يستهدف آفاق وحدود العلوم والتكنولوجيا العالمية، ويخدم ساحات المعارك الاقتصادية الرئيسية، ويسعى لتلبية الحاجات الهامة للبلاد، ويعود بالنفع على معيشة وصحة الشعب.
وتابع شي قائلا، إنه يتعين على العلماء والمهندسين اتباع الاتجاهات الحالية عن كثب، وأخذ زمام المبادرة، ومواجهة المشاكل بشكل مباشر، وتخطي الصعوبات.
وأضاف أن هذا الاجتماع مناسبة مهمة لمناقشة خطط البلاد لدعم الابتكار العلمي والتكنولوجي والتطور العلمي والتكنولوجي، حيث تشرع الصين في رحلة جديدة للبناء الكامل لدولة اشتراكية حديثة.
وقدم شي التهاني للاجتماع، نيابة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، كما قدم التحيات للمتخصصين العاملين في مناصب مختلفة في المجال.
وأشار إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يولي أهمية كبيرة دائما للعلوم والتكنولوجيا، قائلا إن الابتكار العلمي والتكنولوجي وضع في جوهر تنمية الصين الشاملة منذ المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني في 2017.
وأشاد شي بالتقدم الذي تحقق في الابتكار العلمي والتكنولوجي، والبحث الأساسي، والابتكار الأصلي، والعلوم والتكنولوجيا الاستراتيجية، والصناعات المتقدمة، وكذلك الدور المهم للعلوم والتكنولوجيا في احتواء تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وقد تم إحراز تقدم كبير في البحث الأساسي والابتكار الأصلي، ما يشمل المعلومات الكمية والخلايا الجذعية وعلوم الدماغ. وقد أحضر مسبار “تشانغ آه-5” العينات الأولى التي جمعتها البلاد من القمر. وبدأت أول مركبة فضائية أرسلتها الصين إلى المريخ في استكشاف هذا الكوكب الأحمر.
وشهدت الصناعات المتقدمة في الصين، لا سيما صناعات طائرات الركاب الكبيرة وقطارات الاسترفاع المغناطيسي، تطورًا سريعًا. وتزدهر حاليا الصناعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وشبكات الجيل الخامس والمركبات الكهربائية.
وقدمت العلوم والتكنولوجيا دعمًا قويًا لاستجابة البلاد لمرض (كوفيد-19). ونجحت الصين في عزل أول سلالة من فيروس كورونا الجديد في العالم، كما طورت العديد من الأدوية واللقاحات المضادة للمرض.
ودعا شي المتخصصين في مجال العلوم والتكنولوجيا في الصين إلى تحمل مسؤوليات العصر والسعي لتحقيق الاعتماد على الذات والقوة الذاتية في هذا المجال بمستويات أعلى.
تحديد المهام الرئيسية
دعا شي إلى بذل جهود حازمة لتحقيق اختراقات في التقنيات الأساسية في المجالات الرئيسية.
وقال إن الاختراقات في مجال العلوم والتكنولوجيا يجب أن تعالج القضايا الأكثر إلحاحًا مع التركيز على تلبية احتياجات البلاد، سواء العاجلة أو طويلة الأجل.
كما دعا شي إلى تعزيز الفعالية الشاملة لنظام الابتكار الوطني، وحث المختبرات ومؤسسات البحث العلمي والجامعات رفيعة المستوى الموجهة نحو البحث وشركات العلوم والتكنولوجيا الرائدة في البلاد، على تحمل مسؤولياتها في دعم هذا التوجه.
وشدد شي على الحاجة إلى دفع إصلاح نظام العلوم والتكنولوجيا لتشكيل نظام أساسي لدعم الابتكار في جميع الجوانب.
وقال إنه يجب تحسين النظام الجديد الذي يركز الجهود والموارد الوطنية على مشروعات العلوم والتكنولوجيا الوطنية الرئيسية في سياق اقتصاد السوق الاشتراكية، بينما يتعين منح المزيد من الاستقلالية لمؤسسات البحث، مضيفًا أنه يجب زيادة تمكين العلماء من تقرير مساراتهم التقنية وكيفية استخدام أموال البحث.
ودعا شي إلى مزيد من المشاركة في حوكمة العلوم والتكنولوجيا العالمية، مع التركيز على قضايا مثل تغير المناخ وصحة الإنسان، بالإضافة إلى مزيد من البحث والتطوير المشترك مع الباحثين العلميين من البلدان الأخرى.
وقال إنه يجب أن يقدم مجال العلوم والتكنولوجيا في الصين إسهامات أكبر لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وأوضح أنه من أجل بناء مركز عالمي للمواهب، يجب على الدولة أن تسعى جاهدة لتنمية أفضل المواهب العلمية والتكنولوجية ذات التأثير العالمي، وتنشئة المزيد من المهنيين التقنيين المهرة رفيعي المستوى.
وموضحا أهمية دور الأكاديميتين، دعاهما شي إلى حل المشكلات العلمية الأصلية الرئيسية والتغلب على التحديات في التقنيات الأساسية في المجالات الرئيسية، وهي التحديات التي تعيق تنمية الصين.
كما سلط شي الضوء على واجب المجلس الوطني للرابطة الصينية للعلوم والتكنولوجيا، المتمثل في حشد العاملين في مجال العلوم والتكنولوجيا حول الحزب بشكل وثيق، وحث الرابطة على المضي قدما بروح العلماء، وتعزيز الانفتاح والثقة والتعاون مع مجتمع العلوم والتكنولوجيا الدولي.
وأشار شي إلى أن “أعضاء الأكاديميتين هم كنز البلاد، ومصدر فخر الشعب، ومجد الأمة”، داعيًا إياهم إلى الاستجابة لنداء الحزب، والسعي نحو التميز، والتمسك بالأخلاق الأكاديمية وأخلاقيات البحث.
وقد حضر اجتماع يوم الجمعة قرابة 3000 متخصص ومسؤول في مجال العلوم والتكنولوجيا، وترأسه رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
كما حضر الاجتماع لي تشان شو ووانغ يانغ ووانغ هو نينغ وتشاو له جي وهان تشنغ – وجميعهم أعضاء في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وقال لي كه تشيانغ إن خطاب شي أوضح المهام الرئيسية في تسريع بناء القوة العلمية والتكنولوجية في الصين، ويجب أن تُنفذ روح الخطاب بدقة.
وقد شجع خطاب شي العلماء الصينيين. وقال ليو تشونغ مين، الأكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة، إنه يتوقع ازدهارًا في الابتكار مع تطبيق المزيد من سياسات الدعم.
وقال وانغ قوه دونغ، وهو أستاذ في جامعة نورث إيسترن وأكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة، إنه “من خلال الاعتماد على الذات وتعزيز القوة الذاتية واتباع قيادة الحزب، ستحقق بلادنا إنجازات تنموية هائلة”.
وقال وانغ: “باعتبارها دولة كبرى، ستساهم الصين في رفاهية البشرية بعلومها وتقنياتها”.
*المصدر: مجموعة الصين للإعلام/ سي جي تي إن العربية.