عندما ظن الناس أن وباء فيروس كورونا الجديد قد تمت السيطرة عليه تدريجيا على مستوى العالم، دق الهجوم المفاجئ من سلالة دلتا ناقوس الخطر حول العالم مرة أخرى. منذ أول انتشار واسع النطاق لسلالة دلتا في الهند في أبريل من هذا العام، انتشر بسرعة إلى أكثر من 100 دولة في غضون شهرين، ولا يزال ينتشر.

وفقًا لتقارير إعلامية، حاليًا في الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا، فإن أكثر من 20% من الحالات المؤكدة الجديدة من فيروس كورونا الجديد من سلالة دلتا. في المملكة المتحدة، يصل هذا الرقم إلى 90%. في الوقت نفسه، تم اكتشاف سلالة دلتا أيضًا في مدن مثل قوانغتشو وشنتشن ودونغقوان وأماكن أخرى في الصين.

السبب وراء قدرة سلالة دلتا على اكتساح العالم في فترة قصيرة من الزمن لا ينفصل عن خصائصها مثل القدرة الكبيرة على العدوى والحمل الفيروسي العالي وفترة الحضانة القصيرة. في بعض الحالات، يمكن للشخص المصاب أن ينشر الفيروس بمجرد مرور بجانب الآخرين، أو حتى مشاركة استخدام الحمام واحدًا تلو الآخر، وتشكل هذه الخصائص تحديات جديدة لمفاهيم الوقاية والسيطرة السابقة.

على الرغم من أن العديد من البلدان في العالم قد “سقطت” تحت الهجوم الشرس لسلالة دلتا، لا تزال الصين تحرس بصرامة جبهة الوقاية من الوباء، وتبني “سور الصلب العظيم” للوقاية من الأوبئة. وسيطرت بنجاح على الوباء الذي تسببه سلالة دلتا في المنطقة المحلية ومنعت انتشار الفيروس في جميع أنحاء البلاد.

حتى الـ 23 من يونيو، تم الإبلاغ عن إجمالي 153 حالة إصابة بفيروس دلتا في مقاطعة قوانغدونغ الصينية . قال الأكاديمي الصيني تشونغ نانشان:” إذا لم يكن هناك وقاية وسيطرة على الإطلاق، وفقًا لحسابات وتوقعات النموذج، فإن هذه الجولة من الوباء في قوانغتشو يمكن أن تسبب في إصابة 7.3 مليون شخص”.

استجابةً لخصائص سلالات دلتا، اتخذت مقاطعة قوانغدونغ عددًا من التدابير المبتكرة لإدارة الوباء: أولاً، إجراء اختبار جيني سريع للسلالات في جميع الحالات، وتحديد مصدر العدوى في الوقت المناسب، ومعرفة سلسلة الانتقال؛ ثانيًا، إعادة تعريف “مخالطون قريبون” وتحديد جميع الأشخاص الذين كانوا في نفس المساحة الداخلية قبل 4 أيام من ظهور العدوى على أنهم “مخالطون قريبون”، ثم قامت بتطوير أوضاع إدارة مختلفة وتحكم في مستويات مختلفة؛ والثالث هو إنشاء نظام “الرمز الأصفر” في جميع أنحاء البلاد واستخدم البيانات الضخمة للحصول على مسارات الأشخاص الذين ذهبوا إلى المناطق الرئيسية، والطلب منهم إكمال اختبار الحمض النووي في غضون 24 ساعة.

على الرغم من صعوبة التعامل مع سلالة دلتا، إلا أن النتائج المخبرية تظهر أن اللقاحات الصينية لا تزال مقاومة لها. أظهرت مراقبة الحالات في مقاطعة غوانغدونغ أن المخالطين القريبين الذين تلقوا جرعتين من اللقاح كان لديهم ما يقرب من 60%  الوقاية من الأمراض وحوالي 80% حماية ضد الالتهاب الرئوي، ولم يصب أي من المرضى بحالة شديدة أو حرجة. يدرك المزيد والمزيد من الناس أن تطعيم اللقاح لم يعد “سؤالاً متعدد الخيارات”، بل “سؤال لا بد من الإجابة عليه”. حتى الـ 2 من يوليو حاليا، تلقت الصين أكثر من 1.24 مليار جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا الجديد، ويحتل العدد الإجمالي للتطعيم المرتبة الأولى في العالم باستمرار.

سيكون الصراع بين البشر وفيروس كورونا الجديد طويل الأمد، ولكن في الوقت نفسه، يتم إثراء وتحديث وسائلنا وخبراتنا في التعامل مع الفيروس باستمرار. طالما أن لدينا الثقة الثابتة، وطالما ننفذ التوجيهات العلمية، فإننا نعتقد أن اليوم الذي سيتم فيه انتصار على فيروس كورونا الجديد تمامًا لن يكون بعيدًا.