بقلم: رجوى قوراري
*الكاتبة#رجوى_قوراري, معتمدة في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر؛ حاصلة على ليسانس إعلام، وطالبة ماستر تخصص إعلام سمعي بصري، وعضو في الفرع الجزائري للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
المرأة الصينية هي رمز للتحدي والإصرار.. صورة للتفاؤل والعطاء.. مِثال للتضحية والعزيمة.. تلك هي المرأة الصينية.
هي مَن رفع شعار الأمل وعظّمت مبدأ العمل، وعزّزت قيمة الاجتهاد ومجّدت قاعدة المساواة، ووقّرت مفهوم الوطنية والإنسان,
بلغ عدد النساء في الصين 620 مليون إمرأة، يشغلن 48.5٪ من إجمالي عدد سكان الصين.
شدّد الزعيم الصيني”ماو تسي تونغ” في عهده، على تطبيق صارم لمبدأ “المساواة بين النساء والرجال” مُجاهراً أن: “النساء يحملن على أكتافهن نصف السماء”، ما زاد في عزيمة المرأة الصينية، وعزّز ثقتها بالوطن واجتهادها في العمل. فرغم الظروف الصعبة التي كانت تعيشها وقلة الحيلة وقسوة الحياة إلا أن كل هذا لم يكسر شغفها في العمل بل زادها حباً و إلهاماً، فكانت هذه القوة مصدر اهتمام الحكومة الصينية بشأن تطور وتقدم وبروز دور النساء الصينيات، مكرسة مبدأ تشارك المسؤولية والمساواة بين الجنسين كسياسة وطنية أساسية في المجتمع، والتي من شأنها أن تحقق تقدماً كبيراً وازدهاراً في جميع المجالات.
المرأة الصينية تحت وصاية الدولة
ورفقاً بالقوارير وضماناً لحقوقهن، صدرت قوانين لصالح الجنس اللطيف في الصين أبرزها:
1/قانون العمل لجمهورية الصين الشعبية الذي ينص على الحماية الخاصة للمرأة العاملة.
2/ضمان الرعاية الصحية للأمهات والرضع في جمهورية الصين الشعبية سنة 1995.
3/في أكتوبر 2010، تم إصدار القانون التنظيمي للجنة سكان الريف بعد مراجعته، حيث يحدد نسبة الأعضاء الإناث بين ممثلي اللجنة، مما يقدم الأساس القانوني لمراجعة وتعديل قوانين القرية من حيث المساواة بين الجنسين.
4/في أول سبتمبر 2002، بدأ تنفيذ قانون السكان وتنظيم الأسرة لجمهورية الصين الشعبية.
5/في أول يناير 2008، تم تنفيذ قانون دفع التوظيف لجمهورية الصين الشعبية، الذي ينص على أن الدولة تكفل للمرأة حقوقاً متساوية في العمل مع الرجل، وعدم تضمين عقد العمل قيود على النساء العاملات بشأن الزواج والإنجاب، مما يقدم ضمانا لتوظيف النساء بصورة عادلة وعدم التعرض للتمييز.
6/في 28 أبريل 2012، نشرت الأحكام الخاصة بشأن حماية المرأة العاملة لجمهورية الصين الشعبية.
7/في 19 يناير 2014، أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة اقتراحات حول تعميق الإصلاح في المناطق الريفية وتعجيل دفع التحديث الزراعي بصورة شاملة، والتي تؤكد على حماية حقوق ومصالح المرأة في مقاولة الأرض.
8/في أغسطس 2014، أكدت وزارة الزراعة واتحاد النساء لعموم الصين على إضافة أسماء النساء في شهادة تعهدات الأرض وتصاريح التسجيل.
9/في عام 2005، أُقر قانون ضمان حقوق ومصالح المرأة لجمهورية الصين الشعبية، قدم حصنا منيعا للنساء.
