شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية
سناء كليش*
عُرفَت منطقة شينجيانغ الحدودية الغربية للصين منذ القِدم بجمال طبيعتها، وبتلاقي الثقافات والأديان المتنوعة، حيث تسكنها 56 عرقية، إلا انها كانت أيضاً “نقطة بداية” التطرف العنيف المؤسف في الصين، لكن هذه المنطقة أصبحت الجبهة الأمامية لمكافحة العنف والإرهاب الذي تم تصديره إليها من خارج الصين.
ويَعدُ السجل التاريخي لمنطقة شينجيانغ الصينية، منذ سنة 1990، آلاف أعمال العنف والعمليات الإرهابية التي تواصلت إلى مُوْفى سنة 2016، وراح ضحيتها عدد هائل من المدنيين الأبرياء ومئات رجال الشرطة.
في المؤتمر الصحفي الأخير بدار سفارة جمهورية الصين الشعبية في تونس العاصمة، نوّه السفير الصيني، (وانغ ون بين)، إلى أن بعض الأطراف تعمد إلى تشويه سياسة الحكومة الصينية في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، وتضليل الرأي العام عبر نشر معلومات ومعطيات خاطئة حول واقع الحريات وحقوق الإنسان لقومية الويغور في شينجيانغ، مُعتبراً، ان تلك المعطيات والمعلومات التي صدرت مؤخراً في عدد من منصات التواصل الاجتماعي، مُجَانِبة للواقع، وتهدف إلى تشويه جهود الحكومة المركزية الصينية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
وفي الواقع، فإنه خلال مزيدٍ من التنمية الاقتصادية للحاق ببقية مناطق الصين لقطف ثمار مبادرة الإصلاح والانفتاح ونتائج الأعمال الكبرى لمبادرة الحزام والطريق الصينية – الدولية، لم تشهد السنوات الثلاث الأخيرة(2017/2018/2019)، في منطقة شينجيانغ، أي أعمال عنف أو إرهاب، ولهذا تمكّنت المنطقة من استقبال أكثر من 200 مليون سائح محلي وأجنبي في سنة 2019، وذلك بفضل عدة إجراءات وقائية لمكافحة التطرف، اتّخذتها الحكومة المركزية الصينية والحكومة المحلية، فأكدت شينجيانغ بذلك، أن شعبها متعدد القوميات يريد السلام الاجتماعي والأمن والآمان، ويتطلع إلى قطف نتاج التطور للحاق بقطار التنمية الصيني السريع، الذي نقل شرقي الصين ووسطها إلى درجات عالية للنمو الذي لم يسبق له صورة في الانجاز البشري، إضافة لرغبة شعب شينجيانغ بالاستفادة من طريق الحرير الصيني الجديد – مبادر الحزام والطريق التي تمخر عِباب أرض هذه المنطقة، ومنها الى دول العالم، ليتمكن مجموع الويغوريين والقوميات التي تحيا معهم، من تشغيل المنطقة لصالحهم، وليس لمصالح ضيقة للإرهاب وقادته المختبئين خارج الصين.
ومن أبرز السياسات الرامية إلى التصدّي إلى ظاهرة التطرف العنيف، إجراءات تستهدف القضاء على الفَقر والبطالة، باعتبارهما من أهم العوامل المُغذّية للتطرف، حيث تم إحداث مراكز للتدريب المهني بشينجيانغ، موجّهة للشباب، لتمكنهم من اكتساب مهارات مهنية تؤهلهم للحصول على شغل، إضافة إلى تقديم تكوين في مجال الضوابط القانونية على المستوى المحلي والمركزي، بما يُتيح تحقيق الاستقرار والتعايش السلمي بين مختلف الأقليات.
ويرى رئيس المعهد الإسلامي لشينجيانغ، عبد الرجب تومنياز، ان وراء العمليات الإرهابية في المنطقة مؤامرات مُدبّرة، لا علاقة لها بدين الإسلام أو بأقلية الإيغور، مؤكداً ان رجال الدين من ذوي السّمعة والعِلم الذين يقومون بتوعية الشباب، مُستهدفون أيضاً من الأطراف الإرهابية، بغية القضاء عليهم، حتى لا يبقى مَن يقاومهم ويتمكنون بالتالي من تحقيق أهدافهم المتطرفة.
ويبلغ عدد المسلمين نيّف و19 مليون(3) نسمة في شينجيانغ التي تعد أكثر من 24 ألف مسجد، بمعدّل مسجد واحد لكل530 مسلم، كما ارتفع عدد الأئمة إلى29 ألف إمام حالياً، توفّر لهم الحكومة منح مالية شهرية تتراوح بين1000 يوان و5000 يوان.
تداولت وسائل إعلام عربية ودولية ومواقع للتواصل الاجتماعي، مؤخراً عدة “تقارير وصور وفيديوهات” تزعم تعرّض حقوق الإنسان لأقلية الإيغور المسلمة في منطقة شينجيانغ الصينية إلى “اضطهاد”، في وقت تؤكد فيه الحكومة الصينية انطلاقاً من واقع هذه المنطقة الويغورية الصينية المشرعة أبوابها على العالم كله، واقع حرصها على تمتع الشعب الصيني بجميع مكوناته القومية والدينية بحرية الرأي والمعتقد، وسعيها المتواصل إلى بذل الجهود لمكافحة الفَقر وتنمية منطقة شينجيانغ اقتصادياً واجتماعياً، من خلال جُملة من السياسات التفضيلية والخاصة المرفوعة إلى مستوى القوانين والدستور الوطني والمحمية رسمياً.
وهنا بالذات تُطرح عديد الاستفهامات حول حقيقة أسباب وتوقيت هذه الحملة الإعلامية، الرامية إلى تشويه سياسات الحكومة المركزية الصينية وحكومة شينجيانغ، والإجراءات الاحترازية المُتّخذة لاقتلاع ج لتطرف وتجفيف منابع الإرهاب.
#سناء_كليش: كاتبة وصحفية #تونسية ناشطة ومعروفة ومن المجموعة الأولى المؤسِّسة للعضوية الأُممية في الاتحاد الدولي للصُحفيين والكتّاب العرب أصدقاء #الصين والمستشارة الأولى لرئيس الاتحاد الدولي
ـ مصادر:
1ـ تصريحات سفير الصين لدى تونس عن شينجيانغ في المؤتمر الصحفي الأخير– وضمنها من القسم العربي لإذاعة الصين الدولية؛ وشبكة الحرير الصيني الإخبارية بالجزائر.
3- معلومات عامة عن شينجيانغ: http://arabic.people.com.cn/100639/100640/index.html