CGTN العربية/
كان الرئيس الصيني شي جين بينغ ينعت جو بايدن بـ “الصديق القديم”. في عام 2001، قام بايدن بزيارة للصين كرئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية الأمريكية مع الصين ودعم انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية. وقال بايدن حينها: “الولايات المتحدة ترحب بالصين المزدهرة والشاملة على المسرح الدولي. لأننا نعتقد أن الصين دولة تلتزم بالقواعد الدولية”.
في عام 2011، قام بايدن بزيارة أخرى للصين كنائب لرئيس الولايات المتحدة. في هذا الوقت، كانت الصين بالفعل ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث نجحت في مقاومة تأثير الأزمة المالية لعام 2008، وكان وضعها الاقتصادي أفضل من وضع الولايات المتحدة. وقال حينها:” صعود الصين سيعزز تنمية وازدهار الاقتصاد العالمي. ويعني أيضا أن الولايات المتحدة يمكنها إقامة شراكة جديدة مع الصين ومواجهة التحديات العالمية معها.”
مع اقتراب عام 2021، واقتراب تسلم الرئيس المنتخب بايدن إدارة الولايات المتحدة التي لا يمكن التعرف عليها تقريبا والتعامل أيضا مع العلاقات الصينية الأمريكية التي ربما لم يتخيلها أبدا. يأمل البعض في أن يُصلح العلاقة بين البلدين، أو على الأقل يعيدها إلى طبيعتها.
يقول السفير الأمريكي السابق لدى الصين ماكس بوكس:” فيما يتعلق بالعلاقات مع الصين، أعتقد أنه سيكون هناك درجة معينة من إعادة التشغيل. الرئيس الجديد لن يتبنى مثل هذه الاستراتيجية الدبلوماسية الصاخبة. ولن يستخدم حسابه على تويتر للتأثير على العلاقات الدبلوماسية، لكنه سيستخدم أساليب تقليدية أكثر.”
في رأي بايدن، كانت سياسة ترامب تجاه الصين فاشلة. وخلال المناظرة الانتخابية، أشار إلى أن العجز التجاري الأمريكي مع الصين آخذ في الاتساع منذ عام 2017، واصفا فكرة الفصل بأنها “غير واقعية وتأتي بنتائج عكسية”. كما يعتقد أن الصين ليست “عدوا” ولكنها “المنافس الأكبر”.
على الرغم من فوز بايدن بالرئاسة، لكن ترامب فاز بأكثر من 72 مليون صوت في انتخابات هذا العام، أي ما يقرب من 10 ملايين صوت أكثر مما حصل عليه في عام 2016. بغض النظر عن رأيك في ذلك، فإن سياسات ترامب تحظى بشعبية بين الأمريكيين ولديه العديد من المؤيدين.
قال جون بريدو، المحرر في مجلة الإيكونوميست الأمريكية:” بعد أربع سنوات في السلطة، فاز دونالد ترامب بثاني أعلى عدد من الأصوات في تاريخ الولايات المتحدة. أعتقد أن هذا تذكير للدول الأخرى بأن ترامب بالرغم من خسارته للانتخابات، إلا أن الفلسفة التي يمثلها لن تختفي. قد تحتاج أي سياسة أدخلتها إدارة بايدن في المستقبل إلى أخذ هذه القوة في الاعتبار. قد يعود الاتجاه الانعزالي في السياسة الخارجية الأمريكية إلى المشهد السياسي في أي وقت. في رأيي، سيؤثر ذلك على السياسة الخارجية المستقبلية للولايات المتحدة”.
لكن العلاقات الصينية الأمريكية لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه. هذه المرة، لا يمكن استعادة “الحياة الطبيعية”، ولكن يمكن إعادة تشكيلها من جديد. في السنوات القليلة الماضية، اكتشف الكثيرون فجأة أن هناك اختلافات هيكلية هائلة بين الصين والولايات المتحدة. إذا تم السماح لهذه الاختلافات بأن تتطور إلى صراعات، فلن تكون الصين أو الولايات المتحدة الخاسر الوحيد.
إذا كان إعادة تشكيل العلاقات الصينية الأمريكية سيستغرق بعض الوقت. فبايدن يؤيد إقامة علاقة إيجابية مع الصين، وهو الآن في عالم جديد، كلنا ننتظر لنعرف ماذا سيفعل هذا “الصديق القديم”.