فضلاً عن ذلك، ساهم تنفيذ قانون مكافحة العنف الأسري لجمهورية الصين الشعبية ضد النساء منذ عام 2016 في تطوير هذه السلسلة وجعلها أكثر شمولاً وتكاملاً ومتانة، إذ يحدد هذا القانون نظام الإبلاغ الإلزامي، نظام الإيواء الإلزامي ونظام خطاب التحذير ونظام حماية السلامة الشخصية الذي يعد اختراقا كبيرا في تطبيق وتطوير هذا القانون.
المرأة الصينية والفن
برهنت المرأة – ذات اليد السحرية، بكل استحكام واستفحال، أنها جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع العريق. وعملت في مختلف المجالات من زراعة وصناعة وتجارة، ومارست شتى النشاطات ونافست الجنس الخشن فيمختلف المهن.
إن الحضارة الصينية اهتمت بالفن والثقافة منذ القدم وميّزت المجتمع الصيني بالانسجام والتوافق بين الفن التقليدي والحديث، المحلي والأجنبي، الديني والعلماني.. وانفرد بقدرته على هضم الفنون الداخلية وإعادتها بنكهة صينية.
إن الجنس اللطيف تفضل بسخاء في هذا المجال متخذاً نمطاً شكلياً مستجداً لتهتم المرأة الصينية بالفن والحرف اليدوية، فما كان من الحكومة إلا دعم هذه الفئة الكبيرة من المجتمع لتُنشأ عام 1902 مدرسة الفنون والحرف اليدوية. وفي العام الموالي صدر قانون نظام الأعمال الحكومي لتطوير الصناعة والتجارة المحلية، لتؤسس في عام 1904 عن مدرسة المرأة الوطنية في شنغهاي من قبل لجنة التعليم الصينية، فاندمجت المرأة في قسم الفنون لعمل النسيج، العقد، الغزل والتدوير، كما برزت أيضا مدرسة الفنون للمرأة في يانغتشو وغيرها من عديد المدارس التي بفضلها انتعشت اليد الصينية وحققت نجاحات شتى في الفنون الجميلة والخياطة والحرف اليدوية للأدوات منزلية والتصاميم، صناعة السعف، الفنون الزخرفية والفخارية، التطريز والرسم بأنواعه والمنحوتات اليشمية التي تشتمل على رسوم الشخصيات التاريخية والاسطورية وشخصيات الروايات المسرحية وغيرهم، والمنحوتات الحجرية والعاجية التي ازدهرت في بكين ووصلت ذروتها في ثلاثينيات القرن 20. بحيث اشتهرت بنحت تماثيل الأشخاص والازهار والطيور.
بالإضافة إلى فن العرائس، الموسيقى والأوبرا والرقص والأكروبات التي
أبدعت فيها الصينيات في هذا الفن بحركاتهن الرقيقة وقفزاتهن الخفيفة وتناغمهن الرائع مع الموسيقى كحوريات البحر.
كانت المرأة في الصين وما زالت تجمع بين أنوثة وجمال طاغي، وبين همة ومكابدة في الحياة، فكانت تبذل أكثر مما تكسب و تعطي أكثر مما تأخذ.
صينيات كتبن أسماءهن بأحرف من ذهب
المرأة الصينية شبيهة بالنملة المثابرة، إذ أنها تعمل في صمت، وكالنحلة النشيطة تعمل بإتقان وانتظام دون توقف عن العطاء والتضحية. فقد أشادت ” فو ين” نائب وزير الخارجية لوسائل الإعلام بأداء الصينيات المميز وثقافتهن الرفيعة، وأشارت بفخر إلى تنامي نسبة وجود المرأة الصينية في الحياة السياسية.
وسجلت الصين بروز نساء حديديات كالسيدة ” وو اي” نائب رئيس الوزراء السابقة التي نجحت في قيادة معركة الصين ضد مرض سارس، بمفاوضاتها العنيدة لدخول منظمة التجارة العالمية.
