شبكة طريق الحرير الاخبارية/
راية مصر نيوز/ كتب أيمن الأمين:
كونها أحد أبرز المعالم السياحية ورمز الموسيقى الأذرية، تسابق دولة أذربيجان الزمن من أجل إعادة بريق منطقة شوشة العظيمة بعد تحريرها من قبضة العدو الأرميني.
وتحمل شوشة أهمية كبرى لأذربيجان، نظرا لتاريخها الثقافي الذي يعد القلب النابض للشعب الأذري.
وخلال جولتنا بمدينة شوشة، رصدت عدسة كاميرا راية مصر نيوز، أبشع الجرائم التي ارتكبها الأرمن في تلك المنطقة من هدم للمنازل وحرق للمساجد، وغيرها من الجرائم.
كما رصدت عدسات الكاميرات أيضا بقايا الدمار الذي خلفه الأرمن إبان احتلال تلك المنطقة، تحديدا بعد هزيمة الجيش الأرميني في منطقة قره باغ.
على الجانب الآخر تحدثنا مع المسؤولين بتلك المنطقة والذين كشفوا بدورهم عن أبرز الجرائم الأرمينية في شوشة، وأكدوا أن الاحتلال الأرميني بعد هزيمته في حرب قره باغ، لم يترك شي إلا وقام بحرقه.
أثناء جولتنا في أعالي الجبال رصدت العدسات أيضا الجبال الحدودية والتي رغم صعوبتها والطبيعة الجغرافية الوعرة إلا أنها كانت أبرز النقاط التي ساعدت الجيش الأذري على إنهاء الحرب، تحديدا عند تسلق الجيش لتلك الجبال للوصول إلى شوشة.
غير أن تلك الجبال كانت الخدعة الأذرية للأرمن، عبر هجومهم على الخطوط الخلفية للعدو الأرميني، ومن ثم تقهقرت قوات يريفان أمام الهجوم الأذري.
في سياق آخر، وفي إطار الخطة التي وضعها قادة باكو بقيادة الرئيس إلهام علييف، ودعوته لتطوير شوشة ورفعه شعار عام شوشة، وثقت كاميرا راية مصر ما يتم إنجازه في تلك المنطقة، حيث تسابق باكو الزمن لإنجاح حلم الأذريين في جعل شوشة جنة الأرض كما يحلمون.
الواقع الفعلي على الأرض المحررة بدا واضحا خلال ما رأيناه من إنجازات معمارية يتم إنشاؤها في تلك المنطقة، واصرار باكو على إكمال ما وعدت به الأذريين والعالم، وتقديم أبرز الأمثلة عن بشاعة الاحتلال الأرميني بأن الأيدي التي دمرت وأحرقت لا تعرف الإنسانية.
وشوشة ليست مجرد مدينة أذربيجانية، فهي رمز للحضارة لما تحتويه من معالم تاريخية، و”مهد الموسيقى الأذربيجانية”، ومسقط رأس العديد من العلماء والشخصيات الثقافية البارزة.
وهي أيضا أحد أبرز الرموز التاريخية لأذربيجان وثقافتها، وتتمتع بأهمية استراتيجية؛ بفضل موقعها الجغرافي المهيمن على المنطقة ووجودها على الطريق المؤدية إلى خانكندي، أكبر مدينة في “قره باغ.
وتحتل المدينة أهمية خاصة لكل سكان أذربيجان، حيث تزخر بمعالم تاريخية عديدة، وهي مسقط رأس الكثير من المفكرين والكتاب المميزين.
كما توصف شوشة بأنها “مهد الموسيقى الأذربيجانية”، إذ أنجبت عددا كبيرا من أشهر المؤلفين والموسيقيين الأذربيجانيين، من هؤلاء: جبار قارياغدي أوغلو، وقربان بيريموف، وبلبل، وسيد شوشينسكي، وخان شوشينكي، وعزير حاجبيوف، ورشيد بهبودوف، ونيازي، وفكرت أميروف.
وهي أيضا مسقط رأس العديد من المفكرين والكتاب والشعراء، أبرزهم: خورشیدبانو ناتوان، وقاسم بك ذاكر، وسليمان ثاني آخوندوف، وعبد الرحيم حق ويردييف، ونجف بك وزيروف.
وأعلن الرئيس إلهام علييف، في وقت سابق، شوشة “عاصمة ثقافية” لأذربيجان، ووصف المدينة بأنها “نصب تذكاري عظيم أنشأه الشعب الأذربيجاني. شوشة مدينة وقلعة ومنارة مقدسة، ليس فقط لشعبها، بل لجميع أبناء الشعب الأذربيجاني”.
وكانت شوشة أحد الأهداف الرئيسية لأرمينيا، عند مهاجمتها الأراضي الأذربيجانية، أثناء تفكك الاتحاد السوفيتي بداية تسعينيات القرن الماضي.
وفي 1991، احتل الأرمن مدينة خانكندي، ثم احتلت القوات المسلحة الأرمينية مدينة خوجالي المجاورة، في 26 فبراير من العام 1992.
وارتكبت هذه القوات في خوجالي مجزرة مروعة راح ضحيتها 613 مدنيا، بينهم أطفال، ونساء، قبل أن يتم احتلال شوشة أيضا في 8 مايو من العام 1992.
ودفاعا عن شوشة، فقد مئات الأذربيجانيين أرواحهم، وتسبب الاحتلال بخسارة كبيرة للاقتصاد الأذربيجاني، واضطر الآلاف للنزوح عن ديارهم.
ودمرت قوات الاحتلال الأرمينية أكثر من 300 معلم ديني وتاريخي إسلامي، وقامت بتوطين أرمن في شوشة، التي كان يعيش فيها أكثر من 20 ألف أذربيجاني قبل الاحتلال.
وقبل نحو عامين استطاع الجيش الأذري توجيه صفعة قوية وتقديم ملحمة عسكرية بطولية، بهزيمته للعدو الأرميني في حرب قرباغ الأخيرة، ويسترجع من خلال تلك الانتصارات مدينة شوشة وكل مدن قره باغ المحتلة.