CGTN العربية/

قبل 40 سنة، تم إنشاء منطقة شنتشن الاقتصادية الخاصة. من مدينة حدودية بجنوبي الصين إلى “مدينة المعجزة” التي تجذب أنظار العالم، أظهرت شنتشن بتغيراتها الهائلة القوة المهيبة لسياسة الإصلاح والانفتاح في الصين. وفي العام الماضي، أعلنت الصين دعمها لشنتشن لبناء منطقة نموذجية تجريبية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية. تولت هذه المدينة مرة أخرى مهمة استكشاف مسار الإصلاح والانفتاح في الصين في العصر الجديد.

وفي السنوات الأخيرة، استقطبت مدينة شنتشن زخما جديدا من تنمية الاقتصاد الرقمي لتعزيز التنمية الاقتصادية عالية الجودة. قامت شنتشن ببناء أكثر من 46 ألف محطة قاعدية للجيل الخامس، وأصبحت بذلك أول مدينة في الصين تحقق تغطية كاملة لشبكات الجيل الخامس المستقلة. وبحلول نهاية عام 2022، ستستفيد شنتشن أيضا من مزايا هواوي وشركات رائدة أخرى لإنشاء مجموعتين صناعيتين للجيل الخامس بقيمة إنتاج تزيد عن 100 مليار يوان (14.4 مليار دولار أمريكي). وتعمل شنتشن أيضا على تسريع بناء البنية التحتية الجديدة مثل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والطب الحيوي والتصنيع الذكي. وفي يوليو الماضي، حددت شنتشن الدفعة الأولى من 95 مشروع “بنية تحتية جديدة” سيتم تنفيذها في السنوات الخمس المقبلة، باستثمارات قدرها 411.9 مليار يوان (59.5 مليار دولار أمريكي)، والتي ستصبح قوة مهمة لتعزيز التنمية عالية الجودة للمدينة.

هذا العام، قامت مدينة شنتشن بتسريع إصلاح بيئة الأعمال ذات المستوى العالمي واقترحت 210 إجراءات محددة. ضخت بيئة الأعمال الجيدة حيوية جديدة لهذه المدينة. في الوقت الحاضر، تمتلك المدينة 3.43 مليون كيان تجاري، وفي الأشهر السبعة الأولى من العام، بلغ عدد المؤسسات المسجلة حديثا 178 ألفا، بزيادة قدرها 14.1% على أساس سنوي، وأظهرت تنمية المؤسسات مرونة وحيوية قوية. وتواصل شنتشن تسريع ابتكار وتطوير الصناعات الثقافية، ومواصلة زيادة الاستثمار في مجالات ضمان معيشة الشعب، وبناء نظام خدمات عامة متوازن.

البيئة الطبيعية الجيدة تعزز التنمية عالية الجودة. إن مدينة شنتشن من أفضل المدن العشر التي تتمتع بجودة الهواء الأفضل في الصين. وتم بناء 1090 حديقة من مختلف الأنواع، لتمكين المواطنين من دخول حديقة على مسافة 500 متر من منازلهم. ووصل معدل غطاء الغابات بالمدينة إلى 41.2%، لتلقب بـ”مدينة الغابات الوطنية”. إضافة إلى ذلك، ركزت شنتشن على التحكم في تلوث المياه وأطلقت سلسلة من الإجراءات المبتكرة، ما أدى إلى تحسن كبير في جودة البيئة المائية للأنهار الرئيسية.

وفي مكافحة وباء “كوفيد-19″، أكملت مدينة شنتشن بناء منطقة مستشفى للطوارئ بسعة 1000 سرير في غضون 20 يوما، وأسست فريقا خاصا بمكافحة الوباء في المجمعات السكنية. وعززت ضمان الإمدادات الوقائية، لزيادة الطاقة الإنتاجية اليومية للكمامات الواقية بسرعة من أقل من 20 ألفا إلى 40 مليونا. ولعبت روبوتات الذكاء الاصطناعي ونظام ذكي للوقاية من الوباء، لعبت دورا مهما. علق خبراء منظمة الصحة العالمية على أن النظام الشامل والطرق والتقنية المبتكرة للوقاية من الوباء والسيطرة عليه في شنتشن تركت لهم انطباعا عميقا.

في النصف الأول للعام الجاري، وفي مواجهة الاختبارات الشديدة التي أحدثها الوباء، والبيئة المحلية والخارجية المعقدة والمتغيرة، حققت مدينة شنتشن نموا إيجابيا في الناتج المحلي الإجمالي، وذلك بفضل تطور الصناعات الناشئة مثل تقنية الجيل الخامس، ما يمثل إشارة إيجابية للنمو الاقتصادي. وزادت القيمة المضافة للتصنيع عالي التقنية بنسبة 2.2% على أساس سنوي، ليمثل قوة دافعة رئيسية.

وفي المستقبل، ستواصل شنتشن اغتنام الفرص التاريخية في بناء منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى لتعزيز القدرة التنافسية وقوة الابتكار والتأثير للمدينة، وخلق معجزات جديدة تعجب العالم.