شبكة طريق الحرير الاخبارية/ CMG/
مع صوت صافرة القطار، توقف قطار مكيف جديد من طابقين بين المدن في المحطة المركزية في بلغراد عاصمة صربيا. ومن أجل تجربة استقلال قطار بسرعة 200 كيلومتر في الساعة في أسرع وقت ممكن، كان الطالب الثانوي من صربيا ألكساندر دجينديتش وأصدقاؤه ينتظرون على المنصة لأكثر من ساعتين. وأخبر ألكساندر مراسل وكالة أنباء شيخوا أنه كان يرغب منذ فترة طويلة في تجربة القطار السريع الجديد، ولم يحلم أبدا أن يكون لدى بلده مثل هذا القطار السريع.
وبالإضافة إلى الطلاب الشباب مثل ألكساندر الذين يجربون بشكل خاص السكك الحديدية السريعة، كان هناك أيضا على متن القطار نفسه، أشخاص تغيرت حياتهم وعملهم بسبب السكك الحديدية. ويقع منزل جيلينا إليش في مدينة نوفي ساد الواقعة في شمال وسط صربيا، لكنها تعمل في بلغراد، ومنذ عام 2014، استقلت القطار بين المدينتين كثيرا. وقالت إنها أمضت أكثر من 3000 ساعة في القطار خلال السنوات القليلة الماضية، لكن الآن، تستغرق الرحلة ذهابا وإيابا بين المدينتين ساعة واحدة فقط.
وبني خط السكك الحديدية بين المجر وصربيا في نهاية القرن التاسع عشر، وبسبب الإهمال الطويل الأمد للصيانة الدورية، ففقد ظلت المعدات تتقادم بشكل خطير، لتصبح بمتوسط سرعة تشغيل يبلغ حوالي 40 كيلومترا في الساعة فقط، مع حدوث أعطال متكررة. وتذكرت جيلينا إليش أن أطول وقت جلست فيه على القطار كان 5 ساعات ونصف. وقالت مازحة إن سر ركوب القطار هو الصبر. ولأنه بعد ركوب القطار، لا يعرف المرء أبدا ما هي المغامرات التي تنتظره.
وبالنسبة للشعب الصربي، افتتح قسم بلغراد-نوفي ساد للسكك الحديدية بين المجر وصربيا في منتصف شهر مارس من العام الماضي، وقد تغير ركوب القطار من “مغامرة غير مضمونة العواقب” إلى تجربة مفعمة بالبهجة والسرور. وفي الوقت الحاضر، يصعب الحصول على تذاكر القطار من بلغراد إلى نوفي ساد.
ويعد خط سكة حديد المجر-صربيا مشروعا رئيسيا في إطار مبادرة “الحزام والطريق” الذي بنته الصين ودول وسط وشرق أوروبا بشكل مشترك، وهو أيضا أول مشروع يربط المعدات التقنية للسكك الحديدية في الصين بالسكك الحديدية في الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت الحاضر، تشرع مجموعة الصين للسكك الحديدية وشركاؤها الصرب في تجديد القسم الأخير بصربيا، وهو خط السكك الحديدية الحدودي نوفي ساد-المجر-صربيا.
ويبلغ الطول الإجمالي للسكك الحديدية بين المجر وصربيا حوالي 350 كيلومترا، منها 183 كيلومترا في صربيا. ووفقا للخطة، سيكتمل الجزء الصربي من هذه السكة الحديدية في ربيع عام 2025. ويرجع التقدم السلس في بناء القسم الصربي من الخط إلى حد كبير إلى مبدأ “البناء المشترك” الذي تلتزم به الشركات الصينية.
وانضم المهندس الصربي ميلان بانوفيتش إلى الفريق الصيني في السنة الثانية من بناء خط سكة حديد المجر-صربيا. وعند حديثه عن عمله في السنوات القليلة الماضية، قال للمراسل إن قدرته قد تحسنت بشكل كبير، مضيفا أن الموظفين الصينيين قدموا إسهامات كبيرة لتنمية صربيا، وتعلم منهم كثيرا في مجالات التكنولوجيا والصناعة والاقتصاد. وفي رأيه، فإن التعاون بين الشركات الصينية والصربية غير مسبوق وسيحقق تقدما جديدا في المستقبل. وقال إنه راضٍ للغاية عن التعاون بين الطرفين، كما أن التبادلات بينهما ممتعة للغاية، معربا عن امتنانه لهذا النوع من التعاون على المستوى الوطني الذي خلق مساحة أكبر للتعاون بينهما، وهذا أمر غير مسبوق ويأمل في مواصلة تعاون بلاده مع الشركات الصينية، وتحقيق هذا الزخم ارتقاء جديدا في المستقبل.
وقد تفقد الرئيس الصربي عدة مرات سير بناء مشروع سكة حديد المجر-صربيا، حيث يرى أن مشروع هذه السكة الحديدية له أهمية كبيرة لصربيا وهو هدية للأجيال المقبلة ونموذج تعاون ناجح بين الصين وصربيا والمجر في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.