أما السيدة ” لوه شاؤ ينغ” سيدة أعمال، فقد تخصصت في مجال المال والاقتصاد، وكانت مسؤولة عن إدارة الاستثمار في شركة أسرتها، فنجحت في بدء مشروعها الأول سنة 2004، وأسست شركة دونغيان التي احتلت المرتبة 50 من بين أكبر 500 شركة عقارية في الصين فضلا عن العقارات والنشاطات الأخرى.
أما بالنسبة للعجوز” يانغ مين ويه”، التي أمضت سنوات عديدة من عمرها في الوطن العربي، حيث بدأت رحلتها إلى الدول العربية التي تقع على طريق الحرير في عام 1987، ومنذ ذلك الحين سجلت بريشتها مناظر فريدة في العالم العربي، وزارت مدناً وقرى عديدة لترسم جبالها وقلاعها أشجارها وأزهارها وابتسامات الأطفال في الشوارع وملامح النساء والشيوخ في البيوت أو في الخيام.
وقد أنجزت يانغ قرابة ألف لوحة فنية، وأقامت 36 معرضاً في الصين ودول عربية، كما أصدرت مجموعتين من اللوحات لسوريا وتونس.
وقالت يانغ إن “أنا امرأة عادية صينية عجوز تعمل باجتهاد في طريق الحرير”، معربة عن عميق شكرها للعرب حكوماتٍ وشعوباً، واصفة إياهم “أنهم مثل أهلي الأعزاء “، إذ أنها استوحت أعمالها من الشعب العربي، و”نجاح هذه اللوحات منهم وإليهم”.
خُلاصة: يقال أن “المرأة نصف المجتمع” إلا أنها المجتمع كله، فهي الأساس لكل مجتمع وهي صانعة العالم، و خير دليل المرأة الصينية التي التمسنا أثر مشاركتها الفعّالة ونجاحاتها السامية على مختلف المستويات و مساهمتها الكبيرة في عملية النهضة بمختلف جوانبها العلمية والفنية الإبداعية وفي بلوغ أهداف الحكومة الصينية للتخلص من الفقر في المناطق الريفية وسط مجتمع رغيد الحياة.
*مصادر و مراجع :
1/ينغ تشن، عصر جديد للمرأة الصينية (مجلة الصين اليوم)؛
2/أضواء على المرأة الصينية (إذاعة الصين الدولية)؛
3/الفن في الصين (الموسوعة العربية)؛
4/لي يان زو، ترجمة نصيف جاسم محمد عباس؛
5/الطريق إلى تاريخ التصميم الصيني (كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد).
وراء كل دولة قوية كالصين فراشة رقيقة الروح لبؤة عظيمة العطاء تسمى بالمرأة الصينية
مقالة جميلة للكاتبة رجوى قوراري..
فعلا المرأة الصينية تتميز بحقوق كبيرة وهي امرأة مناضلة ومكافحة دخلت العمل في مجالات عدة وساهمت في ازدهار بلدها الصين .
هذه المقالة مهمة جدا.. فهي تعرض الى معلومات قل نظيرها في الاعلام والصحافة العربية عن المرأة الصينية والاسرة التي يتم استهدافها من جانب الاعلام المعادي للصين والعلاقات الاستراتيجية العربية – الصينية..
نأمل بنشر المزيد من هذه الكتابات الواقعية والوازنة.. تهانينا سيدة / استاذة رجوى قوراري لقلمك الذي ينطق بالحق، والى الامام لمزيد من نشر الحقائق..
ششكرا للنشر استاذ خليل برغم انشغالاتك الضخمة.. مروان سوداح
تهانينا لقلمك الممتاز الكاتبة والزميلة رجوى قوراري مزيد من التألق . فيما يخص المقال اكيد لاتوجد نهضة بدون دور فعال للمرأة في هذه العملية وفي مختلف جوانبها والمرأة الصينية لم تتأخر عن المواكبة والمساهمة في بلوغ الاهداف التنموية لجمهورية الصين الشعبية .