سناء كليش – تونس العاصمة/ خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية: في أجواء ودية نظّمت سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الجمهورية التونسية، يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2019، حفل تتويج للفائزين في مسابقة أفضل المقالات بمناسبة الذكرى55 للعلاقات الديبلوماسية التونسية الصينية، التي سجلت إقبالاً كبيراً للمشاركة فيها فاق كل التوقعات، من قِبل صحفيين وباحثين ورجال أعمال وطلبة وأطباء وفنانين ومواطنين تونسيين.

    أغلب المقالات المشاركة في هذه المسابقة، والتي تجاوز عددها 100 مقال، كانت جيدة وبمستويات متقاربة، حسب ما أكده أعضاء من لجنة التحكيم، وكشفت إلمام عدد هام من التونسيين بالانجازات الصينية وثقافة شعبها وخصائصها وعاداتها وتقاليدها، حيث عبّر أصحاب هذه المقالات عن تمنياتهم بمزيد من التطور للعلاقات القائمة بين البلدين، متقدمين في هذا السياق بمقترحات وأفكار مستقبلية جديدة. وفي كلمة بالمناسبة، قدم سفير جمهورية الصين الشعبية بتونس “وانغ وين بين”، مقتطفات من المقالات الفائزة في هذه المسابقة والتي توثق مختلف مراحل تطور العلاقات التونسية الصينية، طيلة أكثر من 5 عقود، وتسلّط الضوء على الانجازات المُحقَّقة في عديد المجالات، وتعكس عمق العلاقات بين البلدين وأواصر الصداقة الواسعة والمستقرة. وقال في هذا الصدد، أنه “ليس من الصعب من خلال هذه الشهادات أن نلخص ميزات العلاقات بين الصين وتونس، وخاصياتها المتمثلة في أُسس قوية وثرية بالإمكانيات، لكن أيضاً صداقة عريقة وراسخة بعمق في قلوب الشعبين، وهي من أهم الأسباب التي جعلت العلاقات التونسية الصينية تواصل منذ 55سنة التقدم وإعطاء ثمار وفيرة لتبلغ حالياً مرحلة هامة ومليئة بالفرص القيمة”.

وتبلورت فكرة إرساء العلاقات الديبلوماسية التونسية الصينية، من خلال دعوة الرئيس الحبيب بورقيبة، والوزير الأول الصيني “شوان لاي”، الذي زار تونس سنة 1964 من أجل فتح فصل جديد في تاريخ العلاقات الديبلوماسية التونسية الصينية، حيث أكد بورقيبة لاحقاً، حاجة تونس إلى صداقة كبيرة، مُبرزاً ضرورة إرساء علاقات ديبلوماسية مع الصين، حسب ما ذكّر به، خالد احمد الأستاذ في الأدب الصيني بجامعة قرطاج، والفائز بالجائزة الأولى ضمن هذه المسابقة، بمقال باللغة الصينية بعنوان “العلاقات التونسية الصينية: ظروف جديدة حقائق وتحديات”. وأبرز السفير الصيني بتونس أهمية الإرادة السياسية لتقوية العلاقات بين الشعبين والتزام البلدين للمضي قدماً نحو التقارب أكثر، والعمل سوياً على رفع تحديات القرن21، داعياً في ختام كلمته إلى مزيد تضافر الجهود المشتركة من أجل شراكة صينية تونسية أكثر ديناميكية، وأكثر فعالية، وأكثر شمولية في خدمة الشعبين الصديقين. ويتمثل الهدف من تنظيم هذه المسابقة التي تتوج بجائزة أولى وجائزة ثانية وثالثة، تسند لثلاث فئات من الكتابات حسب اللغات (العربية والفرنسية والصينية)، في أحداث منصة للتبادل تُمكّن التونسيين والصينيين من المساهمة من خلال كتاباتهم ومقترحاتهم في إثراء التعاون الثنائي وتطوير العلاقات المشتركة، وفق ما صرح به السفير الصيني.

ومن جهته، دعا عضو لجنة التحكيم ممثل الجامعة التونسية لمديري الصحف، محمد العروسي بن صالح، إلى نشر المقالات الفائزة وتجميعها وتوثيقها في كتاب ليكون مرجعاً يعكس عمق العلاقات، مُقترِحاً إقامة مركز للتبادل الصحفي بين البلدين، بما يتيح مزيداً من التعاون وتبادل الخبرات في المجال الإعلامي.

أما عضو لجنة التحكيم رئيس جمعية الصداقة الصينية التونسية، عز الدين الجبالي فأكد، أنه من خلال المقالات المشاركة في هذه المسابقة لمس ما تحقّق من تطور في العلاقات الثنائية بين تونس والصين خلال 55 سنة الماضية، معتبراً أنه على الرغم من أهمية العلاقات الديبلوماسية بين الحكومات، تبقى العلاقات الديبلوماسية “المدنية أو الشعبية” تبقى أساسية، وتتواصل عبر العصور رغم كل العراقيل والمصاعب، مُشيراً إلى أن مبادرة “الحزام والطريق” قد خصّصت لذلك بنداً كاملاً وهو البند الخامس الذي يهدف إلى تعزيز الروابط التي تجمع بين الشعوب الممتدة على طريق الحرير.

وقد فاز بالجائزة الأولى لهذه المسابقة كل من الأستاذ خالد أحمد، عن مقاله باللغة الصينية “العلاقات التونسية الصينية: ظروف جديدة، حقائق وتحديات”؛ ورياض بشير عن مقاله باللغة العربية بعنوان “المشروع الصيني المبرمج بالجنوب التونسي: أي آفاق اقتصادية؟”؛ والمعهد العربي لرؤساء المؤسسات عن إصدار باللغة الفرنسية بعنوان “تونس- الصين: شراكة المستقبل”.

#سناء_كليش: كاتبة وصحفية #تونسية ناشطة ومعروفة ومن المجموعة الأولى المؤسِّسة للعضوية الأُممية في الاتحاد الدولي للصُحفيين والكتّاب العرب أصدقاء #الصين والمستشارة الأولى لرئيس الاتحاد الدولي.